الخرطوم – مي عزالدين
في حوالي العاشرة من صباح أمس الثلاثاء ووسط هدوء وتشديد للإجراءات من قبل شرطة محاكم أم درمان وسط بدأت المحكمة في جلستها الأولى سماع أقوال شهود الاتهام في قضية محاكمة 41 من منسوبي جهاز المخابرات العامة لاشتراكهم في ضرب وتعذيب الأستاذ أحمد الخير في معتقل الجهاز بخشم القربة حتى فارق الحياة وهو في طريقه إلى المستشفى. واستمرت الجلسة لـ(6) ساعات وسط هتافات المطالبة بالقصاص.
ظل المتهم الثاث في جلسة الأمس (يضحك) لساعات منذ بدء الجلسة ومع كل كلمة يُنطقُ بها في المحكمة وكأن أمرا غريبا يمر على ذاكرته على عكس المتهمين الآخرين الذين بدا على بعضهم الوجوم وغطى آخرون وجوههم.
بدأ قاضي الاستئناف الصادق عبد الرحمن الفكي الجلسة السادسة بمناداة شاهد الاتهام الأول أمجد بابكر يوسف (أعمال حرة) وهو من منطقة خشم القربة وكان مع المجني عليه في المعتقل.. بدا على الشاهد الارتباك الشديد وهو يلج إلى قاعة المحكمة ولم يستطع الوقوف لساعات طويلة فأُمِر بإحضار كرسي له كما شرب الماء بكمية كبيرة.. قال الشاهد (يبلغ من العمر (38) عاما) إن المجني عليه درس معه في مرحلتي الأساس والثانوي وإنه في يوم (31-1-2019 م) اندلعت مظاهرات في الثامنة والنصف مساءً وبعدها حضرت قوة من جهاز الأمن وكان حينها يمكث في منزله وسمع ضربا شديدا بالباب وقبل خروجه من غرفته اعتقله اثنان من أفراد جهاز الأمن وطلبا منه الذهاب معهما وصعدا به في عربة (بوكس) وعند وصوله المعتقل قاموا بضربه بالخرطوش في جميع أنحاء جسده وفي أماكن متفرقة ومعه المجني عليه وآخرين.. وقال إن المجني عليه تعذب كثيرا بالضرب الذي تعرض له من المتهمين حتى بدا عليه الإعياء ولم يستطع القيام.. مؤكدا أن الضرب استمر حتى وهم داخل العربة في طريقهم إلى المعتقل. وقال إن المجني عليه تعرف عليه وهم في المعتقل..
وأشار شاهد الاتهام ـ بعد طلب من ممثل الاتهام بأن يقوم بالإشارة على مرتكبي الجريمة ممن قاموا بتنفيذ الضرب والتعدي عليهم ـ فقام من مقعده وأشار إلى (10) متهمين في القفص منهم المتهمون الأول والثاني والثالث الذين قاموا بتوجيه بقية الأفراد كما قاموا بضرب البعض منهم..
(كانت الإشارة للمتهمين وسط حضور مكثف من الأجهزة الإعلامية والقنوات التي تتابع القضية) وقال الشاهد وهو صديق المجني عليه إنه فوجئ بأحمد في المعتقل وذلك بعد أن تمكنت قوات أمنية من القبض عليه في منزله وإن المجني عليه ـ كما ذكر ـ هو أكثر من تلقى التعذيب بالضرب في العربة التي أقلتهم ولم يتوقف الجناة عن الضرب المتوالي لهم مما أدى إلى سقوطه أرضا ولم يتمكن من الأكل وكان ذلك من بعد صلاة الجمعة وحتى بعد العشاء.. وقال الشاهد إن الضرب الذي تعرضوا له كان في اجزاء متفرقة من أجسادهم خاصة في منطقة (الدبر) عن طريق الوخز وطلب أحد المتهمين إبعاد المجني عليه نسبة للروائح الكريهة التي انبعثت منه وهو في العربة.. وقال في حديثه إن هناك متهمين آخرين قاموا بضربهم ولكنه لم يتعرف عليهم لأن الوقت كان ليلا وأكد ان المتهمين الأول والثاني والثالث كان دورهم توجيه بقية الأفراد بضربهم وعدم التوقف وإن المتهم الثاني قام بصفعهم على وجوههم كما أكد في حديثه أن أحد المتهمين قام بإعطاء معتقل معهم جرادة كي يأكلها وأدخل التراب في فمه (ليحلي به) كما ذكر.. وأكد الشاهد أن موت أحمد الخير كان بسبب التعذيب الكثير الذي تعرض له وعدم تناوله الطعام وعندما قال له الشاهد (اصبر يا أحمد) قال له (ما قادر) وقال الشاهد إنه تعرض لألفاظ بذيئه منهم وذلك بقولهم له: (حنبقيك زي أختك).
استفزاز
في ذات الصدد قال الشاهد إن المتهم الرابع (يدعى السموأل) قام بتعذيبهم بصورة كبيرة واستفزازهم بالضرب بالخرطوش في حالة عدم سماع حديثه والإنصات إليه وذكر أن المتهمين لم يتوقفوا من الضرب حتى وفاة الشهيد، ليذكروا أن سبب الوفاة هو التسمم ولم يتم عرض المجني عليه على الطبيب.
وطعن ممثلو الدفاع عن المتهمين في أقوال شاهد الاتهام مطالبين المحكمة بسحب أقواله نسبة لصداقته الحميمة بالمتهم إضافة إلى مشاركته له في كل ما يخصه.. ولكن المحكمة رفضت الطلب وقررت إرجاءه إلى مرحلة وزن البينة ذلك وفقا للمادة 34 من مادة الولاء والعداء وحددت جلسة أخرى لسماع بقية شهود الاتهام.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي