السودان الان

لتعزيز حضورها فى القارة الافريقية ومن اجل العودة كلاعب هام فى الإقليم تسعى روسيا الى لوضع قدم لها على سواحل بورتسودان، ولكن عليها تفادى صدام المصالح المباشر مع دول الخليج العربى.. القاعدة الروسية

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

بقلم: نيكولا ميكوفيتش
ترجمة محمود ادنعو
منذ وصول الرئيس فلاديمير بوتن الى السلطة فى روسيا العام 1999 والبلاد تفقد تدريجيا نفوذها فى دول المجاورة مثل أوكرانيا وجورجيا والبلدان البعيدة مثل كوبا ، واليوم لا تزال تحاول اعادة بناء نفوذها على المستوى الدولى من خلال التواجد فى السودان وتضع بذلك نفسها مرة اخرى وبصورة أكثر جدية فى القضايا الاساسية مثل الطاقة فى شمال شرق افريقيا والشرق الاوسط
اذن موسكو تسعى لبناء قاعدة بحرية فى السودان – لم يحدد موعد الانتهاء من العمل- وهو ما يسمح بعبور اربعة سفن فى الوقت عينه بما فى ذلك البوارج التى تعمل بالطاقة النووية والاتفاق مع السودان يشمل كذلك استغلال روسيا للمجال الجوى السودانى
هذا المرفق سيتم تشغيله بواسطة 300 شخص من العسكريين والمدنيين الذين سيرابطون بالقرب من المركز التجارى السودانى الهام الا وهو ميناء بورتسودان، الذى يتواجد عند الضفة الجنوبية للبحر الاحمر، ويتوقع ان تسهم القاعدة الروسية فى السودان فى زيادة نفوذ موسكو فى البحر الاحمر والقرن الافريقي، مدى توظيف الإمكانيات للقاعدة واسع جدا ، من دعم العمليات البحرية ضد القراصنة عند شواطئ الصومال الى توفير وصول الى المحيط الهندى ودعم السفن الروسية فى البحر الأسود والباسفيك وعندما يكتمل بناء القاعدة فان الشحنات العسكرية الى السودان والبلدان الأفريقية سيتم نقلها غالبا عبر البحر وليس الجو
خلال العقدين الماضيين كان السودان هو ثاني أكثر دولة افريقية تشترى السلاح الروسى وفى العام 2018 وصلت التجارة بين روسيا والسودان الى 510مليون دولار ورغم كل ذلك ليس من الواضح ما اذا كان الكرملين يرغب فى تواجد قوى بالسودان فالحسابات وراء ذلك مقعدة جدا ، روسيا تنخرط فى الحرب الاوكرانية فى دونباس والحرب الاهلية فى سوريا من خلال دعم الرئيس بشار الاسد، وعلى عكس سوريا فان روسيا لا تتدخل رسميا فى حرب دونباس ولكن فى حالة التصعيد فان الكرملين يسعى لتوفير مساعدات مباشرة للقوات الموالية لروسيا فى الإقليم وفى هذه الحالة فان الغرب سيفرض عقوبات ضد روسيا الفيدرالية ما يعني ان موسكو ستواجه اوقات عصيبة لدعم قواتها فى سوريا وبالتالى فان التواجد بالسودان قد يساهم فى تسهيل تلك المهمة
ثانيا فان القاعدة ستفتح القدرات الروسية الى لتوسيع نفوذها العسكري والسياسي فى شرق ووسط افريقيا ، وعلى غير الاتحاد السوفيتى سابقا فان النفوذ الروسي فى العالم بات محدودا
عرض الكرملين مؤخرا على عدد من البلدان الافريقية (حزم أمنية) تتضمن برامج تدريب للقوات المحلية وصفقات دفاعية بالإضافة الى مشروعات مشتركة اقتصادية ومشاريع لاستكشاف الطاقة ومنذ العام 2016 تفاوضت موسكو مع عدد من الدول مثل اريتريا والسودان ومصر وليبيا وموزمبيق من اجل حرية وصول سفنها الى موانىء هذه الدول
القاعدة البحرية فى السودان والوصف الرسمى له انه مرفق دعم عسكرى وفنى لتعزيز الوجود الروسي في الإقليم وجعل موسكو لاعب رئيس مرة اخرى فى الاقليم ، وهناك اعتقاد كذلك بان القاعدة الروسية من شأنها مساعدة موسكو لتأسيس بعض معايير التحكم فى إمدادات النفط التى تعبر الى اقليم شمال شرق افريقيا ومن وجهة نظر روسيا فان هذا امر هام ولكنه فى الوقت نفسه يواجه تحديات فعظم حقول وآبار النفط فى جنوب السودان ولكن تصدير النفط يعتمد على السودان وبالتالى فان روسيا تسعى للتحكم فى تدفقات النفط عبر الاقليم وهذا يتطلب حصولها على مرافق لتصدير النفط فى ميناء بورتسودان
من جهة اخرى فان الحكومة الانتقالية فى السودان اتخذت خطوات لتسليم عمليات تشغيل الميناء الرئيس فى البلاد فى ابريل المقبل الى شركة اماراتية ، الاتفاق لم يكتمل ولكن علينا ان نتذكر انه بعيد الاطاحة بعمر البشير فى 2019 اعلنت الامارات والسعودية عن حزمة مساعدات للسودان بلغت 3 مليار دولار لتعزيز الاستقرار فى السودان وبالتالى على روسيا ان تبحث عن سبيل لتفادي الصدام المباشر مع مصالح دول الخليج فى السودان
تملك روسيا حاليا 6 قواعد اجنبية عسكرية خمس منها فى جوار الاتحاد السوفيتى سابقا وواحدة فى سوريا والنقطة البحرية اللوجستية فى السودان تعتبر اصغر من القاعدة البحرية فى طرطوس السورية ولكنها تكتسب اهمية كبرى كونها من الناحية المادية أول خطوة لعودة موسكو الى افريقيا ، كما ان الكريملين يتطلع لتأمين حضور دائم فى المحيط الهندي الذي فقده قبل سنوات السوفيت
القاعدة الروسية البحرية فى السودان خطوة فى اتجاه تعزيز الاستراتيجية الروسية الجديدة القائمة على الطموحات فى الاقليم التى تتعلق أساسا بالطاقة ومصادرها ومسارات تدفقها حول العالم
رابط المقال /

Why Russia wants a naval base in Sudan

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي