الخرطوم – حسن محمد علي
من جديد تعرض عليكم وزارة الطرق إحدى الحزم التي نالتها ولاية سنار، وعرضا آخر لمشروعات تنفذها أيضا في مجالها للطرق والجسور. ولاغرو في احتفائكم الخاص بأي كيلومتر من الطرق يمتد على طول وعرض البلاد، فهذه الميزة شبه التنموية والصناعة المهمة رغم كلفتها لديها أثرها الكبير، لقد واتى للشعراء أن يخلدوها في غدوهم ورواحهم للاماكن، وأغمضت رداءتها بالمقابل عشرات الأعين لأنفس بريئة كانت تتوق في نفس اللحظة لارتياد الطريق لمعانقة أهل أو أصحاب.
ومن دون الأسفلت الذي تطارده اللعنات فإن للسكة حديد حفرة عميقة في وجدان من استخدموها في أزمان سابقة قبل أن ترتد لخردة تملأ المدن.
يبُث وزير الطرق والجسور المهندس مكاوي محمد عوض كيلومترات التفاؤل بعودة السكة حديد، عندما يؤكد بأن الفلنكات الخرصانية التي ستربط طريق الخرطوم مدني، وطريقا آخر بين مدني سنار الدمازين قد وصلت، وأن وزارته قد شرعت في صيانة محطات (المسيد، المعيلق، الكاملين، والمحطة الرئيسية بمدينة ود مدني)، وعلى وجه الخصوص فإن مكاوي الذي كان يتحدث في توقيع عقد تنفيذ (500) كيلومتر من الطرق الأسفلتية لولاية سنار بفندق القراند هوليداي فيلا، يقول إن ولاية مثل سنار لن تحتاج لبنية في الطرق عندما تكتمل فيها طرق الاسفلت ويشقها من جديد قطار السلطنة الزرقاء.
يكشف مكاوي عن بعض الإشكاليات التي تواجهها إدارته في استيراد شحنات السكك حديد، مع (جاينا بنك)، لكنه يبدو متأكدا بأنها ستحل حيث يشير إلى أنهم غادروا للصين قبل شهر وأجروا كل عملياتهم الفنية لشحن (قطار الجزيرة)، وسيسدى مكاوي خدمة عظيمة حال قام بإنفاذ القطار الرابط بين مدني والخرطوم، حيث أن الطريق الأسفلتي وفوق أنه أزهق الآلاف من أرواح مستخدميه فإنه مثل هاجسا للمسافرين كونه الطريق الوحيد الذي يربط ولاية الجزيرة بالعاصمة الخرطوم، وكونهما أكبر كتلتين سكانتين واقتصاديتين في البلاد، ويتوفران على كل أسس الدولة سواء في مشروع الجزيرة، ومقار الحكومة المركزية في الخرطوم.
يبدو وزير الطرق سعيدا بتنفيذ قطار (السلطنة الزرقاء) الذي يصل مدني بسنار عبر شركة محلية لديها مقدرات وتأهيل يمكنها من مساعدة مواطني الولايتين في العبور بسلاسة، ورأى أن عودة السكة حديد إلى سنار ستعود معه الولاية لعهدها الزاهر، وعلى رأي الكثيرين ممن يعيدون التوتر الوطني الآن خاصة بين المناطق، لأسباب الانقطاع وعدم التواصل.
ويشير مكاوي إلى أن الحظ سيرمي سنار في متوسط طرق قارية تربط دول السودان وداكار وجيبوتي التي ستنفذها منظمتا الوحدة الإسلامية والمؤتمر الإسلامي حال وافقتا، وقال إن الطريقين يمران بسنار وهو ما يؤهلها مستقبلا لتكون أكبر حاضنة لحركة النقل والتنقل ليس على مستوى البلاد وإنما في القارة الأفريقية.
في التوقيع على أكبر حزمة طرق حديدية وأسفلتية لولاية سنار عانق الوالي الضو الماحي الجميع بحرارة عالية، حيث أن ولايته موعودة بتنمية حقيقة كما قال، ويشير إلى أن مشروع الطرق التي بدأ بعضها في التنفيذ وسيبدأ الآخر عقب التوقيع الذي تم أمس، يمثل وفاء لعهد من قبل رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ونائبه الأول بكري حسن صالح، عندما ينوه إلى أن ولاية سنار هي ركيزة الدولة في الإنتاج والتاريخ وكل المنظومة الاجتماعية، وبصفة خاصة فإن الضو يرسل شكره لوزارتي المالية والطرق التي رأى أنها رعت مشروع الطرق وبطولها الشاسع الذي يربو على الخمسمائة وسبعة كيلومترات، ويرى أنها فتح على أهل ولاية سنار باعتبار أن المشاريع التنموية ستعمل على إحداث نقلة حقيقية على المستويات كافة.
بدا الطيف السناري سعيدا بشبكة طرق تستحيل المسافات البعيدة والمناطق القصية، وتقارب بينها والناس في حركتهم، ومن بين العشرات ظهر في المحفل التنموي والي سنار السابق أحمد عباس، وهو ما يؤكد أن العملية السياسية في الولاية مستقرة للانخراط في التنمية، فالولايات على قدرة إنتاجها كما هو الحال في سنار التي توفر ثلثي الحاجة المحلية من فاكهة مثل الموز، وتصدر منه أيضا، أعيتها الصراعات على الكراسي، وتبديلات الحكومات والعهد المتعاقبة، حتى أن التنمية والخدمات أضحتا في ذيل اهتمامات الحكومة، وبات رهق الهيكل يلقي بعاتقه على الخدمة المقدمة للمواطن، لكن القفزة السنارية برصف آلاف الكيلومترات ستمنحها عافية، وللبعيدين في الأقاصي أيضا بشارة بطريق ربما هو مهم.
يعود مكاوي مرة أخرى لتذكيركم بأن وزارته تعكف الآن على تنفيذ ستة آلاف كيلومتر من الطرق الأسفلتية في جميع ولايات البلاد، ورغم أنه يورد المعلومة عرضا ليهيئ أهل الإعلام بتنوير كامل عنها كما قال، إلا أنه يرى أن مشروع طرق سنار هو أولى البشارات بعد العيد، وسيتمكن مواطنو سنجة والدالي والمزموم من التواصل عندما يربطهم طريق أسفلتي بطول (226) كيلومترا، وستنتهي المعاناة بين سنار وود العباس التي حظيت بقطعة أسفلتية بطول (16) كيلومترا، وبتنفيذ (95) كيلومترا بين (سنار، ود تكتوك، ود الركين، الخياري)، فإن نقل المنتجات والحركة والتنقل سيكون سهلا، وبجانب تنمية المناطق الريفية لجنوب وغرب سنار ومحلياتها، فإن الهدف من وراء هذه الشبكة الأسفلتية تحريك الإنتاج الزراعي والحيواني، وربط التجمع السكاني الريفي.
وبزجي مكاوي شكرا كون وزارة المالية أعفت الأسفلت من الجمارك والرسوم، وهو ما وفر فائضا ضخما للمقاولين والشركات بشراء الطن بواقع (6) آلاف جنيه مقارنة بـ(12) ألفا في السابق، ويرى أن ذلك اتاح قدرا من التوسع في الطرق، ودعا البنوك المحلية للدخول في تمويل صناعة الطرق بضمان وزارة المالية، وهي مرحلة جديدة ربما تعطي أملا في أن يسير المواطن على طرق آمنة.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي
