السودان الان

ستون قتيلاً وأكثر من مائة إصابة وتضرر “32” ألف أسرة بانهيار منازلهم جراء الفيضانات والسيول وفقاً لوزارة الصحة الاتحادية.. بينما تباشر لجان الأحياء عملها لمحاصرة تمرد النيل “سيول وفيضان”

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

الخرطوم – مهند عبادي
لا يزال الخطر يتربص بالمواطنين نتيجة للارتفاع الكبير في مناسيب النيل وحجم الأمتار العالية من السيول والأمطار التي ضربت أجزاء واسعة من البلاد، وتواصل لجان الأحياء وحملات النفير العمل الدؤوب لمحاصرة المياه وحماية المنازل والأسر من مخاطر الفيضانات والسيول التي تهدد بعض المناطق والمدن والقرى في عدد من ولايات البلاد، كما تستمر حملات الإغاثة للمتضررين بالجيلي ومناطق شمال بحري عبر عدد من المبادرات الشعبية، وكشفت وزارة الصحة الاتحادية عن ارتفاع عدد ضحايا السيول والفيضانات التي اجتاحت البلاد مؤخراً إلى (60) قتيلاً، و(101) إصابة بجميع ولايات السودان، وأشار وكيل وزارة الصحة سليمان عبد الجبار إلى تضرر أكثر من (32) ألف أسرة بانهيار منازلهم كلياً أو جزئياً، وأكد أن عدد المنازل التي انهارت كليا زاد عن (20) ألف منزل، ولفت سليمان إلى أن وزارته قامت بحملة لمكافحة نواقل الأمراض تستهدف كل السودان للحد من تأثيرات الخريف السالبة على الإنسان والحيوان والبيئة بتكلفة بلغت (59) مليون جنيه مدتها (15) يوماً، وكان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك قد تعهد في زيارته لمنطقة ود رملي أمس الأول بمعالجات جذرية بالمناطق المتأثرة بالأمطار والسيول والفيضانات، وقال إن العمل سيكون عبر مُعالجة الخطة الإسكانية للمتضررين في المستقبل، وشدد على أن الوضع الراهن والخريف يدعو إلى الاهتمام بإيواء الأهالي في القرى المجاورة، وأشار إلى خيام وصلت إلى المتضررين من عدد من الجهات الداعمة، وأكد حمدوك أن كل المُعالجات سَتسير في طَريقها الصحيح، بدايةً من الدعم المعنوي والإيواء والإصحاح البيئي ومُكافحة الآثار المترتبة جراء السُّيول والفيضانات الأخيرة، وكما معلوماً أن مناسيب النيل قد شهدت ارتفاعا كبيرا خلال الأيام الماضية نتيجة لفتح بوابات خزان الروصيرص مما أدى إلى زيادة تدفق المياه عبر مجرى النيل الأزرق، وقد نتج عن ذلك ارتفاع ملحوظ في ارتفاع مناسيب النيل، وحذر نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي من خطر داهم سيتهدد الكثير من المدن والقرى الواقعة على ضفة النيل الأزرق، حيث أفادوا بأن مناسيب النيل الأزرق قد ارتفعت وهذا قد يهدد كل المدن والقرى الواقعة على الشريط النيلي بفيضان ضخم، وطالبوا المواطنين بأخذ أعلى درجات الحيطة والحذر.
وفي السياق، يعتقد مراقبون أن مسألة فتح بوابات الروصيرص تم بقصد محدد يستهدف تهديد حياة المواطنين، وأن قرار فتحها يعد أمرا مستغربا باعتبار أن فتح بوابات الخزان جميعاً لم يكن يحدث طيلة السنوات الماضية، وهو ما يؤكد أن هناك من يعبث بحياة الناس ويرغب في زيادة الضغط على الحكومة الجديدة المتوقع تشكيلها ومحاصرة المجلس السيادي ورئيس الوزراء الجديد بهموم إضافية تعرقل من مساعي معالجة أزمات البلاد التاريخية وبناء الوطن وفقاً لأساسيات الحكم المدني، ويرى هؤلاء أن فيضان النيل تم بفعل فاعل لأهداف سياسية وليس فيضانا حقيقيا للنيل، ففتح أبواب خزان الروصيرص سيتسبب بأضرار على المزارعين والسكان والغرض منه وضع متاريس للحكومة الجديدة وخلق مشاكل اقتصادية كبيرة، ويتهمون أتباع النظام البائد بالوقوف خلف هذا العمل المقصود لعرقلة الحكومة الجديدة، ويعتقد أصحاب هذا الرأي أن الهضبة الإثيوبية لم تهطل فيها أمطار ترقى لدرجة الفيضان وزيادة منسوب النيل، فإثيوبيا ظلت طيلة الأسابيع الماضية تشكو من قلة الأمطار وتعاني من انخفاض مستوى بحيرات خزاناتها حتى أنها قطعت الإمداد الكهربائي للسودان بسبب العجز المائي قبل أشهر من الآن. كما أن سد النهضة بدأت فيه عملية التخزين مما يجعله يستوعب مياه الفيضان كلها لثلاثة مواسم مقبلة.
وفي السياق، برزت دعوات لمحاسبة ومساءلة من أصدر القرار بفتح بوابات خزان الروصيرص فوراً لتسببه في هذه الزيادة التي لا علاقة لها بأمطار إثيوبيا، فالأمطار هناك ليست ذات كثافة عالية، مشيرين إلى أن ما حدث واضح وقد شاهده الجميع حيث تم فتح ثماني بوابات بخزان الرصيرص لاول مرة حتي يتم الفيضان بصورة واضحة ولم يتم فتح تلك البوابات إلا بعد التوقيع الأخير، وتحديداً بعد وصول رئيس الوزراء حتى تكون أولى الكوارث للحكومة الجديدة، ليتم التقليل من شأنها وإثارة الشعب ضدها وجر الكثير من المشاكل على المواطنين.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي