إستكمال هياكل الحكم المدني ، خطوة مهمة لكي تستطيع الحكومة العمل بشكل طبيعي وتتمكن من إنجاز مهام الفترة الانتقالية، وبدونها لن تتقدم قيد أنملة وسيظل الحال جامداً كما هو الآن وهو وضع يشبه ما قبل الثورة رغم الإختلاف الجوهري ، خاصة وان هناك عدد من الجهات متامرة على الثورة، منها من يتعامل مع الحكومة مباشرة ويسعى لتاخير هذه الخطوة عمدا ، ومنها من يعمل بطريقة غير مباشرة مستفيداً من من الظروف وهو اكبر خطر يهدد الفترة الانتقالية .
مضي اليوم على تشكيل الحكومة الانتقالية تسعة أشهر ، ولم تنجهز هذه الخطوة المهمة والسبب هو امل الحكومة في توقيع اتفاق سلام مع الجبهة الثورية ، رغم انها ضمنت جانب الحركة الشعبية بقيادة الحلو الذي أثبت انه رجل مسئول ولم يساوم على بقوته رغم أنها أعظم بكثير من الجبهة الثورية ، والآن يبدو أن الحكومة يئست فقررت تعيين الولاة والمضي في بقية الاجراءات ، وما أن أعلنت الأمر حتى تضاربت التصريحات والبيانات من كل الكيانات السياسية والمدنية ، كل يؤكد أنهم مع خطوة تعيين ولاة مدنيين ولكن .
حزب الأمة أكد في بيان له أنه مع الخطوة ولكن حذر من أن تكون طريقة التعيين بنفس طريقة تشكيل الحكومة محاصصات وضعف واشكالات في الاختيار ،كذلك الجبهة الثورية قالت إنها توافق على الخطوة ولكن تطالب بتأخير الأمر حتى يتم توقيع اتفاق سلام معها و تحذر من تمكين جديد وتتهم قوى الحرية والتغير بانها تخاف من الحركات المسلحة ،هيئة محامي دارفور دعمت الخطوة بشدة ولكن وضعت شروط لكي يكون التعيين ناجحا وغيرها الكثير من الجهات التي أكدت أهمية الخطوة ولكن .
الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو رحبت بخطوة تعيين ولاة مدنيين وتشكيل مؤسسات حكم مدنية في مختلف الولايات ولم تستخدم كلمة و لكن ،بل قالت ان “إعاقة خطوات تعيين الولاة المدنيين يعتبر تعطيلا لعملية التحول الديمقراطي المدني الذي بدونه لن يتحقق السلام،كذلك تجمع المهنيين شجع على الخطوة ودعا إلى تنفيذها فورا ولم يتبع الأمر بلكن، ولكن الحق يقال يجب ان ان تاخذ الحكومة بجميع الاراء عدا توقيع سلام مع الجبهة الثورية فهي حقا تضيع الزمن وتخاف العودة ،و أقترح على الحكومة تجاوزها والاهتمام فقط بان يكون الوالي المدني شخص معروف ومقبول للجماهير الولاية و متفق عليه وذو كفاءة ولصيق بالمنطقة وتجنب المحاصصات، حتى ولو اختارت الجماهير في كل الولايات أشخاص من حزب واحد المهم القبول الجماهيري ،على الحكومة المضي في الخطوة بشجاعة وأن تتبعها بتعيين المجلس التشريعي وتلحق به الحركات أن أرادت.
أعتقد أن الجبهة الثورية تبالغ وبسببها ضيعنا الكثير من الزمن الذي كان في مصلحة الثورة المضادة ، يجب أن تراجع موقفها فنحن بصدد بناء دولة والوقت ليس للمحاصصات التي يحللونها لأنفسهم ويحرمونها على الآخرين، ومشاركتهم في السلطة بأي شكل تعتبر محاصصة.
يجب أن تنجح الحكومة في خطوة تعيين الولاة نجاح يحرص الألسن ،ولذلك عليها التركيز في علاقة الوالى باهل الولاية وتاريخه الساسي وإمكاناته، وأرجو أن تبتعد من الأشخاص المثيرين للجدل ،ولابد أن تستعجل الخطوة فالزمن يمضي بسرعة والبلد تعاني ولابد أن تكون شجاعة وسريعة في قرارتها فهي حكومة ثورة ويجب أن تعمل بإيقاع الثورة .
التيار
اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر صحيفة الراكوبة نيوز