الخرطوم – (اليوم التالي)
واصل شهود العيّان في سرد هول ما تعرضوا له من ضرب وتعذيب أثناء اعتقالهم والشهيد أحمد الخير، بمكاتب جهاز المخابرات العامة بخشم القربة في ولاية كسلا.
وأكد شاهد الاتهام الرابع عثمان إبراهيم عمر الزبير، أنه تعرض لكسر في الضلع نتيجة اعتلاء أحد المتهمين صدره، مشيراً إلى اعتقاله من أمام منزله، نافياً مشاركته في التظاهرات، وقام المتهم الـ(37) بضربه بالخرطوش، وشاهد المتهمين يقومون بضرب المجني عليه بقوة، مردفاً أن المجني عليه تحدث مع المتهم رقم (37) ورد عليه قائلاً: (ما تقول لي يا جنابو أنا ملك الموت)، وتعرف الشاهد على ثلاثة متهمين داخل قفص الاتهام، وأكد أنهم كانوا ينهالون بالضرب على المجني عليه، وأثناء الضرب وجهوا لهم إساءات بألفاظ نابية وهددهم أحد المتهمين بالاغتصاب.
وفي السياق، قال شاهد الاتهام الخامس، عزالدين عيسى نورالدين محمد، فني حاسوب، إنه اعتقل من داخل منزله من قِبل أفراد الأمن، كاشفاً عن تعرضه للضرب والزحف بجميع الاتجاهات، ورؤيته للمجني عليه وعدد من المعتقلين وتظهر عليه آثار التعذيب، مؤكداً أنه ذات يوم صلى بهم المجني عليه الجمعة رغم الآلام التي كان يشعر بها، مشيراً إلى أن الضرب كان بلا رحمة (ركل بالبوت وضرب بالخراطيش ورشق بالتراب في الوجه).
واستطرد الشاهد أنه كان يتم إيقافهم على الحائط وضربهم في جميع أجزاء الجسم، وأمروهم بترديد عبارة (تقعد بس)، وأكد الشاهد أن المتهم الأول كان يجوب فناء المكتب ذهاباً وإياباً وطلب منهم إيقاف الضرب عنه، لأنه مصاب في ظهره وتم إيقاف الضرب قليلاً عنه، وأنه قال للمتهم الأول إن المجني عليه حالته سيئة لكنه لاذ بالصمت وذهب، وبعدها تم أخذ المجني عليه والمعتقلين (أمجد بابكر، والطيب كبسول) خلف مباني المكاتب، وبعد فترة تم إحضار المجني عليه ويظهر عليه التعب، ويظهر (القاش مفكوكاً)، واستمر ضربهم لفترات طويلة.
وأضاف عند ترحيلهم ذكروا لهم أنهم سيرحلون إلى سجن كوبر، وكان يتم ضربهم بالحجارة في (عظم الشيطان)، وبالخراطيش في جميع أجزاء جسدهم، بعد أمرهم بأن يظلوا مستلقين وتم تهديدهم بالاعتداء عليهم بالزجاج والاغتصاب.
وذكر الشاهد أنهم فوجئوا بتغير طريقة التعامل معهم من قبل أفراد الجهاز، عند وصولهم إلى مكاتب أمن كسلا، حيث تم فرش بساط على الأرض وأحضروا لهم مياه للشرب، ومنهم من أُحضرت له (مديدة، وسندوتشات)، وآخرون تم إعطاؤهم حقن مسكنة، كما تم تخييرهم بالمكوث في الزنزانة، ولفت الشاهد إلى أن بعض المعتقلين ناموا وآخرين لم يغمض لهم جفن جراء الألم من التعذيب، وفي الصباح تم إحضار شاي ببسكويت وكذلك الفطور، وبعدها أحضروا لهم (عراريق، سديري، وسراويل)، وقال لهم أحد أفراد الأمن (عشان نتحلى منكم).
وأشار إلى إحضار هاتف والسماح لهم بالاتصال للأطمئنان على أهاليهم، وعندها اتصل أحد المعتقلين بزوجته فأخطرته بخبر وفاة المعلم أحمد الخير، وقال لهم أحد المعتقلين إنه عرف لاحقاً سبب تغير المعاملة من قبل الأفراد وكانت نتيجة لوفاة المعلم.
وأكد الشاهد عز الدين أنه تعرض لشق بالسلسلة الفقرية في الفقرة الخامسة، بسبب الضرب والتعذيب، مضيفاً أنه حتى لحظة وقوفه أمام المحكمة يعاني من الآلآم، وتعرف الشاهد على عدد من المتهمين بقفص الاتهام الذين قاموا باعتقاله وضربوا المجني عليه.
وبنهاية سماع الشاهد الخامس حددت المحكمة برئاسة قاضي الاستئناف الصادق عبدالرحمن الفكي جلسة، الثلاثاء المقبل، لسماع بقية شهود الاتهام في القضية التي يواجه الاتهام فيها بتعذيب وقتل المعلم أحمد (41) فرداً من جهاز المخابرات العامة.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي