الخرطوم: رحاب عبدالله ـ رجاء كامل
بدأت امس بفندق السلام روتانا فعاليات منتدى «رفع العقوبات الاقتصادية.. انعكاساتها الايجابية على اقتصاداتنا ومصارفنا العربية وفرص الاستثمار في السودان» الذي ينظمه اتحاد المصارف السوداني بالتعاون مع اتحاد المصارف العربية تحت رعاية بنك السودان المركزي ويختتم المنتدى اعماله اليوم ويرفع توصياته النهائية التي اعلن عن تنفيذها مباشرة ووعدت الحكومة السودانية ايلاءها الاهتمام اللازم.
جاهزية الاندماج عالميا
واعلن بنك السودان المركزي جاهزيته للعودة والاندماج والتعامل مع المصارف العربية والاجنبية وقال المحافظ حازم عبدالقادر ان القطاع المصرفي استطاع تحقيق نمو وتحسن ملحوظ وساهم في التنمية الاقتصادية رغم التحديات مؤكدا لدى مخاطبته امس بفندق السلام روتانا «ان الاقتصاد السوداني يستشرف مستقبلا جديدا بعد رفع الحظر والسماح للتعامل بالدولار» واكد ان رفع الحظر يعني عودة الاندماج المصرفي وسهولة انسياب التحويلات المصرفية وزيادة فرص الاستثمار وزيادة التعاملات التجارية.
صيرفة الظل
من ناحيته كشف وزير المالية والتخطيط بدر الدين محمود ان خسائر البلاد جراء الحظر الاقتصادي على البلاد بلغت «45» مليار دولار مؤكدا تأثيره ـ الحظر ـ على الاقتصاد ومستوى معيشة المواطن بيد انه اشار الى تأثيره على القطاع المصرفي بصورة اكبر بسبب صعوبة التعامل المصرفي المباشر واضطرارهم للتعامل غير المباشر عبر الوسطاء ما عده ادى لارتفاع صيرفة الظل وارتفاع التكلفة واشار الى فقدان المصارف جزءا من ارباحها وتوقف تعامل المصارف الخارجية خوفا من فرض الغرامات عليها بالاضافة الى تراجع تحويلات المغتربين بالاضافة للتأثير لعدم اعفاء الديون الخارجية وعدم الحصول على قروض فضلا عن عدم القدرة على السداد واشار الى ان الامر يقتضي تضافر الجهود للاندماج واستئناف التعامل.
توافد مستثمرين في القطاع المالي
وقال رئيس اتحاد المصارف السودانية مساعد محمد احمد ان العقوبات الامريكية اضرت بالسودان ضررا بليغا وحرمته من استحقاقات كما انها اضرت بالشركاء التجاريين في القطاع الخاص بما فيهم الامريكان ونأت بالمؤسسات المالية للتعامل مع الاقتصاد السوداني تجنبا للمخاطر، مما انعكس سلبا على المصارف السودانية في تسيير المعاملات الخارجية والتعاملات المصرفية في تسير احتياجات المواطنين اليومية بالاضافة للاستثمار والمؤسسات المالية، ولفت الى ان هناك اقبالا كبيرا من المؤسسات المالية والمستثمرين منذ رفع العقوبات ، واشار الى ان المنتدى يهدف الى بناء الثقة بين المصارف واعادة التعامل مع المصارف الاجنبية في ظل انقشاع سحابة العقوبات .
المصارف السودانية تتبوأ المرتبة الاولى عربياً
في وقت كشف فيه اتحاد المصارف العربية عن تحقيق المصارف السودانية نسبة نمو عالية للعام 2016 رغم الحظر الذي كان مفروضا عليها وقال الامين العام للاتحاد اسامة فتوح ان دراسة حديثة اثبتت ان القطاع المصرفي السوداني كان الاكثر نموا بين المصارف العربية وسبق البنوك القطرية والاماراتية وسجل نسبة 15 %. واعتبر ذلك انجازا لجهة الحظر الاقتصادي الذي اثر بصورة اكبر على القطاع المصرفي السوداني واكد قناعتهم بان العقوبات التي فرضت على المصارف السودانية ليس لانها لا تطبق القوانين والمعايير من غسل اموال وتمويل ارهاب بل هي عقوبات سياسية دفعت ثمنها المصارف ،واشار ان المنتدى انطلاقة وبداية عمل لمرحلة ما بعد رفع العقوبات ورسم خارطة طريق لمشاريع كثيرة بالتعاون مع المصارف والمؤسسات الدولية بينها تعزيز مناخ الاستثمار في القطاعات الاقتصادية المنتجة ،البيئة ، البنى التحتية ، وتأهيل القطاع المصرفي ، وتفعيل التعاون مع سائر القطاعات المصرفية والعربية .
استهداف ثروات الوطن العربي
واكد ان التطورات التي حدثت في المنطقة العربية من حروب ونزاعات وانقسامات ستولد الوحدة بعد الاختلاف والتعاطف بعد الانقسام والقوة بعد الضعف وعزا ذلك لادراك العرب استهداف العالم لثرواتنا عن طريق النهب والحصار وفرض القوانين الجائرة، واعلن استعدادهم للوقوف الى جانب السودان وتعهد برسم خارطة طريق لمشاريع كبيرة وقطع بمساندة السودان والمساهمة في رفعته عقب رفع العقوبات للنهوض به الى مصاف الدول وايلاء توجهات وتطلعات قيادته الحكيمة الاهتمام والجهد للمساهمة من موقعه في تحقيقها لنقله لمصاف الدول العربية مؤكدا ان السودان يزخر بموارد وكفاءات ضخمة . ودعا الامين العام لاتحاد المصارف العربية وسام حسن فتوح الى دعم شركة التصنيف العربية، ونوه الى صبر السودان على العقوبات الامريكية التي وصفها بالظالمة لاصابتها للاقتصاد ونموه وعزله عن العالم، وقال بفضل حكمة قيادته بدأ الفرج وعادت الحياة تضخ.
تعويض الدمار
وقطع رئيس مجلس ادارة اتحاد المصارف العربية محمد جراح الصباح بدأبهم لدعم القطاع المصرفي السوداني لمواجهة التحديات والعقوبات المفروضة عليه، ولفت الى قيادتهم لجولات تباحث مع صندوق النقد الدولي والخزانة الامريكية بشأن السودان ، وقال ان الهدف من المنتدى تعويض ما حدث من دمار ووضع الخطط للنهوض الاقتصادي، وقال ان الحكومة السودانية حققت اصلاحات اقتصادية ومالية لتعزيز مناخ الاستثمار ليكون جاذبا، واكد الصباح دعم لاقتصاد السوداني خاصة ان رفع العقوبات سمح بالتبادل التجاري وفك الارصدة المجمدة ما يمثل حافزا للاستثمار الاجنبي المباشر في قطاعات «الزراعة والنفط وغيرها». ونوه لاهمية تعزيز الاداء المصرفي في الالتزام بجهود تبييض الاموال واستعادة الثقة ومعالجة مشكلات الاقتصاد بشكل جاذب.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من موقع جريدة الصحافة