كان من المنتظر أن يتم تشكيل الحكومة في أسرع وقت بعد إعلان التوصل إلى اتفاق وتوافق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير.. إذ لا وقت للتسويف مع الأوضاع المتردية التي تعيشها البلاد.
الأولوية لتشكيل الحكومة ومن ثم تنظيم الاحتفالات ودعوة رؤساء الدول والمنظمات الدولية لحضور توقيع الاتفاق بين الطرفين.. لكن يبدو أن الطرفين ليس في حالة جاهزية لإعلان أسماء المجلس السيادي ومجلس الوزراء، بل وحتى رئيس الوزراء نفسه لم يتم التوافق عليه، وهذا يظهر بجلاء من خلال تصريحات القيادات التي تظهر في الإعلام على لسان قوى الحرية وأيضاً المجلس العسكري.
أوضاع البلاد تزداد تعقيداً بسبب الفراغ في أجهزة الدولة، خاصة الأوضاع الاقتصادية ومعاش الناس وكافة الخدمات وتعطل دائرة الإنتاج.
تفاقمت مشكلات الموسم الصيفي بسبب شح الجازولين وعدم توفر مدخلات الإنتاج.
تفاقمت مشكلة انقطاع التيار الكهربائي خاصة بالنسبة للقطاع الصناعي والزراعي، مما أدى إلى تعطيل وتوقف شبه تام لعدد من المصانع العاملة في مجال الصناعات الأساسية، أما التي تكابد مشقة مواصلة الإنتاج فهي تعاني من ارتفاع تكلفة الإنتاج مما انعكس سلباً على زيادة الأسعار للمواطن.. هذا بخلاف التأثير النفسي السلبي جراء انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي على القطاع السكني.
توقف شبه تام لاستيراد السلع الاستهلاكية ليس فقط لعدم توفر العملات الصعبة وارتفاع سعر الدولار، وإنما لسبب قرار الجمارك الأخير برفع الرسوم الجمركية بصورة مفاجئة لعدد كبير من السلع.
توقف تام لاستيراد الأدوية بسبب فشل البنك المركزي في توفير العملات الصعبة مما أدى إلى شح كبير في أنواع الأدوية المختلفة خاصة المنقذة للحياة.
فوضى كبيرة في أسواق السلع وارتفاع غير مسبوق في الأسعار.. مع عدم وجود رقابة.
وبرغم الانخفاض الطفيف الأيام الماضية في أسعار الدولار على خلفية الاتفاق بين العسكري والحرية والتغيير غير أن ذلك لم يدم طويلاً وبدأ السوق الأسود ينشط منذ الأمس خاصة مع زيادة الطلب على الدولار لموسم الحج وأيضاً لحاجة الاستيراد.
مشاهد طوابير المواطنين أمام المخابز ومحطات الوقود عادت من جديد مما يشير إلى نفاد الوديعتين الإماراتية والسعودية، وعليه فإن الأمور تحتاج إلى تدابير جديدة من قبل الحكومة وليس سد الثغرات والفجوات على طريقة المجلس العسكري.
الانتباهة
اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر صحيفة الراكوبة نيوز