السودان الان

في أقصى جنوب ولاية النيل الأبيض أزمة قابلة للانفجار بسبب تمدد المشاريع الزراعية ونزوح الثروة الحيوانية إلى دولة جنوب السودان فكيف سيتم التعامل الرسمي مع قضية المسارات والسعيّة؟ من المقينص

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

الخرطوم – مهند عبادي
يشتكي الرعاة بمنطقة المقينص جنوب ولاية النيل الأبيض من التعدي المستمر على المسارات المحددة للرعي، منذ أسابيع تبدو نذر أزمة مكتومة في ولاية النيل الأبيض التي يخيم على جنوب حدودها الخوف من انفلات الأوضاع نتيجة للمشكلة التي حدثت بسبب إغلاق المرحال الغربي أمام الرعاة بسبب المشاريع الزراعية القائمة هناك وتحديدا في مناطق المقينص والراوات وغيرها، يأتي ذلك في بعد فترة من تصريحات سابقة أكد فيها الهادي عجيب جاد الله المدير العام لوزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية بولاية النيل الأبيض أن الوزارة شرعت في فتح عدد من المسارات والمخارف والمراحيل وقال إن حكومة الولاية أصدرت عددا من القرارات بنزع المشاريع الزراعية التي تم تصديقها على أراضي المراعي والثروة الحيوانية. وأشار عجيب لإعداد مشروع قوانين لسن تشريعات لتسهيل حركة الحيوان والاستفادة من المراعي الطبيعية وتفادي الاحتكاكات بين المزارعين والرعاه.
ولكن في مطلع الشهر الماضي دفع شيوخ الثروة الحيوانية بوحدتي المقينص والراوات بمظلمة إلى وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية بالولاية على خلفية التصديق لثلاثة مشاريع زراعية داخل المرحال الغربي الأمر الذي أدى إلى إغلاق المرحال أمام الرعاة والثروة الحيوانية وأدى إلى أضرار بالغة وتفلتات أمنية، وعلى خلفية تلك المظلمة شكلت حكومة النيل الأبيض لجنة برئاسة مختصين في المساحة والزراعة والمراعي لدراسة الأوضاع في المنطقة ورفع تقرير لوالي الولاية بذلك وخلصت اللجنة إلى أن الموقف ينذر بالانفجار في أي لحظة وربما يؤدئ إلى زهق أرواح كثيرة وتفكك اجتماعي يصعب السيطرة عليه وأكدت في تقريرها الذي رفعته للوالي يوم السادس عشر من أكتوبر أن نزوح الثروة الحيوانية إلى دولة جنوب السودان يفقد الولاية والدولة موارد كثيرة ومنافع معيشية، وأشارت إلى أن التجاوزات والتصديق للمشاريع داخل المرحال تم من ولاية جنوب كردفان وليس النيل الأبيض وهو ما يشير إلى تمادي حكومة ولاية جنوب كردفان في التعدي على أراضي النيل الأبيض في المسارات والمراحيل والمشاريع الزراعية بعمق ستة عشر كيلومترا حسب اللجنة، وطالبت اللجنة الوالي تفعيل لجنة ترسيم الحدود بين الولايتين لتلافي إشكالات التداخل على أن يكون عمل اللجنة في فترة الصيف لتلافي العوائق الطبيعية.
ومنذ انفصال دولة جنوب السودان ظلت قضية المسارات والمراحيل واحدة من أكثر المشكلات التي تتفجر بسببها الأوضاع ليس في ولاية النيل الأبيض بحسب فهي مشكلة ظلت قائمة في ولايات سنار والنيل الأزرق وجنوب كردفان وولايات دارفور وغيرها وشهدت السنوات الماضية نزاعات وصراعات متكررة بسبب إغلاق المسارات أمام الرعاة وتعدي المزراعين على المسارات المحددة للثروة الحيوانية الأمر إلى يؤدي إلى تكرار الصراعات ونزوح الثروة الحيوانية إلى دولة جنوب السودان على الرغم من المخاطر العديدة والجبايات التي يتعرضون لها.
في أضابير وزارة الإنتاج بحسب خبراء دراسة شاملة للنهوض بالثروة الحيوانية في الولاية تركز على توفير الخدمات البيطرية والعلاجية بجانب تأهيل الرعاه وتوفير وتحسين المراعي الطبيعية بصورة علمية وتسهم الخطة في النهوض بالقطيع من محلي إلى قومي ليسهم في الناتج القومي الكلي للسودان ويساعد في ذلك العلاقة بين المزارعين والرعاة ووقف الاحتكاكات بينهم واللجان الأهلية الرسمية للنظر في أمر الزراعة والمراعي على أن لا تؤثر مكونات إحداهما على الأخرى وأهم اختصاصاتها فصل المراعي وفتح المسارات، وقبل أسابيع مضت خلصت ورشة عمل إلى أن ولاية النيل الأبيض تعتبر من الولايات التي بها نزاعات بين المزارعين والرعاة وأنه لابد من وجود مسارات واضحة لتجنب حدوث مثل هذه الاحتكاكات، وأبان الدكتور عبد السميع موسى منسق برنامج تسويق الماشية والقدرة على الصمود، لبداية التنفيذ في خمسة مسارات للثروة الحيوانية بمحليتي السلام والجبلين إضافة إلى إعداد خطة لإنشاء مسار رئيسى بمحلية السلام يبلغ طوله 200 كيلومتر طولي. وقال إن هناك جهودا لتعمير المراعي الطبيعية وإنشاء المسارات وتكوين لجنة لفض النزاعات.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي