كتابات

زاهر بخيت الفكي يكتب تعالوا استثمروا ولكن..!!

مصدر الخبر / الراكوبة نيوز

في منتصف تسعينيات القرن الماضي والإنقاذ ما زالت جذوة الثورية فيها مُتقدة لم تخمُد بعد وشعارات نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع تشق عنان السماء ، دخلت مجموعة من الشركات الأجنبية الضخمة للاستثمار فيها من بدأ مشروعه وهرب بعد العقوبات الأمريكية المُدمرة علينا ومنها من فرّ (منّا) خوفاً على ضياع رأسماله وعمل بنظرية المال تلتو ولا كتلتو ، وبعضهم آثر الرحيل قبل أن يبدأ من كثرة مُطالبة بعض (الأبالسة) لرشاوى مالية مُقدرة تحت مُسمى مُساعدته في فتح الأبواب المُغلقة العصية على المُستثمرين الأجانب والمال لا سيّما العُملات الصعبة منه مُفتاح لكُل مُغلق.
اختارت إحدى الشركات الهولندية المُتخصصة في المجال الزراعي منطقة شمال بحرى ودخلت في شراكة مع أهل المنطقة في مشروع بور لا حياة فيه من قبل مجئ الشركة ، اتفقت معهم على علاقة إنتاج مُجزية واستعانت بأصحاب الحيازات واستخدمتهم كعمالة بأجر لا علاقة له بعائد أرباح نهاية الموسم ، تمّت زراعة الأرض الميتة بالشمّام (القاليا) الحلو بطريقة حديثة ، واستجلبوا لها بذور مُحسّنة وأسمدة زادت من خصوبة الأرض ، حققت الشركة انتاجية عالية واستطاعت تصدير مُعظم المنتج وامتلأ السوق المحلي بالمتبقي واستفاد المُزارع كثيراً من الشراكة ولم تدوم ، تدخّل في الأمر المرضى أصحاب النفوس الضعيفة والضمائر الميتة وناس حقي وينو .
وضعوا العراقيل أمام عودة الشركة مرة أخرى و كذبوا على أهلنا البسطاء من أصحاب الحيازات وحدثوهم عن شركة أخرى قادمة بعرضٍ أوفر من تلك وفيها من الفوائد ما لا يُحصى ولا يُعد ، وإلى يومنا هذا لم تأت الشركة المزعومة ولم تُعاود الشركة الهولندية المُحاولة مرة أخرى وما من سببٍ يدعوهم لذلك ، غادرت الشركة وعادت الأرض بوراً بلقعا ، وكم من شركة دخلت وقتها في وضح النهار وهربت في الظلام خوفاً من مسؤولٍ يتربص بها ومن لصٍ مُتدثِر بثياب السمسرة ينتظر الوقت المناسب للانقضاض على فريسته ، وما أظن أنّ من جرّب الاستثمار معنا أن يُعاود الكرة مرة أخرى.
لن يعود المستثمر القديم ولن يُغامر الجديد بالعودة إن لم نُغيّر ما بنا وما بنا لم ولن يتغيّر إلّا باجتثاث جذور الفساد المُتجذّرة في أعماق مؤسساتنا المنوط بها توفير المناخ المُناسب للمستثمر وتهيئة الأجواء وتوفير الأدوات التي تُعينه على الاستثمار.
مرحباً بفرانك وأهلاً بالألمان في السودان والباب مفتوح لترامب وغيره وبلادنا فيها ما يستحق الاستثمار إن وجدت من يُسوّق الفُرص بشكل مُختلِف ويضع خارطة استثمارية واضحة المعالم لا عراقيل فيها ولا مُضايقات تُمنح للمُستثمر الجاد بعد تمحيص وتأنّي ، وتُبرِم معه عقود شراكة مُنصفه لنا وله يتم التوقيع عليها في (الضوء).
في البال الشركة (العملاقة) لو تذكرونها والتي وعدتنا باستخراج ذهب يكفي السودان لعشرات السنين وطلعت (وهم).
الجريدة

اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر صحيفة الراكوبة نيوز

عن مصدر الخبر

الراكوبة نيوز