رئيس الوزراء السوداني يزور مدينة “كاودا” بولاية جنوب كردفان ويشدد خلال كلمته على إصراره ليعم السلام جميع أرجاء السودان.
حمدوك: سنعمل جميعا لضمان عودة الحياة الطبيعية إلى دارفور
الخرطوم – قام رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، الخميس، بزيارة تاريخية إلى مدينة “كاودا” بولاية جنوب كردفان (جنوب) المعقل الرئيسي للحركة الشعبية- قطاع الشمال، بقيادة عبدالعزيز الحلو.
وهذه ثاني زيارة لحمدوك لمناطق كانت شهدت لسنوات طويلة حروبا ونزاعات مدمرة بين الحركات المتمردة ونظام الرئيس المعزول عمر البشير.
وقال وزير الإعلام، والمتحدث باسم الحكومة السودانية، فيصل محمد صالح، في تصريحات إعلامية، إن الوفد الحكومي انفجر بالبكاء عندما شاهد الاستقبال الجماهيري الضخم بالمدينة.
وأوضح أن عبدالعزيز الحلو، رحب بثورة الشعب السوداني، وجدد الدعوة إلى الحكومة الانتقالية للعمل المشترك للوصول إلى السلام. وأشار إلى أن حمدوك شدد خلال كلمته للحشود على إصراره على الوصول إلى السلام، وحيا نضالات الحركة الشعبية، وأكد الرغبة في عملية السلام.
وبدا واضحا أن حمدوك يفضل اعتماد سياسة اتصالية مباشرة مع سكان المناطق المتضررة من النزاع، وإرسال رسالة بأنه لا مكان لسياسة التهميش التي مارسها النظام السابق.
وقال رئيس الوزراء في وقت سابق، الخميس، إن الحكومة الانتقالية تسعى جاهدة لتحقيق السلام الشامل والعادل في البلاد. وذكر في تغريدة على موقعه في فيسبوك، “أتوجه اليوم وكلي أمل إلى مدينة كاودا العزيزة في زيارة تاريخية مهمة، تلبية للدعوة الكريمة التي تلقيتها من القائد عبدالعزيز الحلو، رئيس الحركة الشعبية- شمال”.
وأضاف، “هذه فرصة عظيمة لأؤكد لأهلنا في كاودا ولكافة السودانيين في كل ركن من أركان بلادنا أن حكومتكم الانتقالية تسعى جاهدة لتحقيق السلام الشامل والعادل، وأنها تولي اهتماما متعاظما بجميع مناطق السودان، خاصة المتأثرة بالحرب والتي ظلت مهمشة لعقود طويلة”.
والزيارة تعتبر الأولى من نوعها لمسؤول حكومي رفيع إلى منطقة “كاودا” التي تعتبر المعقل الرئيسي لـ”الحركة الشعبية- شمال”، وذلك منذ اندلاع الصراع بالولاية عام 2011.
وفي 10 ديسمبر الماضي، بدأت في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان جولة مباحثات جديدة بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة.
ومنذ يونيو 2011، تقاتل “الحركة الشعبية- شمال”، الحكومة في ولايتي جنوب كردفان (جنوب)، والنيل الأزرق (جنوب شرق).
ويقول متابعون إن ملف السلام يعد أحد الأولويات التي تتصدر الفترة الأولى من المرحلة الانتقالية، ويشير هؤلاء إلى أن الحكومة الانتقالية تبدي حرصا على تحقيق هذا الهدف سريعا، بيد أن الخلافات بين الأطراف الداخلية المعنية تحول دون تحققه. وكان حمدوك قد استهل أولى جولاته الداخلية منذ تسلمه منصبه بزيارة في نوفمبر الماضي إلى شمال دارفور المدمّر بفعل الصراع الذي اندلع في العام 2003 وأدى إلى مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين.
والتقى حمدوك ضحايا الحرب في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تضم عدة مخيمات يعيش بها عشرات الآلاف من النازحين منذ سنوات. وأكد حمدوك لمستقبليه أن حكومته تعمل من أجل إحلال السلام في دارفور، وقال “أعرف مطالبكم حتى قبل أن تقولوها. نعرف المجازر التي وقعت في دارفور”.
وشدد “سنعمل جميعا لتحقيق مطالبكم وضمان عودة الحياة الطبيعية إلى دارفور”، وسط هتافات “لا عدالة، إذن لا سلام في دارفور”.
واندلع النزاع في دارفور عندما حملت عناصر من أقلية عرقية السلاح ضد نظام البشير، متهمين الأخير بتهميش المنطقة اقتصاديا وسياسيا. وواجهت الخرطوم هذا التمرد، بممارسة “سياسة الأرض المحروقة” ضد الجماعات العرقية المشتبه في احتضانها للمتمردين.
العرب اللندنية
اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر صحيفة الراكوبة نيوز