السودان الان

في ظل السباق المحموم على الوصول لاتفاق في ما يتعلق بملف سد النهضة وإنهاء فواصل التشاكس والخلاف حول مياه النيل ترتفع المناسيب بمعدلات عالية في طريقها لتجاوز الفيضانات التأريخية.. للطبيعة رأي آخر.. غضبة الأزرق

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

الخرطوم – مهند عبادي
في الوقت الذي ينشغل فيه الناس بمتابعة مفاوضات سد النهضة وما يدور في كواليس الملف المعقد وتتواصل المساعي الدولية والإقليمية للوصول لاتفاق مرض لأطراف أزمة السد الإثيوبي. فاجأ المارد الأزرق الجميع بجريان كميات كبيرة من المياه في المجرى الذي يضيق بسبب الخلافات التي تدور حوله ويتسع بخفقان المياه وحجم أمتارها التي قاربت على تجاوز المعدلات التأريخية المسجلة في الفيضانات السابقة، الأزرق هذه الايام وكأنما يريد أن يذكر المتشاكسين حول الاستحواذ على خيراته بأن الطبيعة أكبر وأقوى منكم جميعا ويمكنها أن تتجاوز كل تقديراتكم وتوقعاتكم لدرجة يصبح فيها الماء الذي تختلفون حوله مصدر خطر عليكم، وهو ما يحتم على الحكومة السودانية الاهتمام بهذه النقطة وتحقيق الفائدة القصوى من حجم المياه المتدفقة.
حسنا.. طيلة الأيام الماضية ظلت الإدارات المختصة بوزارة الري السودانية تبعث بالتحذيرات من ارتفاع منسوب النيل الأزرق وتدعو المواطنين لأخذ الحيطة والحذر وفي الأثناء يواصل النيل الأزرق ارتفاع منسوبه يوما بعد آخر، وأعلنت الشركة السودانية للتوليد المائي والطاقات المتجددة في نشرة عممت بمحليات الولاية الشمالية أعلنت عن زيادة ملحوظة في مناسيب النيل وروافده في الأحباس العليا، مشيرة إلى أن الزيادة وصلت مدخل بحيرة سد مروي، وأشارت الشركة السودانية للتوليد المائي في نشرة ودعت لأخذ التدابير اللازمة خاصة وأن المناسيب في المنطقة من أدنى محور سد مروي الحدود الشمالية في زيادة مطردة في الفترة من يوليو حتى أكتوبر القادم .
فيما كشف مصدر مسؤول في سد مروي عن زيادة كبيرة في منسوب النيل وارتفاعه في جسم السد أدى إلى فتح عدة بوابات وذلك نتيجة هطول أمطار غزيرة بالهضبه الإثيوبية.
وعلى خلفية هذه النشرة وجهت محلية حلفا تعميما ومخاطبة لجميع الجهات المختصة والتي شملت إدارة الدفاع المدني والأجهزة الشرطية وأصحاب المشاريع الزراعية ومصائد الأسماك ومحطات مياه الشرب وكل المواطنين على امتداد شريط النيل البحيرة لاتخاذ كافة التدابير اللازمة حفاظا على الأرواح والممتلكات، فيما اتخذت محلية حلفا تدابير احترازية للفيضانات والمخاطر المصاحبة لفصل الخريف خاصة وأن المحلية تعرضت على امتدادها الجغرافي لموجات متكررة من الأمطار والسيول وتداعياتها. ودعا المدير التنفيذي لمحلية حلفا إسماعيل بلال عقب زيارته القرى الجنوبية التي تعرضت للسيول والأمطار بقرية سركمتو وعكاشة إلى حصر المنازل والمؤسسات الخدمية موجها السلطات الصحية للقيام بدورها في تعزيز الجانب الصحي ورش المبيدات وشفط تجمعات مياه الأمطار والسيول، مشيرا إلى أن والي الولاية في تواصل لتداعيات أحداث المحلية، مؤكدا لزيارتها المحلية خلال يومين عقب زيارة محلية الدبة التي تعرضت ذلسيول وأمطار.
بينما كشف المهندس مصطفى إبراهيم المختص برصد مناسيب بحيرة النوبة بميناء وادي حلفا بحسب سونا أن منسوب البحيرة سجل اليوم الأحد 177.66 متر بمعدل زيادة 3 سم عن أمس ومن خلال متابعة المناطق الجنوبية من المنتظر زيادة معدل البحيرة في الأيام القادمه.
فيما أعلنت الأستاذة رحاب حسن محمد مديرة محطة أبحاث الولاية أن زيادة منسوب النيل في دنقلا سجل 14.90 متر، مشيرة إلى أن أي زيادة قد تشكل تهديدا لعدد من أحياء المدينة على شريط النيل.
وسبق أن أعلنت الإدارة العامة لشئون مياه النيل والخزانات عن ارتفاع في مناسيب النيل الأزرق تبعا
لوجود سحب ماطرة ونزول أمطار في الهضبة الإثيوبية خلال اليومين الماضيين، واكدت في بيانها يوم السبت، أن ممنسوب محطة الخرطوم ظل مستقرا فوق منسوب الفيضان (16.50متر) بـ 4 سنتيمترات لمدة يومين على التوالي، بين سجلت محطة عطبرة 16.02 متر وهو أعلى من منسوب الفيضان (15.78م) ب 24 سم ومن منسوب 1988 ب 12 سم. وسجلت محطة الديم عند الحدود السودانية – الإثيوبية اليوم 599 مليون متر مكعب، أقل من تصرف الفيضان البالغ 609 مليون متر مكعب ب 10 ملايين متر مكعب فقط.
وشهد القطاع الدمازين – الخرطوم ارتفاعا، القطاع جبل الأولياء – الخرطوم استقرارا، القطاع الخرطوم – شندي استقرارا، القطاع شندي عطبرة سيشهد ارتفاعا، القطاع خشم القربة – عطبرة استقرارا، القطاع عطبرة – سد مروي يشهد ارتفاعا كبيرا، القطاع سد مروي – الدبة سيشهد ارتفاعا، والقطاع الدبة – دنقلا سيشهد ارتفاعا.
وناشدت الإدارة الجهات المختصة والمواطنين اتخاذ الحيطة والحذر حفاظا على ارواحهم وممتلكاتهم.

يمكنك قراءة الخبر ايضا من المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي