لفتت افتتاحية صحيفة ” وول ستريت جورنال” ذائعة الصيت في أميركا الإثنين الى ضرورة مساندة السودان ليغادر قائمة الدور الراعية للإرهاب، بالتزامن مع مباحثات ثنائية جرت في الخرطوم ناقشت استئناف الحوار بين البلدين.
وعلت الأصوات في الولايات المتحدة خلال الأسابيع الثلاث الأخيرة للضغط على الادارة والمشرعين لإنهاء استمرار وجود السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وقالت ” وول ستريت جورنال” المعروفة بموالاتها للجمهوريين، إن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب يسهم في كسر عزلته الدبلوماسية والاقتصادية، ويرفع أسهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ويسمح لهذا البلد بالحصول على إعفاءات من البنوك ومؤسسات النقد الدولية، كما يبقي الآمال حية في انتقال ديمقراطي حقيقي.
واشارت الافتتاحية الى أن كل من الحزب الجمهوري والديمقراطي يدعمان إزالة السودان من قائمة الإرهاب لكن البعض يعارض لأن تعويضات المواطنين الأميركيين أكثر من نظرائهم الأجانب.
وأضافت “زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، والسيناتور بوب مينينديز ضمن الممانعين لكن يمكن للبيت الأبيض التغلب على معارضتهما بيد أنه لا ينبري للمسألة حتى الآن”.
ووافقت الحكومة السودانية الجديدة على دفع حزمة تعويض للمتضررين من تفجيري السفارات الأميركية في نيروبي ودار السلام خلال العام 1998، لكن برزت خلافات حول تقديم تعويضات للأميركيين أعلى من تعويضات الأفارقة الذين يمثلون أغلب الضحايا.
وفي أحدث تطور لموضوع التعويضات أبلغت اسر ضحايا تفجيرات السفارتين من الجنسية الاميركية هذا الأسبوع المحكمة الفيدرالية انهم توصلوا لاتفاق مبدئي مع حكومة السودان حول التعويضات وأن تنفيذ الاتفاق بانتظار تشريع الكونغرس وطالبوها تأجيل الجلسة الخاصة بالقضية ومواعيد اخرى الى العام المقبل، وذلك فيما يبدو أملاً في كسب مزيد من الوقت لإنجاز التسوية مع الخرطوم.
ولفتت الصحيفة الى أن “الأخبار السارة في العالم ليست متاحة لكن السودان ربما كان من النقاط القليلة المضيئة هذه الأيام”.
ثم أضافت “لدى الولايات المتحدة فرصة لانتشال تلك البلاد وادماجها في المحيط الدولي”.
مباحثات ثنائية
وفي الخرطوم اجتمع وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين بالقائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة براين شوكان.
وأفاد بيان صادر عن الخارجية السودانية أن الطرفين اتفقا على ضرورة استئناف المرحلة الثالثة من الحوار السوداني – الأميركي في أقرب وقت، وتنسيقه وترتيبه عبر القنوات الدبلوماسية.
وقدَّم، قمر الدين، شرحا حول جهود الحكومة السودانية في إحلال السلام، وتحقيق الاستقرار في دارفور وكافة مناطق النزاع.
وأمَّن على كفالة الحريات وحق التعبير السلمي لكافة المواطنين، والعمل على تعزيز حكم القانون وهيبة الدولة.
وأبدى قمر الدين، تحفظه على التحذيرات الأمنية الأميركية الأخيرة لرعاياها بالسودان، وأشار إلى التحول الذي حدث في البلاد والمتمثل في الاستقرار واستباب الأمن فيها.
وحذرت الخارجية الأمريكية، الخميس الماضي، رعاياها من السفر إلى السودان “لوجود عناصر، وجيوب إرهابية تستهدف بالاغتيال والاختطاف الرعايا الغربيين”.
كما حمل التحذير الأمريكي “احتمال استخدام قوات الشرطة السودانية، وبقية الأجهزة الأمنية العنف في قمع المظاهرات السلمية التي تنتظم البلاد من فترة لأخرى”.
من جهته عبر شوكان عن موقف بلاده الداعم للحكومة الانتقالية، ودعم التحول في السودان، وأعرب عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون بين البلدين.