الخرطوم ـ «القدس العربي»: في خطوة وجدت استنكارا واسعا، قام مغتربون عائدون إلى السودان، بمد السلطات الصحية بمعلومات مغلوطة عن أماكن وجودهم وأرقام هواتفهم، مما أدى إلى تعذر الوصول إليهم باعتبارهم أشخاصا محتملين بالإصابة بمرض «كورونا».
وأعلنت وزارة الصحة السودانية أول أمس الأربعاء أنها فقدت الاتصال بعدد كبير من القادمين من دولة الإمارات خلال الأيام الماضية مشتبه بإصابتهم بمرض «كورونا» . وأشارت في بيان لها أن «كل الحالات الموجبة لفيروس حتى الآن كانت قد قدمت إلى السودان في فترة استثناء الرحلات للعالقين في المطارات الخارجية» .
وأوضحت أنها «قامت بفحص كل القادمين عن طريق جهاز قياس درجة الحرارة وملء الاستمارات للتواصل معهم، ولكنها لم تتمكن لاحقاً من التواصل إلا مع 50٪ مِـن المسافرين، بسبب أن بقيـة الركاب قاموا بكتابة معلومات مغلوطة وأرقام هواتف خاطئة لذا لم يستطيعوا متابعة حالتهم الصحية». وأطلقت السلطات الصحية في السودان نداء للكل العائدين الذين قاموا بتقديم بيانات غير صحيحة، لمراجعة وزارة الصحة «حرصاً على صحتهم وصحة أعزائهم».
وتساءل مغردون في مواقع التواصل الاجتماعي كيف تفقد وزارة الصحة البيانات الشخصية للقادمين من الخارج وهم يحملون بحوزتهم جوازات السفر التي تحتوي على كافة المعلومات المطلوبة ولا يتطلب الأمر سوى مراجعتها بشكل دقيقة ؟
الصحافي السوداني أيمن مستور قال: «هذا الأمر يعتبر ثغرة وخطأ ستدفع ثمنه البلاد ونظامها الصحي المثقل بالمشكلات الموروثة، ويشير إلى تساهل من قبل السلطات المسؤولة وجهل وعدم مسؤولية من قبل العائدين».
وزاد: «كان ينبغي على وزارة الصحة تأكيد المعلومات المقدمة من كل شخص قبل السماح له بالمغادرة بما فيها رقم هاتفه، وعليها الآن الاستعانة بالسجل المدني عبر جوازات سفرهم ولجان الأحياء للوصول إليهم، لأنهم يشكلون خطراً على الصحة العامة باعتبار أن كل الحالات المسجلة تقريباً جاءت من الخارج» .