يذكر الجميع تهديد قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان حميدتي للاتحاد الأوروبي، مطالباً إياه بالاعتراف بمجهود قواته في الحد من الهجرة غير الشرعية، ذلك التهديد الذي قامت الدنيا ولم تقعد بشأنه لم يكن جزافاً، بيد أن للقوات مجهودات ملموسة في محاربة الهجرة غير الشرعية التي تضاعفت معدلاتها في السنوات الأخيرة، على حدود السودان الشرقية مع إثيوبيا وإريتريا، وكذلك حدوده الشمالية الغربية مع ليبيا، كان آخرها قيام القوات بعملية نوعية على الحدود السودانية الليبية، تمكنت خلالها من القبض على عصابات تقوم بتهريب الضحايا إلى ليبيا .
تقرير: جاد الرب عبيد
العملية بالأرقام
قوات الدعم السريع اعلنت عن توقيف 138 مهاجراً من جنسيات مختلفة، في منطقة المثلث الواقعة بالحدود السودانية الليبية التشادية في طريقهم لليبيا عن طريق الهجرة غير الشرعية، بينهم 71 سودانياً و 37 إثيوبياً و24 ليبياً و 6 من دولة تشاد، بالإضافة إلى 18 عربة معدة للتهريب، وأوضحت القوات أن 33 مهرباً منهم يمثلون أفراد العصابات يستقلون 14 عربة لتهريب هؤلاء الضحايا في الحدود، وأشارت إلى أن العصابة مكونة من 24 ليبياً و 9 سودانيين، يتبادلون بيع البشر في الحدود السودانية الليبية، وأشارت الدعم السريع إلى أنها تمكنت من فك أسر ٩ سودانيين كانوا رهائن عند تجار أجانب بغرض المطالبة بفدية مقابل إطلاق سراحهم.
مشاهدات ومتابعات
كان لافتاً للمارة بطريق شريان الشمال عند الكيلو 70، إحاطة مساحة ليست بالكبيرة بكثافة عسكرية من قوات الدعم السريع، إلى جانب أشخاص كثر يجلسون على الأرض، لكن اللافت للنظر أكثر العربات الليبية التي لم تمهل العابرين كثيراً في التفكير غير أنها مركبات تستخدم في الهجرة غير الشرعية .
الموقع الذي اختارته القوات بعناية في صحراء أم درمان، شيدت فيه عدد من الخيم عبارة عن عيادات طبية ونفسية لعلاج المهاجرين، الذين ظلوا يشكون من التعذيب الذي تعرضوا له من قبل العصابات، ولأنهم ضحايا رصدت الصحيفة التعامل الحسن من جانب القوات، من مأكل ومشرب واستجابة لطلباتهم .
لم يآبه المهاجرين في التحدث لوسائل الإعلام المخلتفة التي احتشدت هناك بكثافة، وهم يشرحون وبإستفاضة منذ تحركهم من السودان وحتى توقيفهم من قبل قوات الدعم السريع .
حكاية مهاجر
عبدالله محمد شاب من ولاية جنوب دارفور يقول للصحيفة: إنه خرج من السودان منذ شهر 12 من العام الماضي، تحرك من سوق ليبيا بأم درمان، بالمركبات التجارية حتى وصل إلى المثلث مع الحدود الليبية، بعدها توصل إلى إحدى العصابات التي تعمل في الهجرة غير الشرعية، واتفق معها على ثلاثة آلاف سوداني، وأثناء تحرك العربة علم عبدالله ورفاقه أن العربة متجهة إلى الكفرة الليبية، وعندما رفضوا ذلك، طلب منهم السائق أن يستجيبوا لجهة أنهم لن يتأخروا هناك كثيراً، وقبل أن يصلوا الكفرة، تفاجأؤا بأخذ الجوازات والاوراق منهم عنوةً، وإدخالهم في حاوية لفترة شهر.. يمضي عبدالله في القول إنه خلال هذه الفترة، مارست العصابات عليهم التعذيب بكافة أشكاله وأنواعه، وأرسلوا الصور لأهله حتى يدفعون للعصابات أموالاً مقابل إطلاق سراحه، مشيراً إلى أن شقيقه دفع 5000 دينار ليبي، محمد كشف عن وجود الكثير من السودانيين هناك تحت وطأة التعذيب .
أخطر العصابات
الناطق الرسمي لقوات الدعم السريع العميد ركن جمال جمعة آدم عقد مؤتمراً صحفياً على الهواء الطلق، قال فيه إن قوات الدعم السريع خلال تنفيذها لمهامها الموكلة إليها والقيام بواجبها الوطني في حدود السودان مع دول الجوار من محاربة الإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية ومكافحة التهريب، والتي أصبحت تؤثر في قوى الدولة الشاملة ممثلة في القوى السياسية والعسكرية، وأكد الناطق الرسمي أن العصابة تعتبر من أخطر العصابات في الحدود الليبية السودانية، ووصف ما تقوم به هذه العصابات بأنه من الجرائم العابرة للحدود، مما يهدد الأمن السوداني، وأوضح جمال أنه سيتم تسليم هؤلاء الموقوفين لجهات الاختصاص لاتخاذ الإجراءات القانونية، ممتدحاً جهود قوات الدعم السريع المقدرة بالحدود حفاظاَ على أمن و سلامة الحدود السودانية.
تمشيط الحدود
فيما يشير العقيد الركن يوسف البلولة إلى أن تلك العصابات تنشط في تهريب الأجانب والسودانيين إلى دولة ليبيا ومنها إلى أوربا، وقال البلولة إن عصابات الإتجار بالبشر تنقل ضحاياها إلى اوكار بالقرب من الحدود ثم إلى حظائر داخل دولة ليبيا، ثم تطلب بعد ذلك فدية مالية تقدم لهم عبر وكالات أو بنوك، مشيراً إلى تعرض الضحايا لأبشع أنواع التعذيب، ومضى البلولة إلى أن منطقة المثلث الحدودية تشهد حالات من الاغتيالات والنهب والسلب وبيع البشر وتجارة المخدرات والسلاح، وأكد أن قوات الدعم السريع تمكنت من تمشيط المنطقة بالكامل وأنها لاتزال ترابط على الحدود.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة آخر لحظة