السودان الان

ابعاد ودلالات تصريحات الرئيس الامريكى دونالد ترامب بشان سد النهضة باعتبار ان قضايا المياه احد اسباب الحروب والتوترات الحالية اوالقادمة.. حرب المياه

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

الخرطوم – عصام الدين محمد صالح
بعد نهاية الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتى برزت الولايات المتحدة الامريكية كقوة مهيمنة الى حد كبير على السياسة الدولية وموثرة على مجريات الاحداث ومسار العلاقات الدولية ومايترتب على ذلك على تاثير ( اوتدخل ) فى الدول كما شهدت حقبة التسعينيات من القرن السابق تبلور ملامح اهتمام دولى بافريقيا تحولت معه القارة الى ساحة صراع تجلى فى السياسات الامريكية والصينية والفرنسية وتعد الولايات المتحدة الامريكية اهم لاعب على الاطلاق على الساحة الافريقية بعد تقييد القوة الصاعدة فى العالم كالدولة الصينية والفرنسية فامريكا تعتبر الوريث الشرعى للاحادية القطبية التى اجتاحت العالم بعد تلاشى قوة الاتحاد السوفيتى والذى كان يمثل التوازن على مستوى علاقات الدول والحامى لها.
تشير بعض الاوراق والوثائق المنشورة عن وزارة الخارجية الامريكية الى ان امريكيا تعتبر موضوع المياه والبئية من المواضيع التى تهدد الاستقرار والتنمية فى المنطقتين العربية والافريقية وان قضايا المياه احد اسباب الحروب والتوترات الحالية اوالقادمة على مستوى شرعية نظم الحكم اوعلى مستوى العلاقات المتبادلة بين دول الجوار الامر الذى انشا علاقة وثيقة بين المياه والصراع فى التفكير الامريكى كما ان هناك سعيا امريكيا حثيثا لتاسيس مناطق نفوذ فى دول منابع النيل ووسط افريقيا سواء فى اطار السيطرة على وسط القارة اوالامساك باوراق ضفط رئيسية فى مشكلات المياه المتوقع تفجيرها فى المنطقة.
موخرا تناولت وسائل الاعلام المختلفة تحذيرات الرئيس الامريكى دونالد ترامب فى الموتمر الصحفى والخاص برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب وبدء خطوات تطبيع الدولة السودانية مع اسرائيل وتلميحه الى الدولة الاثيوبية بعدم رضائه للموقف الاثيوبى تجاه المباحثات والمفاوضات بشان سد النهضة وذلك باشارته الى تفهمه للغضب المصرى من المواقف الاثيوبية وحديثه بان الدولة المصرية سينتهى بها الامر لتفجير سد النهضة باعتباره تهديدا وجوديا لها وهو الامر الذى اثار اهتمام الدولة المصرية بهذه التصريحات واعتبرته تقوية لموقفها فى المفاوضات والمباحثات التى انعقدت سابقا بينما اعتبر البعض هذه التصريحات من اجل الكسب الانتخابى للرئيس الامريكى الحالى دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهورى فى مواجهة مرشح الحزب الديمقراطى جو بايدن باعتبار ان هذه التصريحات لم تخرج الا موخرا بقرب التصويت للانتخابات مطلع الشهر القادم عليه فان تصريحات الرئيس الامريكى حول سد النهضة يمكن قراتها على النحو التالى يؤكد غضب الرئيس الامريكى من الاعتزار الرسمى الذى قدمته الدولة الاثيوبية للمضى قدما فى المفاوضات والمباحثات التى كانت قد دعت اليها الولايات المتحدة الامريكية برعاية وزارة الخزانة الامريكية والبنك الدولى منتصف هذا العام بعد ان تم التوافق على مايقارب (95) من الخلافات بين الدول الثلاث فى المسائل الفنية والقانونية . وارسال رسالة شديدة اللهجة للدولة الاثيوبية بضرورة العودة الى المفاوضات والمباحثات مع دولتى السودان ومصر لحل الخلافات بينهما فى المسائل الفنية والقانونية . الى جانب اظهار قوة وهيمنة الولايات المتحدة الامريكية على السياسة الدولية وقدرتها على حل جميع النزاعات والصراعات باعتبارها قوة عظمى وارسال رسائل الى بور ومناطق الصراعات والنزاعات فى العالم بقدرة الولايات المتحدة الامريكية على التدخل والوصول الى حلول .
و السعى لكسب ود الناخب الامريكى فى الانتخابات التى تجرى مطلع الشهر القادم واظهار الحزب الجمهورى بقيادة دونالد ترامب كحزب يدعو الى الى السلام والاستقرار فى العالم وذلك بالوصول الى اتفاقيات وتعهدات وحفظ الامن فى مناطق النزاعات و الصراعات الدولية .
و دعوة الاتحاد الاوربى والاتحاد الافريقى للسعى بمواصلة المساعى واستئناف الوساطة بين الدول الثلاث لحلحلة القضايا الشائكة فى المفاوضات والمباحثات وصولا الى حلول ترضى الاطراف الثلاث .

يمكنك قراءة الخبر ايضا من المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي