ليس لدينا علاقة بالمؤتمر الوطني فقد حاربنا نظامه لأكثر من 17 عاماً فكيف تكون لنا أجندة معه الآن
جوبا – اليوم التالي
يؤكد الناطق الرسمى باسم تجمع العدل والمساواة المجلس العسكري الانتقالي آدم عبدالله الطاهر (حمدي) بأن الاتهامات التي يواجهها التجمع بالتنسيق مع نظام المؤتمر الوطني لشق صف حركات الكفاح المسلح وإطالة أمد التفاوض تدعو للسخرية ويصفها بالمضحكة، ويشدد حمدي على أن تجمع المجلس العسكري يهدف إلى الوصول لبلورة موقف موحد لقضية دارفور، يمكّن الحركات المسلحة من الوصول لهدفها والحلم الذي من أجله قاتلت الحركات طيلة السنوات الماضية، حمدي في حواره مع الـ(اليوم التالي ) قال أيضاً إن بعض الجهات داخل الجبهة الثورية تطلق الاتهامات ضد التجمع ولاترغب في نجاحه للوصول لأهدافه لأن ذلك الأمر سيكون خصماً عليها وسيسحب البساط من تحت قدميها، وأضاف هناك جهات تسعى لفبركة الأخبار وترغب في قطع الطريق أمام السلام ولكن هؤلاء عليهم أن يفرقوا بين الأماني والواقع فالسلام الآن صار واقعاً ولا مكان للأماني بحسب حديث آدم عبدالله الطاهر الذي أدلى به في الحوارالتالي :
*ماهو ردكم على الاتهامات بأنكم تخدمون أجندة النظام البائد؟
نحن ليس لدينا علاقة بالمؤتمر الوطني، فقد حاربنا نظامة لأكثر من 17 عاماً فكيف تكون لنا أجندة معه الآن صحيح هناك بعض قادة الكفاح المسلح وقعوا اتفاق سلام مع النظام البائد ولكن هذا لا يعني أنهم يخدموا أجندته.
ولكنهم شاركوه في السلطة؟*
شاركوا وفق الاتفاقيات التي وقعت وفي اعتقادي أن تلك الاتفاقيات لم تنفذ بشكل جيد لذا عندما كشف أولئك القادة أن السلام الذي وقعوه مع الحكومة لم ينفذ وهي غير جادة، عادوا مجدداً للكفاح المسلح لأن الثورة التي انطلقت في دارفور ليس من أجل المناصب والترضيات بل هي كانت ثورة من أجل الكرامة الانسانية والحرية ثورة تهدف إلى بناء وطن يتساوى فيه السودانيين وأن يعيش فيه الجميع كمواطنين يتمتعون بالحقوق والواجبات ولا يجب أن يعيش الناس في وطنهم وهم كالغرباء. هذه هي واحدة من أهداف الكفاح المسلح الذي ذهبنا إليه مضطرين بعد أن فشلت كل محاولات الاصلاح والمساواة بين الناس، ذهبنا لحمل السلام من أجل كرامتنا وحريتنا والآن نحن نعتقد بالتغيير الذي احدثه السودانيين يمكن أن نحقق المساواة والعدالة بين الناس من خلال وضع أسس جديدة تمكننا من بلورة مشروع موحد يجيب على تساؤلات السودانيين كيف يحكم السودان.
*هناك من يتهمكم بأنكم تسعون لزعزعة الاستقرار؟
طالعنا في الصحف تصريحات منسوبة للجبهة الثورية ولكن أعتقد أن تلك الاتهامات صدرت من شخص له أجندة الشخصية من ذلك والغريب فى الأمر أن ذلك الشخص صرح باسم الجبهة الثورية إلا أنها سارعت ونفت ذلك واكتشف الناس أن هناك جهات تسعى لفبركة الأخبار وأعتقد أنهم يريدون قطع الطريق أمام السلام ولكن هؤلاء عليهم أن يفرقوا بين الأماني والواقع السلام الآن صار واقعاً ولا مكان للأماني.
*ولكن الخبر منقول عن مصدر بالجبهة الثورية؟
قلت لك أن الجبهة الثورية نفت تلك الاتهامات على لسان الناطق الرسمى باسمها، ولكن دعنى أقول لك، هناك مكونات داخل الجبهة الثورية لديها مصلحة فى اطلاق مثل هذه الشائعات.
*قمتم بطرح مشروع وحدة حركات الكفاح المسلح وأعلنتم عن تجمع لقوات العدل والمساواة وهو ما يعتبره البعض خصماً على الآخرين؟
ليس صحيحاً أن تكون الوحدة خصماً على أي من الحركات إذا كان هدفها خدمة القضية التى حلمنا من أجلها السلام وكنا نرمي من طرح الوحدة أن نصل من خلالها إلى بلورة موقف موحد حول قضية دارفور التى أضرت بها الانقسامات داخل حركات الكفاح المسلح، لذا طرحنا ذلك من أجل الوصول إلى قيادة سياسية وعسكرية موحدة ندخل من خلالها المفاوضات، واعتقد تجربة جنوب السودان فى التفاوض مفيدة للجميع وهى مثال لنا، فعندما اراد قرنق دخول المفاوضات مع الحكومة قام بتجميع كل الفصائل الموجودة فى الكفاح المسلح فى الجنوب آنذاك وهذا ما نفعله نحن الآن من خلال طرح رؤية للوحدة الفصائل المسلحة فى دارفور.
ماهى العقبات التي تقف أمام الوحدة ؟*
عليك أن تلقي نظرة على قادة الحركات الآن، أي ما نطلق عليه القيادات التاريخية، حتماً ستندهش. فهؤلاء لم يقوموا بتجديد فى القيادة ولا توجد حركة عقدت مؤتمراً عاماً منذ التأسيس، وقد يكون ذلك مقبول فى ظروف الحرب، ولكن الآن يجب أن نعيد صياغة الهيكلة التنظيمية فى وحدة إندماجية بين مكونات الكفاح المسلح وهذا ما تعتقده بعض قادة الحركات أنه يجردها من مواقعها.
لكن هناك وحدة في الجبهة؟*
ضمت الجبهة الثورية أربعة من حركات الكفاح المسلح فى دارفور، ولكن كان يجب أن تتوحد هذه الحركات في منظومة وحدة تمكنها من طرح مشروع موحد يساهم في طرح القضية بصورة تمكننا من تحقيق تقدم نحو مشروع السلام المستدام.
هل هذا يعني أنه لا أحد يستجيب لطرحكم؟*
لا، هناك استجابة من بعض قادة الحركات الموجودة على الأرض، ولكن دعنى هنا أوضح لك الحقيقة حول ما جرى عندما طرحنا برامج الوحدة للجميع، وهو برامج وجد قبولاً من كل الناس. خاصة وأنه جاء بعد حال من الاحباط جراء الانشقاقات التى حدثت وسط حركات الكفاح المسلح، فمثل لهم برنامج الوحدة بارقة أمل فى النهوض مجدداً ولكن بطبيعة هذا البرامج سيكون خصماً على الذين يريدون استمرار التشرذم والانقسام، ويحاولون أن يقللوا منه، وتلفيق التهم به، هناك بعض قادة الكفاح المسلح تواصلنا معهم ولدينا تنسيق قوي معهم وقد يتبلور هذا التنسيق إلى وحدة كاملة وهذا في اعتقادي مفيد بالنسبة للقضية.
هل بالفعل تجمعون قواتكم الآن بشرق تشاد ؟*
هذه واحدة من الاتهامات المضحكة، وهذا ليس صحيحاً، فتشاد دولة جارة تربطنا معها حدودة مفتوحة وتداخلاً قبلياً، وهذه الدولة قامت باستضافة اللاجئين السودانيين في أراضيها لاكثر من 17 عاماً، واعتقد أن التشاديين أكثر حرصاً على استقرار السودان ولهم دوافعهم فى ذلك، واعتقد أنهم يتخوفون من أن تنتقل عدوى عدم الاستقرار فى دارفور إليهم لذا يعملون مع الآخرين من أجل تحقيق السلام والاستقرار فى بلادنا، والدولة التشادية تقود الآن قتالاً ضد الجماعات الإرهابية المتمثلة في جماعة بوكو حرام الإرهابية فى غرب إفريقيا وجنوب الصحراء، ونحن هنا نعزي أسر الضحايا التشاديين الذين سقطوا وهم يقاتلون تلك الجماعات.
لذا أقول لك أن قواتنا لم تكن فى شرق تشاد بل هى فى داخل السودان كما قال القائد العام الجنرال عبدالله بنده، إن قواتنا فى شمال دارفور فى الصحراء..
اتفق المفاوضون في مسار دارفور على تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية ؟
قال القائد عبد الله بنده مراراً وتكراراً انه على أتمّ الاستعداد أن يذهب إلى المحكمة الجنائية إذا طلب، وهو ذهب من قبل المحكمة عن طريق فرنسا فى عام 2010 عندما كان المطلوبين لدى المحكمة من قبل الحركات هم أبوقردة، الفريق عبدالله بندة، والمرحوم صالح جربوع محمد، هؤلاء الثلاثة ذهبوا إلى المحكمة، وما يتعلق بالقائد عبدالله بنده أن الحكومة السابقة عرقلت وصول محاميه إلى السودان وقتها أما الآن الوضع بعد التغيير فمن الممكن أن يصل المحامي لمتابعة القضية.
إذن هو متهم لدى المحكمة ؟*
أقول لك هناك جهة داخل الكفاح المسلح كان لها المصلحة فى توجيه الاتهام إلى الجنرال عبدالله بندة، ونحن نعلمها
فقد كان ذلك على خلفية هجوم على مواقع لقوات الاتحاد الإفريقي، وحاولت تلك الجهة إلصاق التهم بهم ولكن أعتقد أن تلك الجهة أصيبت بخيبة أمل عندما ذهب الثلاثة إلى المحكمة، وقام أبوقردة بتبرئة نفسه في المحكمة والمرحوم صالح قتل، وتعرض الفريق عبدالله بنده إلى محاولة اغتيال. هذا هو موقفنا من المحكمة الجنائية، وأؤكد لك أن الجنرال بنده مستعد لأن يذهب للمحكمة، وأما مسألة الربط بين مطلوبين النظام البائد والكفاح المسلح فهو ربط مخل ولا يوجد تنسيق البته بيننا وبين النظام البائد يقودنا لزعزعة الاستقرار على خلفية هذه القضية.
هناك من يتهمكم بإطالة مفاوضات السلام ؟*
هناك من يروج لذلك ويقول أننا أسسنا حركة جديدة، ولكن كل ما يقال ليس حقيقياً، فقط نحن قمنا بتجميع قواتنا فى تجمع أطلقنا عليه تجمع قوات العدل والمساواة وطرحنا على الفور مشروع وحدة حركات الكفاح المسلح من أجل الإسراع فى تحقيق السلام وتقديم رؤية تفاوضية موحدة تشمل كل الأطراف، وفى اعتقادى أن أي اتفاق سلام بدون كل الأطراف لن يكون مفيداً لذا طرحنا ذلك و ضمنا مسألة المصالحات والتعويضات، فهنا فى دارفور قام النظام البائد بجرائم استخدم فيها بعض المواطنين ضد المواطنين الآخرين، وتركت الحرب مرارات وغبائن بين الناس الأمر الذى يحتاج الى مصالحة حقيقية، ونحن السلام بنسبة لنا خيار استراتيجي ونرمي لسلام يحقق الاستقرار المستدام وبناء وطن يسع الجميع، وليس سلاماً من أجل أن نلتحق بالدولة السودانية، ولكن الصحيح نحن نتطلع لسلام يعيد هيكلة الدولة السودانية وليس أن نلتحق بالدولة.
ولكن هناك فصائل خارج مسار التفاوض الآن ؟*
نعم هناك فصائل لم تكن ضمن المنبر من بينها حركة عبد الواحد محمد نور، ومجموعة خميس أبكر، ومجموعة إدريس أزرق، وتجمع قوات العدل والمساواة، وقلنا إن هناك خطأ فى تحديد أربعة مجموعات لمسار دارفور لذلك نحن طرحنا برامج وحدة الكفاح المسلح.
* هل لديكم اتجاه للتحالف مع أي من الحركات الآن في مسار التفاوض ؟
نحن لدينا تنسيقاً تاماً مع الحركات التى لها وجود على الأرض، ولدينا تنسيقاً مع مناوي، والطاهر حجر، وأيضاً اخوانا فى العدل والمساواة حاولوا يجلسوا معنا لكن طرحنا قد لا يكون فى صالحهم بخصوص الوحدة.
؟ * قيادتكم رافقت مناوي في جولته لمعسكرات اللاجئين
قضية اللاجئين والنازحين كانت حاضرة في طرحنا للوحدة وهي قضية إنسانية، فهؤلاء الناس الذين يعيشون الآن فى معسكرات منذ 17 عاماً يواجهون صعوبات عديدة وهم يعيشون أوضاعاً سيئة. هل تعلم أن هؤلاء الناس يفتقدون حقوقهم في التعليم والحياة الكريمة، يعيشون في بيئة شبه معدومة حيث يسكنون في رواكيب من القش وهذا مؤلم. علينا أن نجد حلاً لمثل تلك القضايا وعلى المفاوضين أن يعجلوا بالسلام حتى نضع حداً لمعاناة السكان. الحرب شردت الناس ودمرت الموارد والعلاقات الانسانية بين السكان، إذن نحن نريد حل قضية دارفور، يجب أن نصل للحل، يمكننا القفز فوق مرارتنا من خلال المصالحة الحقيقية.
هل بالفعل لديكم قوات على الأرض؟*
حجم القوات تعلمه الحركات المنسقة معنا في الميدان، وقال القائد مناوي في زيارة قام بها الأيام الماضية إلى دارفور ومعسكرات اللاجئين، قال إذا نحن نريد أن تحقق سلام بدون ندخل قوات الجنرال عبدالله بندة فهذا لن يتحقق، وهو كلام صدر من قائد حركة تجلس في المفاوضات الآن، وهو يدرك حجم قواتنا على الأرض، وأقول لكن نحن الآن لو ما القوة الأولى سنكون القوة الثانيةىبجانب أننا نضم كل القادة المؤسسين للكفاح المسلح فى دارفور، ولكن ما نقوم به من بتجميع لقواتنا هو من أجل تنظيمها وليس من أجل الحرب، ومن يتحدث عن الحرب هو إنسان لا يدرك طبيعة التحول الذي حدث في السودان من متغيرات كبيرة يمكن لنا إذا استغللناها بصورة جيدة أن نضع حداً لمشكلات السودان التي عطلت مسيرته منذ الاستقلال.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي