السودان الان

يقول خالد شاويش رئيس الجبهة الشعبية المتحدة أن مسار الشرق أصبح جزءا من الوثيقة الدستورية داعيا أهل الإقليم للتوجه نحو المؤتمر التشاوري وقطع الطريق أمام الساعين لإحداث الفتنة في شرق البلاد .. المسار غلب

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

الخرطوم – مهند عبادي
قال عضو المكتب الرئاسي بالجبهة الثورية رئيس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة خالد إدريس شاويش إن مسار شرق السودان بات جزءا من الوثيقة الدستورية وبرعاية المجتمع الدولي ودعا خالد لدى مخاطبته احتفال الفعاليات والمكونات السياسية والأجتماعية بولايات شرق السودان بقادة المسار بمعرض الخرطوم الدولي مساء أمس، أهل الشرق للتوجه للمؤتمر التشاوري المزمع عقده في الأيام المقبلة، وطالب شاويش بعدم الالتفات لما وصفه بالشلة الفاشلة التي تسعى لزرع الفتنة عبر رفض المسار، وفي السياق قال رئيس مؤتمر البجا المعارض أسامة سعيد: إنهم انتزعوا جزءا من المشهد الذي بات يتشكل بعد أن كان الشرق خارج اللعبة ووصف من يعارضون مسار الشرق بأنهم ليسوا أعداء لهم بل إخوة، وجدد دعوته للرافضين للمسار للحوار، وقال سعيد خلال مخاطبته احتفال الفعاليات والمكونات السياسية والاجتماعية بولايات شرق السودان بقادة المسار بمعرض الخرطوم الدولي: إنهم زاهدون عن أي منصب يمكن أن يكون ثمنه قطرة دم واحدة من دماء أبناء الشرق، مشيرا إلى أن الفرصة أمامهم لانتزاع فوائد كبيرة في المؤتمر الدستوري، وقطع بأنهم لن يعملوا عملا دون أن يجد موافقة الحضور.
وسبق أن أكد خالد شاويش بأن الاتفاق جهد بشري ومن الطبيعي أن لايتفق جميع الناس حول أمر ما لكنني أقول لمن يرفضون الاتفاق عليكم بالاطلاع عليه والنظر للمكاسب الكبيرة التي حققها بعيدا عن الأشخاص الموقعين عليه وهنا أنا اسأل هل ماتم التوقيع عليه يلبي حاجة إنسان شرق السودان في كافة المجالات لافتا إلى أن الاتفاق إذا ماتم تنفيذه سيحدث نقلة كبيرة جدا على مستوي التنمية والخدمات في شرق السودان وسيسهم بلا شك في إحداث الاستقرار الذي ننشده، ويعاني الإقليم من إشكاليات عديدة في بنيته السياسية والقبلية، ويغلب الانقسام على جميع المكونات الفاعلة داخله، بدءا من انقسام فصائل مؤتمر البجا المعارض ومرورا بالنزاع على قيادة الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة، بين رئيسها الأمين داؤود من جهة، ونائبه خالد محمد إدريس الذي وقّع على اتفاق السلام بمسار الشرق من جهة أخرى، إلى جانب انقسام أحزاب التواصل التي لديها نفوذ مشهود داخل الإقليم.
ويخشى مراقبون استمرار حالة الفوضى والاشتباكات المتقطعة التي تندلع بين قبائل شرق السودان عقب دخول البلاد مرحلة تنفيذ اتفاق السلام، في ظل التناحر بين مكونات قبلية على السلطة وعدم الاعتراف بما حققه مسار الشرق من مكاسب للإقليم، بما قد يؤدي إلى التهديد بانفصال جزء آخر من السودان، يشكل أهمية اقتصادية واستراتيجية باعتباره المنطقة الوحيدة المطلة على سواحل البحر الأحمر.
وأمس الاثنين أكد رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة محمد محمد الأمين ترك لدى مخاطبته بالملعب الأولمبي بكسلا حشدا جماهيريا مجددا رفضه لمسار الشرق وقال إننا سبق وجاهرنا برفضنا منذ بداية مفاوضات جوبا وأشار إلى استعداد المجلس ومكونات الولاية مقاومة هذا الاستعمار الجديد والدفاع عن الأرض وحقوق أهل الشرق مهما كلفنا ذلك وقال نحن يد واحدة ونحترم حكومتنا ونعترف بها مشيرا إلى أن هذا الحشد يأتي لإرسال رسالة واضحة للمحتفلين اليوم بالسلام بالخرطوم أن أهل الشرق يرفضون مسار الشرق بجوبا وقال ترك “ما يشاع بأن مايحدث في الشرق بالفتنة القبلية هذا(هوى الموهومين) ونقول لن نخشى لومة لائم في الحق للحفاظ على حقوق أهل الشرق” وطالب ترك بترسيم الأرض وفقا للخرط والمستندات فضلا عن مراجعة الهوية ونادى ترك بضرورة تطبيق القانون وفرض هيبة الدولة. وتتهم قوى ثورية سودانية مجلس نظارات البجا الذي يرأسه محمد الأمين ترك، بتنفيذ أجندات نظام البشير المنهار في أقاليم الهامش، وتستهدف بالأساس تقويض اتفاق السلام وإفراغه من مضمونه بما يخلق حالة من الإحباط لدى المواطنين في تلك المناطق، وقال ترك نحن نحترم قوانين بلدنا وسيادتها ومنظومتها الأمنية و العسكرية واصفا رفض بعض الكيانات للقانون بالتمرد على الدولة ودعا الدولة أن تتخذ موقفا قانونيا ضد مروجي خطاب الكراهية وناشد ترك قوى الحرية والتغير الأصيلة بحماية الثورة ومعالجة قضايا الولاية وأكد رضا المجلس بأداء الجهاز التنفيذي للولاية، ومن جانبه أكد شيخ شيوخ خلاوي همشكوريب أحمد علي بيتاي تأييدهم الكامل لكل الخطوات التي يقوم بها المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة والكيانات المختلفة بقيادة الناظر ترك معلنا وقوفهم في خندق واحد مع المجلس الأعلى، وقال بحسب وصية الشيخ بيتاي نحن أهل دعوة وليس دعاة سياسة أو قبيلة مجددا رفضهم لمسار الشرق.
ويرى مراقبون أن جوهر الصراع في الشرق يقوم بين قوى تابعة للثورة وأخرى محسوبة على النظام البائد، ومع الغوص في تفاصيل تلك الصراعات تظهر بأنها خلافات قبلية بين مكونات متناحرة، ما يرجح أن تصبح المنطقة حلبة للصراع الجديد في السودان، بما تشكله من طبيعة رخوة يجد فيها فلول النظام السابق فرصة مناسبة لمناكفة الحكومة بفعل الصلات القديمة بينها وبين القبائل الفاعلة بالمنطقة، ويحذر مراقبون من أن استمرار الحكومة في فرض رؤيتها على أبناء شرق السودان يُعجل بخطوات الانفصال، حال ممارستها المزيد من الضغوط على أبناء الإقليم للقبول بمسار الشرق في مباحثات السلام، وما لم تكن هناك رؤية للتنوع القبلي والسياسي فحق تقرير المصير سيكون واقعا على الأرض، ويرى البعض من أبناء الإقليم أن هناك فرصة لاحتواء الخلافات الحالية، لأن الكثير من المجموعات التي تورطت في أحداث عنف لا تملك تأثيرا قويا، والروابط الاجتماعية والعادات والتقاليد في تلك المنطقة تسمح بأن يكون هناك تعايش سلمي بين المكونات، غير أن ذلك قد يزيد من فرص التوافق حول استخدام حق تقرير المصير.

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي