حاورته بجوبا – أميرة الجعلي
** على مدى عدة سنوات، ظلت حدة التوتر تتفاقم بين الخرطوم وجوبا، وتكتنفها اتهامات متبادلة حول إيواء ودعم المعارضة المسلحة في البلدين.. وفي ظل الوضع السياسي المأزوم بين الحكومتين وتطورات الأوضاع داخل دولة جنوب السودان، توجهت (اليوم التالي) إلى جوبا وأجرت عدة مقابلات مع مسؤولين حكوميين وتنفيذيين.
في هذه المقابلة يتحدث تعبان دينق، النائب الأول لرئيس جمهورية جنوب السودان، وهو شخصية لا يمكن تجاوزها، بوصفه مسؤولاً تنفيذياً يتمتع بصلاحيات واسعة، وتنسيق وتعاون وثقة كاملة ومتبادلة مع الرئيس سلفاكير ميارديت.
كان الوصول إلى مكتبه في القصر الرئاسي أمراً بالغ الصعوبة، نظرًا للحراسة الفائقة التي تحيط به… أثناء إجراء هذه المقابلة لم يتوقف هاتف تعبان عن الرنين، ودخل في مهاتفات تخص الرئيس سلفاكير وبعض الوزراء والمسؤولين. من بين المهاتفات يذيع تعبان لـ(اليوم التالي) معلومات تذاع للمرة الأولى، إلى جانب اعترافات ورؤى سياسية لمستقبل العلاقات مع حكومة السودان.. إلى مضابط الحوار:
* الشاهد أن الخرطوم تتهمكم بدعم وإيواء المتمردين، مّما يجعل العلاقات، رغم حديث تطييب الخواطر، متوترة وقابلة للتصعيد؟
أولًا: أرحب بك في جوبا ومرحب بيك في بلدك.. أنا ما حأقول ده بلدك الثاني؛ لأن جنوب السودان هو نفس السودان، وأنا لن أقول العلاقات توترت، لكن سأقول إن العلاقات لم تصل إلى وضعها الطبيعي؛ لأن الوضع الطبيعي هو أن شعب الجنوب والشمال شعب واحد، لكن شاءت الظروف أن يكونوا في دولتين (السودان وجمهورية جنوب السودان)، لكن الشعب هو شعب سوداني.. أنتِ الآن في جوبا وإذا ذهبتِ إلى السوق ستجدين أن معظم التجار الشماليين هم تجار الجملة، وفي كل المناطق بالجنوب لأن البلد بلدهم، ولما حدث الانفصال قرروا البقاء في الجنوب ما مشوا الشمال، ونسبة للوضع الأمني في جنوب السودان كثير من الجنوبيين نزحوا إلى شمال السودان، وهم الآن في مناطق الحدود في ولاية غرب كردفان وجنوب دارفور وولاية النيل الأزرق، أي في كل المناطق في السودان، ولو تذكرين كان رئيس الجمهورية أصدر قراراً، قال فيه إن الجنوبيين هم أهل وهم سودانيون، نحن شعب واحد وسنظل شعبا واحدا إلى اليوم الآخر، وما معروف ما سيحدث لنا في الجنة أو في النار.
* رغم ما تحدثت عنه إلا أن الوضع لا يزال متوتراً؟
نحن شعب واحد في دولتين ولكل دولة سياساتها، وأيضاً كانت هناك مرارات الحرب الأخيرة ومرارات الاستفتاء واستقلال الجنوب، إضافة إلى أن التدخلات الخارجية لم تعطِ الساحة للسلطتين في البلدين عشان الناس تضع بعض القواعد في كيفية الحفاظ على نفس الترابط بين الشعبين في الدولتين، وهذا ما فشلنا فيه لكن الآن هنالك مجهودات كثيرة وجبارة، وأعتقد أنها وصلت مراحل متطورة جدا عشان نقدر نرجع الشعبين لوضعهما الطبيعي، والوضع الطبيعي هو أن تكون الحدود غير مغلقة لبهائم بحر الغزال وبهائم السويلم وبهائم الرزيقات، وكل من يريد رزقاً في جنوب السودان، مثلاً السودان متطور اقتصادياً في الصناعات، وسوق الشماليين ليس في مصر أو السعودية بل في جنوب السودان، لأنه زاخر بالموارد الطبيعية الكثيرة جداً، ولكننا لم نتطور في الصناعات، الطب في الشمال متطور وزي ما أنتِ شايفة الجنوبيين بمشوا الشمال عشان يتعالجوا، العلاقات الاقتصادية لا تزال متداخلة والحدود لابد أن تكون فاتحة عشان أي زول يلقى الحياة الكويسة، وأنا لا أسميها توتراً أو مشاكل.. نعم كانت هناك مرارات الحرب والانفصال والحرب لا تزال موجودة في الشمال، وأيضاً هناك حرب في الجنوب .
* حتى الآن يبدو أننا لم نتجاوز حديث “تطييب الخواطر” لأن الاتهامات ما زالت متصاعدة ومتبادلة بين البلدين بدعم كل طرف للمعارضة المسلحة في البلد الآخر؟
الاتهامات هذه ستزول.
* متى؟
قريباً إن شاء الله.. السودان كان قد اقترح قبل سنة أو سنتين أن تكون هناك قوات مشتركة بين البلدين لمنع الاتهامات، ونحن قبلنا هذا المقترح وكنا نريده طوالي عشان نكوّن القوات المشتركة في الحدود، لأننا عرفنا أن تجربة السودان وتشاد كانت تجربة ناجحة وعالجت المسائل التي كانت معلقة بين البلدين .
* هل قيام هذه القوات المشتركة سيساعد في إزالة تلك الاتهامات؟
نعم وجود القوات المشتركة سيزيل كل الشكوك، لأن هناك اتهامات كثيرة جداً بعضها ملفق وليس له أساس، مثلاً في الخرطوم خاصة في الصحف وجرائدكم تزيد من هذه المشاكل.. نحن لم نشتكِ من وجود لام أكول في الخرطوم أصلاً، ولام لديه بيت في الخرطوم ومشار مؤجر بيت في الخرطوم ونعرف أن هناك ضباطاً كثيرين من ضباط لام أكول ومشار عقدوا جلسة مغلقة وموجودون في الخرطوم، نحن ما اشتكينا لأن هم سودانيون من حقهم أن يكونوا لاجئين في السودان وليس لدينا مشكلة، وما اشتكينا كتير لكن أنا عاوز أقول ليك، ناس لام أكول ومشار وجون سلوني وكل هذه الجماعات وضباط مشار بعملوا حفلات كل يوم جمعة، لجمع تبرعات لمجهودهم الحربي، نحن نبهنا الإخوان في أجهزة الأمن في السودان ولم يكونوا يعرفون بهذا النشاط وأنكروا وجوده، وقالوا الكلام ده ما قاعد يحصل، لكن في النهاية عرفوا أن هذا الكلام بحصل ووعدوا بمعالجته.
* وماذا فعلتم؟
نحن قمنا بمجهود جبار جداً، لأن كل هؤلاء الناس سودانيون من الصعب جداً في يوم واحد تقدر تزيل كل الشكوك، لأن معسكرات اللاجئين في (إيدا) مثلاً، وهي معسكرات تنشأ لأسر المقاتلين من جبال النوبة ومن الصعب تقدر تمنع تسلل بعض الأفراد المتمردين في جبال النوبة لهذه المعسكرات، لكن هذا ليس سببا للشكوك.. إن الجنوب لا يزال يدعم ونحن عملنا مجهودات حتى ننظف الجنوب عشان ما يكون في زول واحد موجود في أراضينا يخرق الاتفاق، نحن ماشين كويس لكن إنتو في جرايدكم ما في زول بقدِّر هذا المجهود، والشغل النحن شغالين فيهو ده .
* نفهم من حديثك هذا أن جوبا لا ترغب في توجيه اتهام مباشر للخرطوم بدعم المعارضة المسلحة الجنوبية؟
أنتِ الآن في جوبا ومن الصعب أن تجدي بيتاً لمالك عقار أو لياسر عرمان أو لعبد العزيز الحلو.. لا ما موجود. زمان كان في لكن الآن ما موجود، وقلنا لهم نحن من مصلحتنا الوطنية كجنوب سودان أن نتصالح مع السودان، لأن هذا هو الوضع الطبيعي، ولا يمكن لدولتين جارتين أن تكونا متحاربتين، وقلنا لهم إن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن ندعمكم فيها أن تتوجهوا نحو السلام، فإذا لجأتم للسلم نحن سنساعدكم ويمكن أن نتحدث مع إخواننا في الخرطوم عشان إنتوا تقدروا تعملوا (سلام)، والحرب انتهت ولا معنى لها مرة أخرى.
* وهل طلبتم منهم مغادرة الجنوب؟
نعم.. قلنا لهم لازم تغادروا الجنوب، لكن أمشي الخرطوم وفتشي منزل لام كول وستجدينه، وكذلك منزل رياك مشار والكم الهائل من الضباط، وبعملوا الحفلات لجمع تبرعات للمجهود الحربي، نحن لو عملنا هنا مجهودا حربيا في الجنوب بتعرفوه في يوم واحد .
* لكن أصدر جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني قبل عدة أيام بياناً، وجه من خلاله اتهاماً لشخصك والرئيس سلفاكير بدعم وإيواء الحركات المعارضة والمسلحة خاصة الحركة الشعبية “قطاع الشمال”؟
حقيقة الإخوة في جهاز الأمن أصدروا بياناً، وهو كان بياناً مستعجلاً دون أن يقوموا بدراسة المعلومات التي وصلتهم، لكنني أشكرهم لأنهم في النهاية أرسلوا لنا مبعوثاً وثبت لهم أن المعلومات غير صحيحة.
* كان هناك حديث أيضاً عن أن سلفاكير قدم دعوة لقادة “قطاع الشمال” للتوسط ورأب الصدع بينهم؟
كان هناك حديث بالفعل على أننا وجهنا دعوة لمالك عقار وعرمان وعبد العزيز الحلو ولجقود مكوار، ودعوة لحاكم إقليم جبال النوبة وحاكم النيل الأزرق، ودعوة لقيادة الشعبية في الإقليمين، ولكن عندما جاء مبعوثهم ثبت له أن هذا الكلام غير صحيح، ونحن قلنا لهم أنتم استعجلتم في البيان وكان الأفضل أن ترسلوا مبعوثاً في الأول ليتأكد من هذا الكلام، بعدها تصدروا البيان.
*إذن لماذا لم تحاولوا التوسط بين الحركة الشعبية والحكومة السودانية رغم العلاقة التي تربط بينكم؟
لم يحدث أي توسط، ونحن نتوسط بينهم في شنو؟ نحن كلامنا ليهم أن يسلكوا طريق السلام، ونصحناهم بأن يمشوا للسلام، وأن هناك خارطة طريق موجودة ونحن في الجنوب ندعم السلام وليس الحرب، والإقليم قرر ألاّ تكون هناك حروب ولن يكون هناك دعم لأي خارق أو أي انقلابي، وهذا موقف منظمة إيقاد والاتحاد الأفريقي وليس موقف جنوب السودان فقط، وأن تكون كل القيادات السياسية قيادات مسالمة وتدعم السلم، والناس تتجه للانتخابات، نحن في جنوب السودان بعد كل خمس سنوات تكون هناك انتخابات، وفي السودان كذلك، والشعب هو الذي ينتخب قياداته.
* بعد عودتك من الخرطوم قلت إنك ستنجز ما وعدت به، بأن تطرد الحركات خلال واحد وعشرين يوماً، إضافة لتنفيذ الاتفاق الأمني ولكن يرى البعض أنك لم تنفذ شيئاً؟
هنالك الكثير جداً تم إنجازه.. أنتِ عارفة الآن في ملف تمرد السودان ووجودهم في أراضي الجنوب، نحن الناس ديل مرقوا بقرار حاسم مننا، وما عملناه كان مفترض الملحق العسكري السوداني يذهب مع ضباطنا إلى الحدود ويتفقد انسحابات الجيش الشعبي وعدم وجود القوات السالبة من السودان.. الناس ديل مرقوا بتعليمات مننا، وفي ناس تمت إقالتهم مثل حاكم في ولاية الوحدة سابق في ولاية اسمها رور.
*لماذا تمت إقالته؟
هذا الحاكم نحن أقلناه من موقعه، لأنه كان لديه تواطؤ، رور ده موجود فيه معسكر إيدا، وهذه المنطقة التي توجد فيها حدود مع جبال النوبة، مشينا ووجدنا أن هناك عناصر بالمنطقة وهو كان يخفي علينا هذا الخبر، ونحن طردنا هذا الحاكم من موقعه، وبقيت لدينا قضية واحدة بس شائكة.. هي قضية بنك الجبال، وفعلاً وجدنا لديه علاقة بالمقاتلين في جبال النوبة، وأصدرنا قراراً للبنك المركزي بإغلاق هذا البنك بتعليمات، لكن البنك المركزي رفض قرار الحكومة، لأنه لا يمكن تصفية البنك بهذه الطريقة، لأنها ستضر بسمعته البنكية، وأوضحوا لنا ماذا نفعل، والآن هذا الملف لدى وزارة العدل، ووزارة العدل ستوضح لنا ماذا سنفعل.
* هل واجهتك صعوبات في تنفيذ ما اتفقت عليه في الخرطوم خاصة في ملف الحركات؟
هناك صعوبات بالتأكيد وعفوية السودانيين، نحن أول شيء أسرة واحدة في السودان الكبير، الجماعة ديل من جبال النوبة أو النيل الأزرق شاركوا في حرب التحرير عندما كانت الناس تقاتل منتشرين في كل المناطق، حتى الآن في لاجئين موجودين في نهر أيي وفي جزء من أسر النوبة استوطنوا هناك تأثروا بالمشاكل الأخيرة، ونحن الآن نحل في قضية شائكة جدا.. أنت لا تعرف المتمرد وين والتاجر السوداني الموجود عشان رزقوا وين.. نحن لو كان عملنا كده كان أضرينا بمصالح الناس.. نحن ما قدرنا حجم المشكلة وأنها يمكن أن تحل في (21) يوماً ولا شهر .
*لكنك من حدد مهلة الـ”21″ يوماً لحل القضايا العالقة مع السودان؟
لم أحدد المهلة أنا، هذه المهلة حددها الضباط الكانوا معاي، وحتى إذا ما حققنا هذا في (21) يوماً لكن السؤال هل في تقدم أم لا، ونحن وين الآن؟ وأنا أقول ليك في تقدم كبير خالص، ونحن كنا نريد أن نتجاوز كلام الـ(21) يوماً، اقترحنا للإخوان في السودان أن نشرع في نشر القوات المشتركة من الدولتين تكون تحت قيادة واحدة مثل تشاد، لكن الخرطوم لم تتعامل مع هذا الأمر بجدية، ودا كان قصّر علينا المشوار، لانه كما ذكرت كان سيمنع الحديث عن التهم المتبادلة.
* هناك حديث دائر بأن بول ملونق رئيس الأركان السابق هو الذي كان يعمل على دعم المعارضة السودانية المسلحة واستضافتها لزعزعة الاستقرار في السودان، هل إقالته يمكن أن تسهم في تحسن العلاقات بين البلدين؟
ما كان في زول بحالو بدعم التمرد في السودان، لكن أنا حأجاوب لكِ على هذا السؤال بقصة: يقال أن أحد الصحفيين المصريين سألوه: من هو جون قرنق؟ فجاوب قال: جون قرن ده واحد في جنوب السودان محتل قطعة أرض وعمل فيها فتوة.. والدارفوريون كان احتلوا بعض الأراضي في جنوب السودان وعاملين فيها فتوة.. والنوبة يمكن كانوا محتلين بعض المواقع في ولاية أعالي النيل وعاملين فيها فتوة، كذلك ناس النيل الأزرق ونحن أخرجناهم لكن في ناس عندكم بتاعين فتوة قاعدين عندكم هناك، أنا بعرف ناس لسه قاعدين في القرية في غرب وجنوب كردفان وفي المقينص وفي النيل الأزرق، ولسه في ناس قاعدين في بوت دي مناطق في شمال السودان، ليه نحن ما نعمل إزعاج كل يوم في الإعلام.. هذه مواقع سودانية موجود فيها تمرد سالب تابع لجنوب السودان .
*إذن لماذا من جانبكم لا ترغبون في الشكوى من هذا الأمر؟
لأننا نحن نتفهم وضع السودان أن الموضوع ما ضروري أن يوجدوا في هذه المناطق، لو قالوا لا يعطوهم دعم ليس لدينا مشكلة لحدي يجي يوم ما يلجأوا للسلام، ناس تمرد سودان طلعوا من الجنوب والموضوع هو ليس موضوع في زول كان بساعد، لأنه ما في زول بساعد، والنجاح ما حيكون لأنو في رئيس أركان جديد أو نائب أول جديد ولا الرئيس سلفاكير لديه موقف جديد، والنجاح والمحصلة النهائية تكون معروفة لكل الناس والوضع ينفرج والناس بقوا كويسين.
* لكن كما ذكرت لك ملونق لاحقته اتهامات بأنه لا يريد استقراراً في السودان؟
من الذي اتهمه؟
بعض منهم من الخرطوم والبعض الآخر من الجنوب؟
أنت من خلال سؤالكِ أنني كنت متهماً مع رئيس الجمهورية عملنا مصالحة بين قطاع الشمال، وأنا قلت لك ناس جهاز الأمن أصدروا بيانا مستعجلا ونحن نشكرهم لإرسالهم مبعوثاً كان موجوداً في جوبا ثلاثة أيام، واجتمع معنا ووجد أن حديثهم كان مستعجلا، وأنتِ عارفة في السودان والجنوب في ناس كتير بروجوا للإشاعات، ودائما نحن كسودانيين بنشيل الكلام الإشاعة ونركز عليهو القرار، وحقوا الكلام ده ما يكون موجودا من الآن. أنا عايز أقول يا سيدتي حتى لو ثبتت هذه الاتهامات وأن هناك دعماً من السودان للخوارج الجنوبيين، هذا لا يمنع أبداً أن نواصل، لكن الحديث عن دعم القوات السالبة هذه حاجات لازم تزول، الوضع هو أن يكون السودانيون في حالة سلام لأنه يفيدهم..
* كيف ستكون هناك حياة طبيعية دون إزالة هذه الشكوك مع غياب تام للثقة بين البلدين؟
الآن لو قارنتِ الشكوك مع ثلاثة شهور للوراء الوضع الآن متحسن شديد، وأفتكر أن هناك تفهم بدليل إصدار الجهاز لبيان وفوراً أرسلوا مبعوثاً، وأنا أفتكر في المستقبل قبل عمل بيان في الجنوب أرسل طوالي مندوب عشان يمشي يقعد مع إخوانه ويشوف الحاصل وكذلك هم .
* هناك اتهامات متكررة لجوبا بالتباطؤ في تنفيذ الاتفاقيات الأمنية وعقد اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية المشتركة؟
أنا الآن استلمت الإشراف على الملف والإخوان ذهبوا للمشاركة في الاجتماعات في أديس أبابا، وسيتم تنويري، وأعتقد من هنا لقدام ستكون هناك خطوات ملموسة، ونشكر السودان الآن على فتحه للحدود من أجل الإغاثة، وهذه كانت بادرة لها وقع كبير في جنوب السودان نرجو أن يتم فتح الحدود للتجارة، وأن يساعدنا السودان في تشغيل حقول البترول لفائدة الدولتين.
* كيف استقبلتم حديث الرئيس البشير حول التدخل لحل الصراع في الجنوب وحل أزمة المجاعة؟
نحن سمعنا بأن الرئيس البشير سيدعم حل المشكلة في جنوب السودان، لكن إلى الآن ما عرفنا مبادرته هذه كيف.. طلبنا توضيحاً، وسيتم إرسال مندوب لنا عشان يوضح لنا هذه المبادرة وما هو مقترحه .
* هل بالفعل أصدر الرئيس سلفاكير قراراً بتغيير اسم الجيش الشعبي لتحرير السودان إلى قوات دفاع حكومة جنوب السودان؟
هذا الكلام غير صحيح، ولم يتم تغيير الاسم، الصحيح هو أن الجيش الشعبي تمت هيكلته وسيكون في رئيس هيئة أركان القوات، وستكون هناك قوات جوية وقوات برية ونهرية.
* كيف تصف الوضع حالياً في جنوب السودان أمنياً؟
نحن ماضون في تنفيذ اتفاقية السلام، وأعتقد أننا ماشين كويس كتير، بدليل أن كل الحكام الممثلين في مناطق النوير هم موجودون في رئاسة ولاياتهم حالياً، والناس قبلت السلام، وأن الخيار ليس الحرب، الخيار لازم يكون في سلام عشان الناس تستمر في حياتها، لكن المشكلة بين الشمال والجنوب الآن تراكمات الحروب الكثيرة والعنف هي الموجودة في مفاهيم الناس، أنت لو خيرت الناس في الجنوب على أن هناك (طرق وتنمية) ووضعتها في مخزن واحد، والسلاح في مخزن، وخيرت الناس عشان يختاروا واحداً بين الخيارين، سيلجأون لمخزن السلاح، لأن الناس مارست العنف لزمن طويل، والسلام ماشي كويس، فحكام الشلك موجودون في مناطقهم والإغاثة ماشة للناس والمدارس والخدمات الطبية ماشة للناس، ومقارنة الوضع بالسنة الماضية فيه تحسن كبير .
* لكن الوضع الاقتصادي متدهور؟
الوضع الاقتصادي صعب جداً في الجنوب، وهذا سببه أن الدولة كانت تعتمد فقط على البترول وأسعاره وقعت عالمياً، وحقول كثيرة جدا خرجت من خارطة الإنتاج والموارد الداخلة للدولة أصبحت بسيطة، والمنتج الآن في شمال أعالي النيل، وهذه الحقول كانت تنتج أكثر من (400) ألف برميل في اليوم، الآن تنتج ما بين (110-120) ألف برميل، وحقول الوحدة كلها خارج الإنتاج والحكومة فقدت مواردها في البترول، والاقتصاد صعب لكن ماشين، وأهم حاجة الناس تكون منتجة.. والجنوب الآن يستورد أي شيء (الذرة الشامية والدقيق والزيت).. كل الأشياء .
* يفهم أن الجنوب انهار اقتصادياً؟
أؤكد لكِ الجنوب لم ينهر اقتصادياً .
* إذن ماذا ستفعلون حتى لا ينهار اقتصادياً؟
لدينا بسيط من الموارد التي تبقت لنا، وأهم شيء أننا الآن نخلي الناس تنتج لنفسها، لأنها كانت منتجة من قبل وكانوا بزرعوا ويرعوا البقر ويصطادوا السمك، والآن في ناس كتيرة راجعة للقرى بعد الاستقرار، هؤلاء سينتجون لأنفسهم، ونحن الآن شغالين لإعادة تشغيل حقول البترول لنزيد الموارد القادمة منها.. ولدينا أيضا مجهود جبار وصل مرحلة متقدمة وفي شهر أغسطس سيكون في تشغيل لأول مصفاة صغير للبترول في ولاية الوحدة، وهذا لن يساعد فقط الجنوب بل سيساعد أيضا جنوب كردفان وغرب كردفان، والوضع الاقتصادي من 6 شهور إلى 12 شهراً سيكون في تحسن، والسنة دي الناس ستزرع كثيرا خاصة إذا كان في مطر، وأنا قادم من بور ومبيور وفي بور وجدت مزارعين كثيرين شغالين.
* المجتمع الدولي وكذلك الأمم المتحدة تتحدث عن تدهور الوضع الأمني والإنساني في جنوب السودان ويصفونه بالصعب؟
نحن متفهمون لذلك.. نعم في سبب لهذه البيانات ولو بها تفاصيل كثيرة، الوضع الأمني والإنساني ما كويس، لكن كما شرحت لك نحن خارجون من الوضع الأمني، بدليل أن المواطن راجع لقريته، والوضع الإنساني نحن خارجون منه كذلك، بدليل لدينا الآن أنشطة اقتصادية كثيرة ماشة.. ونحن ما أول ناس يكونوا خرجوا من هذه الورطة؛ ففي إثيوبيا كانت هنالك مشاكل وخرجت منها، وكذلك أوغندا وبعض أجزاء السودان كان فيها مشاكل.. السودان خرج منها ونحن كذلك سنخرج منها.. لماذا تعتقدين أننا لن نخرج منها، وأؤكد لكِ سنخرج منها لأن الجنوب فيه موارد كثيرة، ولو فتح السودان الحدود سيساعد كثيرا في الأزمة الاقتصادية .
* كثير من الناس يتحدثون عن أن القادة في جنوب السودان فشلوا في إدارة دولتهم وفي الحفاظ على أمنها واستقرارها، وفشلوا أيضاً في تنفيذ اتفاقية السلام؟
قلت لكِ إننا نتفهم مثل هذه البيانات، دائماً هي مضخمة وفيها كثير من التفاصيل غير الموجودة، مثلا الحديث عن أننا فشلنا! نحن ما فشلنا بدليل أنني أتحدث معك الآن في مكتبي، وأنتِ ترين أناساً كثيرين بره.. الناس دي جاية لشنو؟ جايين لأنو الدولة شغالة، وإننا نتفهم كل البيانات الصادرة من الأمم المتحدة ومن الرئيس ومن السياسيين بأن قادة الجنوب فشلوا.. وأقول لكِ هذا الكلام كلو فيه تضخيم.
* تضخيم؟ كيف ذلك؟
يمكن يكونوا بتمنوا لنا الفشل! نحن ما فاشلين، وأنا ما فاشل، وما بفشل في إدارة بلدي.. نحن تعلمنا من دروس الماضي، زمان قالوا السودان فشل، هل الآن البشير فشل؟ نحن أيضاً سنثبت لهم أننا لسنا فاشلين مثلما أثبت لهم عمر البشير أنه ما فاشل.
* ألا تزعجكم مثل هذه الأحاديث؟
نحن لا ننزعج كثيراً من الكلام الذي يقال عننا.. نحن يزعجنا ما نقوم به ونقيسه مع المفروض أن نقوم به، هذا هو الشيء الذي يزعجنا، وأعتقد أن هذا البلد ماشي لقدام ونحن سننتصر على المجاعة وعدم الأمن وعدم التطور.. جنوب السودان بلد فيه موارد كثيرة ونحن ناس تعلمنا مثل السودانيين الآخرين ومثل الأفارقة الآخرين، والناس تعرف يوغندا كانت شنو عندما استلمها الرئيس موسفيني وأخذوا كم سنة عشان تصل لوضعها الحالي، وأيضاً الرئيس البشير عندما استلم السودان، كان كيف؟ والسودان الآن شكلو كيف وإثيوبيا أيضاً، وجنوب السودان حيمشي لقدام عشان كده نحن مهتمون بإعادة العلاقات لطبيعتها، لأن السودان جار مهم وشريك وهو جزء من الأسرة.
* هل تعولون على السودان فقط كدولة جارة لحل الأزمة الجنوبية؟
السودان ليس الجار الوحيد، هناك جيران كثيرون يمكن أن يساعدوا، وهناك (الإيقاد) تهتم بضرورة خروج الجنوب من هذه الورطة، وأنهم سيساهمون في ذلك، وكل الناس تعول على السودان بأن يساهم في حل الأزمة .
* لماذا حتى الآن لم يتم نشر القوات الإقليمية في الجنوب وهل ما زلتم ترفضونها؟
نحن قبلنا بنشر القوات، لكن لماذا لم تصل إلى الآن ده ما موضوعنا.. احتمال الزول البدفع لمثل هذه القوات يمكن يكون ما دفع ليهم القروش.
* هل تعرضت بالفعل لمحاولة اغتيال؟
هذا هو الكلام الكثير الذي يضعه الناس وليس له أساس من الصحة، لم أتعرض لمحاولة اغتيال، بدليل أنني لم أكن موجوداً في الطريق الذي ذُكر.. كيف اغتيل في طريق أنا ما كنت موجوداً فيه من الأساس .
* أعلن سفير النرويج في جوبا عن أن النرويج ستستضيف الشهر المقبل مؤتمراً للمصالحة بين قادة المعارضة والحكومة؟
عشان يعمل شنو؟ ولدينا الآن العالم كل واحد يفتش شغل بطريقته، نحن موجودون في الإيقاد، المحل الوحيد للحديث عن جنوب السودان هي الإيقاد ولا حتى الاتحاد الأفريقي، لديها كتل إقليمية.. نحن مثلاً جزء من شرق أفريقيا، وأن تكون مبادرة من إيقاد وهي التي تمت بموافقة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ووقعنا اتفاقية وهي اتفاقية إيقاد وإلى الآن إيقاد لم تقرر أن الاتفاقية ما شغالة.
* أخيراً.. تمت إقالة بول ملونق ما سبب إقالته في هذا التوقيت؟
أنتِ مما بقيتِ صحفية في كم رئيس أركان للجيش السوداني في زمنك، ولماذا كانت تتم إقالتهم؟
* ربما لأنه أكمل فترته.
طيب، بول ملونق أكمل فترته وهذا طبيعي جدا، وبعدين ده ما خطأنا نحن تعلمنا من السودان أن رئيس هئية الأركان بعد كم زمن تتم إقالته، وهو ليس أول زول، بل كان هناك واحد اسمه ياي دينق الآن موجود في المعارضة، وبعدو جيمس هوث موجود في جوبا الآن؛ وملونق الثالث، فترته انتهت وحيمشي يعمل أي شغل ثاني .
* لكن الرئيس سلفاكير تحدث عن أن هناك تقارير كثيرة وصلته لذلك أقال ملونق حتى لا يكون كبش فداء؟
لقيتو وين؟ أنت تحدثتِ مع سلفاكير وقال ليك هذا الكلام؟
*كانت لديه تصريحات صحفية وقال فيها هذا الحديث؟
لا لا.. الذي حدث أن بول ملونق خرج وكان ذاهباً إلى قريته ليبدأ موسما زراعيا في منطقته، والرئيس قال له ارجع جوبا لأنك ما أكملت تسليم المكتب، وهو استجاب لحديث الرئيس.. أما الكلام عن تعيين رئيس أركان جديد فهو أمر طبيعي في كل الجيوش.
* ألم تتوقعوا حدوث أي مشكلة بعد إقالته؟
لا.. إنتو بتفتكروا أن جنوب السودان بلد بتاع مشاكل وفوضى، وأنتم بعد سنة سنتين سترون أن جنوب السودان بلد طبيعي مثله مثل أي بلد آخر, ده فهمكم إنتو، أي شيء في جنوب السودان فيه شكوك .
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي