السودان الان

في غياب المتهم الثاني اختصاصي الطب الشرعي يشرح أدق تفاصيل التقرير حول وفاة أستاذ خشم القربة أحمد الخير في جلسة أخرى من محاكمة منسوبي جهاز الأمن والمخابرات العامة “شهادة سوار الذهب”

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

الخرطوم – مي عز الدين
الصدمة التي انتابت الكثيرين أثناء ساعة (الثورة) ضد النظام المخلوع عقب اكتشافهم الطريقة غير الإنسانية التي تُوفي بسببها الأستاذ بخشم القربة أحمد الخير داخل معتقلات جهاز الأمن بالمنطقة، سرعان ما تعود مرة أخرى لكن مع ضرورة مراعاة فروق الوقت. أمس (الثلاثاء) كانت تتواصل جلسات محاكمة 41 شخصاً من منسوبي جهاز المخابرات العامة في محكمة الأوسط بأم درمان بتهمة قتل شهيد الثورة، وفي الوقت نفسه كانت تستمر جلسات الاستماع للشهود في القضية المعروضة أمام القاضي.
ربما لا جديد في الوقائع المحيطة بالمحكمة وانعقادها، وما تزال الترتيبات الأمنية تمضي على قدم وساق مقرون ذلك بدرجة كبيرة من اهتمام الرأي العام بجلسات المحاكمة ومآلاتها الختامية، لاعتبارات تتعلق بتحقيق غايات الثورة في القصاص كنقطة أولى في سبيل الانتقال نحو دولة العدالة والمواطنة.
في جلستها أمس، كانت المحكمة تستمع لإفادات اختصاصي التشريح عقيل سوار الذهب، الذي كشف أدق التفاصيل في تقرير تشريح جثة المعلم الشهيد أحمد الخير ووفاته بسبب الصدمة النزفية، لأخذه جرعة زائدة من التعذيب والضرب الشديد على أيدي (41) متهماً من منسوبي جهاز المخابرات العامة، أثناء اعتقاله في مكاتب الجهاز بخشم القربة في ولاية كسلا.
وقال سوار الذهب عند تفنيده ما ورد في مستندات الاتهام (التقرير الطبي وتقرير تشريح المجني عليه)، إن نسبة الكدمات عالية في الفخذين والعضدين ومنطقة الظهر والإلية وحتى الساقين، مؤكداً أنه كلما كانت الكدمات بمساحات واسعة ينتج عنها تمزق الشعيرات الدموية، وينتج عنها انسكاب دموي، موضحاً من خلال التقرير أن السحجات كلما كانت واسعة زادت احتمالية الصدمة النزفية، وتؤدي للغيبوبة ثم الوفاة.
جاء ذلك عند مثوله أمس (الثلاثاء) شاهد اتهام (خبير) أمام محكمة الأوسط أم درمان برئاسة قاضي الاستئناف الصادق عبد الرحمن الفكي، في جلسة غاب عنها المتهم الثاني بسبب إجرائه عملية (بحسب مستند طبي قدمه الدفاع)، وأضاف البروفيسور سوار الذهب أن جسم الإنسان يحوي (6) لترات دم للرجل، والمرأة بنسبة أقل، لافتاً إلى أن الإنسان عندما يفقد لتراً واحداً يبدأ الدخول في حالة الصدمة النزفية، وكلما زاد الدم في السريان ولم يتوقف يتسبب ذلك في الموت، وأوضح البروفيسور سوار الذهب من خلال التقرير (مستند الاتهام)، أن الكدمات عالية بجانب خروج كميات كبيرة من الدماء تحت الجلد وفوق وتحت النسيج الشحمي، مما أدى للغيبوبة ثم الموت، وهذا ما حدث للمجني عليه بحسب الكدمات الموجودة، مضيفاً أن الضرب المتكرر يمكن أن يسبب مثل هذه (الأذيات) الموجودة في التقرير، مشيراً إلى أن الإصابات كانت بجسم صلب قوي أو مرن، مثل (السياط، الخراطيش، البسطونة)، وجميعها يمكن أن تسبب ذلك الأذى.
وأكد سوار الذهب أن الكدمات لا تظهر على جسم الإنسان إلا إذا كانت قوية ومتكررة، وقال: “هنالك كدمات واسعة في الظهر والإلية والساقين، مؤكداً أن الموت يكون (مية المية)، كما ذكرها الطبيب محرر المستند، ومن خلاله لم توجد دلالة على مرض المجني عليه أحمد الخير.
وأكد سوار الذهب عند مناقشته بواسطة الاتهام عن الحق الخاص، أن هنالك تعذيباً شديداً، وأن تقرير الطبيب عبد الرحيم الذي شرَّح الجثمان أشار إلى وجود عنف جنائي، مؤكداً أن الوفاة كانت نتيجة الصدمة النزفية السريعة، مبيناً أن كمية الدم الشارد كانت كبيرة وأدت للوفاة، مستشهداً بحادثة التعذيب التي تعرض لها أبناء العسيلات بسبب تهريب سبائك ذهب عبر مطار الخرطوم.
وكشف التقرير عن احتواء المعدة على فيتامين (د) المستخدم كمكمل غذائي ومادة الكافيين المنبهة في القهوة والشاي، ولم يتبين وجود أي نوع من أنواع السموم والمخدرات. وقالت شاهدة اتهام رحاب وداعة، معلمة، إنها كانت في يوم الحادثة في المظاهرات وسمعت أصوات ضرب وصراخ لأشخاص يقولون (آه وي الله) وذلك في مكاتب جهاز الأمن بعد استدعائها من منزلها، وقالت إن الضرب كان بالسياط وأدوات قوية تدل على أن المعتقلين يتألمون، وأضافت أنه تم استجوابها فقط ومن ثم مطالبتها بتدوين تعهد يحتوي على إقرارها بعدم المشاركة في التظاهرات .

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي