الخرطوم: محمد الخاتم
تمر البلاد بظرف بالغ التعقيد جراء موجة من السيول والأمطار التي اجتاحت البلاد مؤخرا وتسببت في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات وذلك في ظل ارتفاع غير مسبوق في معدلات الأمطار الأمر الذي أدى بدوره لزيادة غير مسبوقة بمعدلات الأنهار.
أعلن مجلس الأمن والدفاع حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر، واعتبار السودان منطقة كوارث طبيعية وتشكيل لجنة عليا لدرء ومعالجة آثار السيول والفيضانات لخريف 2020 برئاسة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وعضوية كل الوزارات والولايات والجهات ذات الاختصاص لتنسيق وتوظيف الموارد وتكامل الأدوار المحلية والاقليمية والعالمية وانعقد اجتماع مجلس الأمن والدفاع ليل “الجمعة” بالقصر الجمهوري واستعراض تقارير الخريف والفيضانات لهذا العام وقالت وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية لينا الشيخ فى تصريحات صحفية عقب الاجتماع إن المجلس أعلن حالة الطوارئ لثلاثة أشهر واعتبار البلاد منطقة كوارث طبيعية وذلك بعد استماعه للتقارير المتعلقة بفيضانات هذا العام ووقوفه على حجم الخسائر البشرية والأضرار المادية التي اسفرت عن تأثر 16 ولاية من ولايات السودان، ووفاة 99 مواطناً وإصابة 46 آخرين وتضرر أكثر من نصف مليون نسمة وانهيار كلي وجزئي لأكثر من 100 ألف منزل وأشارت إلى أن معدلات الفيضانات والأمطار لهذا العام تجاوزت الأرقام القياسية التي رصدت خلال العامين (1988 _ 1946) مع توقعات باستمرار مؤشرات الارتفاع
أعلن مجلس الوزراء السوداني تشكيل لجنة عليا برئاسة وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية وعضوية كل الوزارات والولايات والجهات ذات الاختصاص لتنسيق وتوظيف الموارد وتكامل الأدوار المحلية والإقليمية والعالمية لدرء آثار الخريف والفيضانات وكان المجلس أوصى في اجتماعه الجمعة مجلس الأمن والدفاع السوداني بإعلان حالة الطوارئ بالبلاد لدرء آثار السيول والفيضانات.
وأشار فيصل محمد صالح وزير الثقافة والإعلام الناطق باسم الحكومة، الى أن الاجتماع استمع الى تقارير من وزراء الداخلية، الري والموارد المائية، والمالية والتخطيط الإقتصادي المكلف، البنى التحتية والنقل المكلف، العمل والتنمية الاجتماعية؛ والصحه، ووالي الخرطوم وأبان أن التقارير التي قدمت تضمنت إحصائيات دقيقة من وزارة الري والوارد المائية حول منسوب النيل وجهود وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في توفير المأوى للأسر التي تضررت بالتنسيق مع مفوضية العون الإنساني والدفاع المدني وولاية الخرطوم.
وأشار وزير الإعلام الى أن حجم الضرر في ولاية الخرطوم كبير نسبة للكثافة السكانية ولوجود بعض الأحياء التي تضررت علي النيل. واضاف ”فيضان النيل يعتبر غير مسبوق هذا العام ووزارة الري تتوقع انحسار منسوب النيل خلال الأيام الأربعة القادمة”.
و أشاد المجلس بكل الجهود الرسمية والمجتمعية التي بذلت للتخفيف من آثار الخريف مع الدعوة للمزيد من التكاتف والتكافل والترابط بين مكونات الشعب.
وشهدت عدة مناطق في ولايات السودان المختلفة اوضاعا مأساوية الأيام الفائتة نتيجة لارتفاع معدلات الأمطار ووصلت إلى الخرطوم الجمعة، شحنة من الدعم الإنساني لمتضرري السيول والفيضانات، مُقدمة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.
وتشتمل الشحنة على نحو 100 طن من مواد الإيواء والخيام والأغطية، فيما تكفلت دولة الإمارات العربية المتحدة بشحنها جوا إلى السودان، بعد أن أعدتها المفوضية السامية التابعة للأمم المتحدة. وعبر إكسيل بيشوب ممثل المفوضية السامية في السودان عن امتنان المفوضية لدولة الإمارات، لافتا إلى أن الشحنة سيجري توزيعها على المتأثرين بالسيول والفيضانات بشتى أنحاء السودن، بدءا بالمناطق الأكثر تضررا.
ومن جهته أعرب معتمد شئون اللاجئين بالسودان محمد يس التهامي، عن شكره لجهود المفوضية السامية للاجئين في دعم المتأثرين بالفيضانات، ولدولة الامارات التي ساعدت في إيصال هذه المساعدات للسودان.
وحسب آخر تقرير للمجلس القومي للدفاع المدني بالسودان، ارتفع عدد ضحايا السيول والفيضانات في مختلف الولايات، منذ بداية فصل الخريف لعام 2020، إلى 94 وفاة، و 46 مصابا، فيما انهار 20 ألفا و 975 منزلا بشكل كلي، و 37 ألفا و 516 منزلا بشكل جزئي.
وحتى ظهر الامس يحاصر النيل الأبيض أكثر من 500 منزل في منطقة الشقيلاب مع سقوط عشرات المنازل وأيلولة إعداد كبيرة للانهيار وأخلت عشرات الأسر منازلها وتسكن الآن في المدارس وبعض المساجد، كما تمت استضافة للعديد من هذه الأسر في المناطق التي تبعد قليلا عن مناطق الخطر.
وقال مواطنون من المنطقة إن النيل اجتاح اكثر من خمسة كيلومترات خارج مجراه وغمر كل المزارع والمساكن، مضيفين أن ساكني هذه المنازل فقدوا كل ممتلكاتهم دون خسائر في الأرواح.
واشتكى المواطنون من غياب الدعم الحكومي وقلة الآليات وجوالات الخيش التي يتم بها دعم التروس، وتخوفوا من الوضع الصحي المتردي نتيجة للتدهور البيئي وبدء توالد وانتشار نواقل الأمراض إضافة لانتشار الثعابين والحشرات الضارة. تجدر الإشارة الى ان كل مناطق الشقيلاب المتاخمة للنيل الأبيض اجتاحتها الفيضانات بصورة غير مسبوقة.
وتشهد مناطق عديدة بالسودان فيضانات عارمة، بعد الارتفاع المتواصل لمناسيب النيل، فيما تعجز الحكومة عن توفير معينات الايواء والغذاء.
واطلقت عدة مناطق نداءات استغاثة لنجدة الأهالي وتقديم العون والإيواء بعد أن فقد الأهالي ممتلكاتهم بسبب الفيضانات.
وأعلنت لجنة الفيضانات بوزارة الري والموارد المائية في بيانها (الجمعة) أن محطة الخرطوم سجلت أعلى منسوب (17.58 متر) والتي تفوق أعلى قمة مسجلة (17.26 متر) بـ 32 سم، وسوف تستقر على المناسيب العليا الحالية ،بينما سجلت محطة شندي (18.25 متر) والتي تفوق أعلى قمة مسجلة ( 18.07) ب ١٨ سم
وذكرت اللجنة أن الأمطار التي هطلت في أعلى حوض النيل الازرق في أيام 1-3 سبتمبر ستؤدي الى انخفاض في وارد محطة الديم عند الحدود السودانية – الإثيوبية ليوم (السبت) ليكون الوارد في حدود 840 مليون متر مكعب.
بينما تؤدي الأمطار التي هطلت في حوض العطبراوي في يومي 2 و3 سبتمبر إلى استقرار في إيراد أعالي نهر عطبرة في اليومين القادمين.
وحذرت اللجنة من وجود سحب حقيقية ماطرة (غزيرة) داخل السودان (أحواض الأنهار أعلاه) قد تؤدى لسيول وجريان الخيران. وتوقعت اللجنة ان تكون المناسيب يوم أمس السبت على النحو التالي:
القطاع : الدمازين – سنارسيشهد استقرارأً.
القطاع : سنار – الخرطوم سيشهد ارتفاعاً (في حدود 6 سم).
القطاع : الخرطوم – عطبرة سيشهد ارتفاعاً (في حدود 3 سم).
القطاع : خشم القربة – عطبرة سيشهد استقرارأً.
القطاع : عطبرة – سد مروي سيشهد ارتفاعاً (في حدود 8 سم).
القطاع : سد مروي – الدبة سيشهد سيشهد استقرارأً.
القطاع :الدبة – دنقلا سيشهد استقرارأً.
وبحسب لجنة الفيضانات فان محطة ود مدني سجلت أمس 20.65 مترا ومن المتوقع ان تسجل غدا 20.66 مترا، بينما سجلت محطة الكاملين اليوم 19.16 مترا
بزيادة 2 سم عن اعلى رقم مسجل، ومن المتوقع تسجل غدا 19.20 مترا
وسجلت الخرطوم أمس 17.58 مترا ويتوقع ان تسجل غدا 17.61 وترتفع يوم الاحد الى ض7.65 مترا
وسجلت محطة شندي 18.25 مترا ويتوقع ان تستقر غدا وبعد غد على 18.27 مترا، بينما سجلت محطة عطبرة أمس 16.44 مترا ويتوقع ان تسجل غدا 16.40 مترا، وسجلت دنقلا 15.21 مترا وتستقر غدا وبعد غد على 15.22 مترا
ودعت اللجنة الجهات المختصة والمواطنين لاتخاذ الحيطة والحذر فيما تنشط مبادرات أهلية في مواجهة خطر الفيضان مثل مبادرة نفير وهو النشاط الذي يطرح سؤالا: هل بإمكان الأهالي وحدهم الوقوف كتروس في مواجهة خطر الموت؟ وهو سؤال يمضي أكثر ويطرح سؤاله حول ما يمكن ان تفعله الحكومة التي أعلنت الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر؟ .
يمكنك قراءة الخبر ايضا من المصدر من هنا