السودان الان السودان عاجل

محمد عبدالقادر يكتب: تغريدة فدوى.. أين التغيير؟!

مصدر الخبر / الراكوبة نيوز

تمنينا واقعاً جديداً وتغييراً حقيقياً يتجاوز ببلادنا مطباتها التاريخية وأزماتها المزمنة، فإذا بنا أمام أزمات أكثر تعقيداً، لا تختلف كثيراً عن ما خرج شباب السودان لتغييره وبذلوا في سبيل ذلك المهج والأرواح والدماء. بالأمس أفجعتني تغريدة وضعتها بألم البروفيسور فدوى عبد الرحمن طه، حملت عبارة مؤلمة لقطاعات كبيرة من أبناء الشعب السوداني المعولين على حدوث التغيير، مفادها: (ما دايرة أتسرع وأقول إن دم الشهيد راح)، وفدوى هي التي اعتذرت عن الترشح للمجلس السيادي بعد أن اختلت معايير الاختيار وجنحت إلى محاصصة معلومة أطاحت بمحمد حسن التعايشي قبل أن تعود به الموازنات مرة أخرى.
عبارة فدوى تستبطن العديد من التجاوزات والملاحظات والممارسات التي جعلتها تضع عبارة تستدعي من قوى الحرية والتغيير إحداث مراجعة دائمة لسلوكها السياسي وإخضاعه باستمرار لـ(مانفستو الثورة) وأشواق الجماهير التي حملتها أملاً حتى كبرت وربت وأثمرت ما نراه اليوم من تطورات تتطلب أن يكون التغيير بحجم الوعود والتحديات والتضحيات.
لابد لـ(قوى الحرية والتغيير) من الانتباه إلى أن الانتقاد لم يعد من أقلام الكيزان ولا كتائب الظل، وأن الملاحظات ما عادت تأتيها من ضفة الموجوعين على رحيل النظام من أنصاره ومعاونيه، لكنها مراجعات من داخل صفوفها، سطرتها أحرف صادقة ومنفعلة وذات أسهم معلومة في ما وصلت إليه الثورة.
بالتأكيد هي أصوات لم تعجبها المحاصصة التي حدثت في الاختيار للمجلس السيادي، ولم يرق لها غياب الكفاءة والمعايير المعتمدة لدخول مجلس الوزراء، لن ترضى بالتهافت على المواقع رغم أنف المواثيق المعلنة، ولم تقبل أن يرشح المفاوضون إلى المواقع في المجلسين يلهمها نموذج بابكر فيصل عضو وفد التفاوض الذي اعتذر، ويؤلمها أن قوائم التوزير تسربت لشيء في نفس من فعل ذلك.
يحزنها أن تنعى البروفيسور في قامة فدوى دماء الشهداء ويؤسفها أن يكون من بين المرشحين من زور سيرته الذاتية على غِرار ما حدث في أيام الإنقاذ، هي أصوات لن يرضيها تزوير الوثيقة الدستورية بعد انفضاض سامر التوقيع ولا استلام السيارات (الإنفنيتي) لعضوية مجلس السيادة في ظل الواقع الاقتصادي المأزوم، ولن تصمت على اقتسام كيكة السلطة بين الأحزاب دون النظر إلى الكفاءة والمعايير المثالية التي وعدت بها الثورة المواطن السوداني المغلوب على أمره.
بالأمس أعلن رئيس مجلس الوزراء د.عبد الله حمدوك استلامه قوائم ترشيحات الوزراء المقدمة من قوى إعلان الحرّية والتغيير. وحسب تعميم صادر من حمدوك بلغت الترشيحات (49) مرشحاً ومرشحة لـ(14) وزارة و(16) مرشحاً ومرشحة لـ(5) مجالس وزارية متخصصة، بالطبع توقعنا تخفيض الوزارات والمجالس ولكن ماذا سيفعل حمدوك مع شهوة السلطة التي تراود كثيرين يقفون الآن في صف التوزير بانتظار المكافأة على الانضمام للثورة، للأسف تم تأجيل إعلان الوزارة لمزيد من التشاور في ظل خلافات بائنة ومكتومة أجلت تكوين الحكومة، وإزاء هذا الوضع المأزوم دعونا نسأل أين التغيير؟، خاصة وأن (المناظر هي ذاتا والصور نفس المشاهد)، إن كان التغيير للحكام والوجوه فقد نجحت الثورة، أما على مستوى الممارسة والسلوك السياسي وطرائق تكوين آليات الحكم، فما زال أمامنا الكثير، هذا بخلاف الوضع العام للمواطن الذي ما زال ينتظر ما سيفعله الحكام الجدد.. ينتظر التغيير.

اليوم التالي

اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر صحيفة الراكوبة نيوز

عن مصدر الخبر

الراكوبة نيوز