تفاعل لافت تحظى به الاحتفاليات بتغيير أسماء شوارع أو مرافق عامة تحمل أسماء شهداء ثورة ديسمبر، أمس تم تغيير إسم شارع “الإنقاذ” إلى شارع “الشهيد أحمد مطر” وداخلية “علي عبد الفتاح” للطالبات إلى داخلية “الشهيد عبد السلام كشة” وقبلها شارع “الأربعين” إلى شارع “الشهيد عبد العظيم” وهكذا.
بعيداً عن تجربة تغيير الأسماء القديمة أو التاريخية إلى أسماء جديدة والتي أثبتت أن الإسم القديم يظل باقياً والأجدى بلا شك أن تُعلق أسماء الشهداء على لافتات مرافق أو شوارع جديدة حتى يرسخ الإسم، ولأن الشهداء عليهم الرحمة كُثر فهذا الأمر يوقعنا في انتقائية غير متعمدة برفع إسم شهيد ونسيان آخر، وجميعهم قدموا للوطن أرواحهم.
لكن بعيداً عن ذلك فالفكرة من أساسها لا ترتقي إلى مستوى طموحات الشهداء التي دفعوا الأرواح لأجلها، صحيح أنها تحمل رمزية معنوية، لكن هذه الرمزية يجب أن لا تحبسنا في مساحات العاطفة والذكريات.
واجبنا تجاه الشهداء الذين منحونا هذه الحرية، أن نلتزم وبصرامة بتحقيق الأهداف التي لأجلها دفعوا أرواحهم، فجميعهم كما بذلت سيرهم لم يكن هذا طموحهم بل كانوا أسمى من ذلك بكثير..هذه الطاقة من الحزن والغضب لا ينبغي أن نحصرها في إسم شارع أو داخلية، علينا أن نوظفها في العدالة والسلام والمساواة وكل القيم التي كان يحملها هؤلاء الشهداء وخرجوا لانتزاعها من سلطان جائر.
أول التزام يمكن أن تقدمه الحكومة الانتقالية للشهداء تهيئة الأوضاع لإقامة دولة العدالة والمساواة والحقوق الاقتصادية المتساوية، وأنه لمن المؤسف أن تتزامن الذكرى الأولى بالحديث المتكاثف عن رفع الدعم الذي كان سبباً رئيسياً في خروج هؤلاء الشهداء ومواجهة الرصاص.
حكومة الثورة مطلوب منها أن لا تدغدغ الشارع بذات العواطف التي ظلت تنتهجها الإنقاذ بشهدائها…حكومة الثورة مطلوب منها الوفاء بعهد هؤلاء الشهداء وفاء صارماً وحقيقياً وأن تبدأ في العمل الجاد لتحقيق ما خرجوا لأجله لا أن تدشن أسماء الشوارع التي تحمل أسماءهم.
أيضاً هناك حاجة لخطاب جديد لهذه المرحلة الجديدة التي هي مرحلة البناء والوفاء بالعهود لكل من خرج إلى الشارع وواجه ما واجه قمعاً وقتلاً وتعذيباً..نحتاج خطاب جديد يُحرض على الالتزام بالوفاء للشهداء، ذلك بالعمل الحقيقي.
التيار
اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر صحيفة الراكوبة نيوز