المقداد سليمان
حزمة من المقترحات دفع بها ناشطون سودانيون في تدوينات عبر حساباتهم الشخصية في المنصة الأشهر للتواصل الاجتماعي” تويتر” عقب الحوار الذي بث مطلع هذا الأسبوع في القنوات السودانية مع عبد الله حمدوك رئيس مجلس وزراء الحكومة الانتقالية، الذي قال خلاله إن السودان يحتاج إلى (8) مليارات دولار من المساعدات الأجنبية في العامين المقبلين لتغطية الواردات، وللمساعدة في إعادة بناء الاقتصاد بعد الاضطرابات السياسية المستمرة منذ أشهر.. (اليوم التالي) في هذا التقرير ترصد إلى قراءها بعضا من تدوينات وتغريدات نشطاء (تويتر).
حساب الكرامة
حسنا؛ إثر تلك التصريحات أطلق ناشطون في (تويتر) هاشتاق #دولار_الكرامة، ووجد تفاعلاً كبير من المدونين في المنصة، وطالب ناشطون في الهاشتاق ضرورة الإسراع في فتح حساب يحمل اسم “دولار الكرامة” ببنك السودان المركزي للمساعدة في توفير حاجة البلاد من الدولار لانتشال الاقتصاد وخفض قيمة التضخم وإعادة الروح إلى الجنية السوداني الذي تدنى سعره خلال الفترة الماضية أمام العملات الاجنبية وخاصة الدولار، إلى جانب الغلاء الطاحن في السلع الاستهلاكية في الأسواق.
ألف دولار
التفاعل مع الهاشتاق “دولار الكرامة” في منصة الطائر الأزرق الاجتماعية لم يكن حكراً على السودانيين في دول المهجر والداخل، إنما قُوبل بترحيب من بعض المدونين في الوطن العربي وبعض دول الجوار، وفي تغريدة له عبر حسابه الرسمي متفاعلاً مع الهاشتاق ومؤيدا للمقترح أعلن أنور الرشيد وهو كاتب كويتي تبرعه بمبلغ (1000) دولار فوراً، وقال مخاطبا السودانيين: “كما بهرتم العالم بسلميتكم (8) مليار دولار، على شعب السوداني العظيم ليس مبلغا كبيرا ولا مُستحيلا تجميعه من الشعب للشعب، لحملة تضامنية تاريخية ليكن شعارها يا (ثمانية مليار يا فقر دائم)، لذلك أتمنى من حمدوك أن يفتح حسابا بنكيا لجمع التبرعات وأتعهد لكم بأني سأكون أول المتبرعين” .
ترتيب الأولويات
“دعم الوطن لا يتأتى بالعواطف” بهكذا عبارات استهل عمر يوسف تغرديته تحت الهاشتاق #دولار_الكرامة، وقال فيها إنهم على استعداد لتحويل رواتبهم وكل استحقاقاتهم بالعملة الحرة فداء للوطن، إلا أنه طالب بضرورة ترتيب الأولويات وذلك بدعوته لرئيس الوزراء للعمل على رفع العقوبات وانسياب التعاملات المصرفية، وتنظيف الجهاز المصرفي من الكيزان لضمان استغلال المبالغ التي يتم تحويلها من أبناء الوطن بالخارج في وجهتها الصحيحة، وأضاف في تغريدته: “لا يخفى عليكم تربص الدولة العميقة وبقايا النظام البائد لإفشال أي مشروع وطني وبالتالي إفشال أهداف الثورة”.
بشكل شفاف
إذا ما نجح “دولار الكرامة” في دعم الحكومة الوليدة ومكنها من تنفيذ الخطة الإصلاحية للاقتصاد فسيسجل باعتباره صفحة جديدة تضاف لابداعات الشعب السوداني طبقاً للناشط في المنصة رامي طاهر الذي طالب في تغرديته الحكومة الانتقالية الإسراع في تصميم المشروع (دولار الكرامة) بشكل شفاف وإعلانه بشكل رسمي، فيما غردت الناشطه في المنصة سماح البدري قائلة: (ممكن نسيب الكلام الفارغ اللي ما حيودي ولا حيجيب ونتبنى الهاشتاق ده #دولار_الكرامه وننشره على أوسع نطاق ويكون هدفنا الوحيد الفترة الجاية ونعمل ونشتغل كلنا مع بعض لنخلص بلدنا من الأزمات)، وأضافت سماح في حديثها لـ المحرر: “الموضوع ما هيّن في نفس الوقت ما صعب، ونحنا قادرين نكسب التحدي ده بإذن الله”.
رؤية ومقترح
الرؤية إلى الآن تبدو غير واضحة وإلى حين وضوحها كتب كمال بادي وهو أحد السودانيين في دول المهجر قائلاً إن المبادرة ــ دولار الكرامة ــ خاصة فقط بالمغتربين، وأضاف: “كلنا داخل وخارج السودان لدينا واجب وطني تجاه هذا الوطن”، معلناً تعهده بالمشاركة الفعالة حينما تتضح له الرؤية التنفيذية المدروسة والفعالية المرجوة من هذه المباردة، فيما كتب عمرو زكريا عبده الشريك المؤسس لأكاديمية ماركت تريد الأمريكية في تغريدة له عبر حسابة بتويتر: “الدكتور حمدوك صرح أن السودان يحتاج فورا إلى (2) مليار دولار. أقترح طرح سندات دولارية بعوائد صفرية من وزارة المالية بضمان من بنك السودان المركزي لرأس المال ويسمح للمغتربين شراؤها من السفارات والقنصليات السودانية”، وأضاف عبده: دي حتكون أسرع وأضمن (وأرخص) طريقة لتوصيل الأموال لخزينة الدولة.
رأي مختلف
جهاز المغتربين السودانيين أعلن تأييده لمبادرة المغتربين بإيداع مبالغ من النقد الأجنبي وأكد استعداده لدعمها وفقا لرؤية الدولة عبر وزارة المالية وبنك السودان المركزي طبقاً لتصريحات لعبد الرحمن سيد أحمد نائب الأمين العام لجهاز المغتربين لـموقع (تاسيتي نيوز) الإخباري، إلا أن تأييد الجهاز قُوبل برفض من قبل بعض الناشطين في المنصة وقال بعضهم إنهم مع المبادرة لكن ليس عن طريق جهاز المغتربين إنما عن طريق فتح نافذه أخرى يكون المسؤول عنها رئيس الوزارء مباشره، وعبر ناشطون عن رفضهم المشاركة في المبادرة حال أوكلت للجهاز، فيما طالب عدد منهم حكومة حمدوك ضرورة استرداد أموال البلاد من قيادات النظام البائد المودعة في الخارج والاستفادة منها في معالجة المشكلات الاقتصادية، وكتب أمين عبد الله وهو أحد المغتربين معلقاً على خبر تأييد جهاز المغتربين للمبادرة قائلاً: “ما في قرش حا يدخل الخزينة ما لم نتأكد من محاكمة الفاسدين واللصوص”.
الوديعة المُستردة
ومع مقترح دولار الكرامة، يؤيد بعض المغتربين فكرة “الوديعة المُستردة”، التي تعادل بحسب بعضهم (500) دولار من كل فرد مغترب، على ان توجه الأرباح لسمكرة أوضاع البلاد، ورأى بعض المدونين أنها في الوقت الراهن تبدو الخيار الأفضل بالنسبة لهم إلى حين كنس بقايا النظام البائد وترتيب أولويات البلاد خلال المرحلة المقبلة التي لا تخلو من التحديات التي طالبوا بضرورة مجابهتها وعدم الاستسلام لها لتشتيت تركة النظام البائد سيما في الجانب الاقتصادي الذي يعاني الانهيار.
بأيهما سيقبل حمدوك؟
فكرة جنيه الكرامة طُرحت في عهد الرئيس الأسبق الراحل المشير جعفر نميري، وعادت الآن بعد سنوات عاش فيها المواطن السوداني حنظل المعاناة في شتي الجوانب الحياتية سنوات عهد حكومة الإنقاذ التي اطاحت بها ثورة ديسمبر. كمقترح إسفيري بورك تنفيذه بشروط وترتيب أولويات عله يُعالج مشكلات البلاد الاقتصادية ويعيد للجنيه السوداني هيبته.. فبأي منهما سيقبل حمدوك لمعالجة الاقتصاد السودان، مقترح ناشطي تويتر “دولار الكرامة” الذي تفاعل معه رواد وناشطون في الداخل والخارج؟ أم بفكرة الشريك المؤسس لأكاديمية ماركت تريد الأمريكية (سندات دولارية بعوائد صفرية)؟
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي