كتابات

اسماء جمعة تكتب : وماذا أنتِ فاعلة يا وزيرة التعليم العالي

مصدر الخبر / الراكوبة نيوز

أية دولة في العالم أرادت لنفسها التقدم والتطور لابد لها أن تهتم بالتعليم الجامعي لأنه عنصر مهم جداً في دعم التنمية البشرية، و لأنه يوفر التدريب الضروري لجميع الأفراد على اختلاف تخصصاتهم ، وكذلك يطوِّر ويحسِّن القدرات والمهارات التي من شأنها دفع عجلة الاقتصاد المحلي، ودعم المجتمع المدني، ومن ثم زيادة القدرة على اتخاذ القرارات الضرورية التي تؤثر على المجتمع بأكمله.

ولأن النظام المخلوع لم يكن يهتم كثيراً بتقدم السودان وتطوره فبنفس القدر لم يهتم ولو قليلاً بالتعليم بجميع مراحله ، وحتى ثورته تلك التي سماها زوراً ثورة التعليم العالي ، اهتم فيها بعدد الجامعات أكثر مما تقدمه من تعليم وبحث علمي، فكانت النتيجة ثورة تدمير بامتياز ،وحالياً السودان مصنف واحد من أكثر دول العالم ضعفاً في التعليم الأساسي والجامعي والأقل صرفاً على البحث العلمي.

أول أمس في مؤتمر صحفي عكست وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي بروفيسور انتصار صغيرون، صورة مؤلمة لوضع الجامعات هي ورثة النظام المخلوع ، وحقيقية تلك كانت النتيجة الطبيعية لثورته على التعليم العالي ، فقد ترك لنا أكثر من ١٤٠ جامعة وكلية أغلبها غير مؤهل للقيام بدوره كما يجب، وضربت الوزيرة مثل بكليات الطب التي بلغ عدد الحكومي منها (32) كلية، وقالت إن المطاف ينتهي بخريجيها للعمل كسائقي (ركشات وترحال) أي إنهم يشتغلون في مهن أحق بها آخرون لم يدرسوا طباً.

الأسوأ من كل هذا الوضع الذي تعيشه هذه الكليات، فقد قالت الوزيرة إن هناك كليه بها طالبة واحدة فقط وأخرى بها (7- 8) طلاب ووجود (3 ) دفعات بها ٣٦ طالباً فقط في جامعة شندي ، وتساءلت عن مصير خريجي كل هذه الكليات ، وحقيقة السؤال الحقيقي ليس عن مصير خريجي 32 كلية طب في وطن لا يجد ٧٠% من سكانه الرعاية الأولية، وإنما كيف يمكن توظيفهم فهؤلاء الخريجين يغتربون وهناك يعملون في بلدان تقع في أطراف الدول العربية ووضعهم أفضل من العمل في قلب الخرطوم.

وما قالته الوزيرة عن كليات الطب ليس استثناء بل مجرد مثال لكل كل الكليات الأخرى الأدبية والعلمية ،وهذا أدى إلى النتيجة الطبيعية التي اعترف بها رئيس البحث العلمي والابتكار بالوزارة د. أحمد حسن الفحل،الذي قال أن الجامعات السودانية لا تدخل ضمن (500) جامعة معترف بها عالمياً لعدم وجود أبحاث في المجلات العلمية المعترف بها، السؤال كيف تدخل وهي لا تملك القدرة التي تجعلها جامعة مكتملة المواصفات تقدم لطلبتها العلم بكفاءة ناهيك من أن تنافس جامعات عالمية .

السؤال المهم الآن هو، ماذا أنتِ فاعلة يا وزيرة التعليم العالي مع هذه الجامعات حتى تصبح مؤهلة وقادرة على القيام بدورها تجاه نفسها والمجتمع ؟ وأعتقد أن الإجابة ليست صعبة، فقط تحتاج إلى ثورة أخرى تمحو آثار ثورة النظام المخلوع وتعيد تأسيسها على معايير دولية، حتى تبدأ خطواتها الأولى لمنافسة الجامعات العالمية ومن ثم الوصول إلى مرحلة التصنيف ضمن أفضل الجامعات العالمية.

التيار

اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر صحيفة الراكوبة نيوز

عن مصدر الخبر

الراكوبة نيوز