كتابات

عبد الجليل سليمان يكتب : عبد الحي يوسف …الثراء الحرام أم الدم الحرام ؟

مصدر الخبر / الراكوبة نيوز

ظل عبد الحي يوسف المُلقب مجازاً بالداعية الإسلامي، فيما هو داعية إلى الكراهية ومُحرضاً دؤوباً عليها، متوسلاً إليها بالخطاب الديني السلفي الذي لم يعد يلقى رواجاً بعد أن تخلى عنه داعموه ومساندوه، ظلّ ومنذ أن حلّ على أرض السودان وبنى مسجده في حي جبرة جنوب الخرطوم يطرح بشكل مستمر ودونما كلل أو ملل، خطاباً سياسياً يدعو إلى العنف وإراقة الدماء، ويعمد إلى إحداث الفتن والشروخ، ويحارب دونما هوادة رغبة غالبية الشعب السوداني في الاحتكاك سياسياً إلى نظام حكم عادل، ديمقراطي وتداولي وسلمي، علاوة على علاقته الوثيقة وتلقيه دعماً وتمويلاً مالياً من رأس النظام باعتراف الأخير، إضافة إلى التسهيلات الكبيرة التي كانت مسخرة له دون غيره من المواطنين، فضلاً عن علاقاته المشبوهة خارجياً خاصة مع الإرهابيين في ليبيا. يفعل كل ذلك فيما هو قابع في قعر بيته أو مسجده مُطلقاً لسانه الفظ ليبث به الكراهية ويبعث عبره بالشحناء والبغضاء إلى الجميع ليل نهار.
حسناً فعلت نيابة الثراء الحرام بإصدارها أمرقبض في مواجهة الداعية عبدالحي يوسف الرجل بتهمة استلامه مبلغ خمسة ملايين دولار لدعم قناة طيبة الفضائية من الرئيس المخلوع، وفي حال عدم حضوره سيتم فتح دعوى تحت المادة (194) من القانون الجنائي المتعلقة بمخالفة طلب الحضورومن ثم يُستصدر أمرقبض في مواجهة الشخص الممتنع.
ومثلما فعلت نيابة الثراء الحرام، أصدرت نيابة الخرطوم الجديدة أمراً بالقبض على المتهم نفسه، عطفاً على البلاغ المُدّون ضده من وزير الشباب والرياضة ولاء البوشي تحت المواد(160 /159) من القانون الجنائي لسنة 1991م، إشانة السمعة والإساءة والسباب. باستصحاب ذلك كله، فإن الراصد لخطابات الرجل وأفعاله، يستغرب كيف تتعامل الجهات المعنية معه بكل هذا اللطف والتسامح، ولولا اعتراف المجرم البشير وهجومه شخصياً على الوزيرة واتهامها بأن لها دين آخر غير الإسلام (تكفيرها)، لكان تُرك الرجل يسرح ويمرح كما لو أن السودان ملكه الخاص والإسلام دينه وحده، وإنه الأكثر حرصاً وتمسكاً به من سائر المسلمين والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها، فيما لا أحد يرى في سلوكه وتصرفاته مسحة تدين عابرة.
والحال هذه، فإن أية دولة محترمة ، لن تسمح بأن يعمل مواطنها (أياً كان وضعه) خارج القانون، خاصة وأن كافة القوانين والشرائع تعتبر المحرض على العنف والقتل بمثابة الرأس المُدبرة للجريمة ويعاقب على تحريضه حتى وإن لم يفض التحريض إلى أية نتيجة؛ وذلك لأن تبعة المحرض مستقلة عن تبعة الذي وقع عليه التحريض، ولايقاس التحريض على كمه بل على نوعه أيضاً.
ومن هنا، نطالب الحكومة والقانونيين (المحامين) خاصة، بتتبع كل من يحرض على العنف – وهم كثر – وليس عبد الحي وحده – يبثون خطابات الكراهية بين مكونات المجتمع المختلفة ويدعونها لتنازل بعضها في ساحة الوغى على طريقة (الكاتل جمب الكاتلو مات)، فقط انظروا إلى ما يكتبه ويبثه معظم الناشطين من شرق السودان عن النزاعات الأخيرة، وستأتون بالمئات من هؤلاء حتف أنوفهم بالأدلة والبراهين المُبينة ليستمعوا إلى كبيرهم الذي علمهم (سحر التحريض) وهم في قاع سحيق وظلمة مُحصنة ضد الضوء.

اليوم التالي

اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر صحيفة الراكوبة نيوز

عن مصدر الخبر

الراكوبة نيوز