الاستقلال وتحرير الفشقتين
✍🏽صلاح جلال
لم تعتدِ القوات المسلحة السودانية على الأشقاء في الجارة أثيوبيا، في ظروف أمنية معلومة نتيجة للنزاع الأثيوبي اقتضت للحفاظ على أمن البلاد القومي زيادة تواجد قواتنا المسلحة على الحدود الشرقية، وهذا تصرف طبيعي ومسؤول تقوم به أي حكومة رشيدة، تحركت القوات لتأمين نقاط الحدود الدولية للبلاد، تصدت لها قوات ومليشيا أثيوبية في كمين داخل الأراضي السودانية، ماذا ستفعل أي قوات في هذه الحالة؟؟؟ غير القضاء على الخطر وإسكات مصدر النيران، مهما كانت ومن أين جاءت، وهذا مافعلته قواتكم المسلحة بشرف لا مشكورة ولا مأجورة.
قدمت قواتنا المسلحة الأرواح والدم في المقابل نيابة عن سيادة التراب الوطني وتستقلال شعب السودان، نحن نعرف التعقيدات في هذه المنطقة وهي سودانية ١٠٠% ، نعلم أن مليشيا من قومية الأمهرا تسندها قوات أثيوبية وحكومة الإقليم لهم أطماع غير مشروعة في هذه الأرض السودانية، ونسبة لهوان الحكم في العهد المباد وعزلته عن نبض الشعب، نكس رأسه وصعر خده وأغمض عينيه من أجل البقاء في الحكم عن حماية التراب الوطني والدفاع عن السيادة، مما عزز مطامع حكومة إقليم أمهرا في أراضينا، هذا التفصيل مهم للذين يستنكرون على قواتنا المسلحة تحرير الفشقة، بمنطق حبهم لأثيوبيا، كلنا نحب أثيوبيا ونقدر شعبها الشقيق، ولكننا نحب السودان أكثر، ولا نستحي أن نعلن للجيران كلهم وللعالم أجمع أن مصلحة السودان في مقدمة أولوياتنا عن أي مصلحة أخرى في المحيطين الإقليمي والدولي.
استنكار قِلة من السودانيين لاندلاع هذا الصراع بمنطق الخوف من حروب الوكالة، أو القول إن الأولوية لتحرير حلايب وشلاتين، نقول لهم الواقع الإقليمي رقعة شطرنج أي تحرك عليه فيه خاسرون ورابحون وهذا جزء من القيم Game عندما يدافع شعب عن أرضه وعِرضه لايهمه من يكسب أو يخسر من تصرفاته وواجبه المقدس، نحن دعمنا القوات المسلحة لتحرير الفشقة، وسندعمها ونقف أمامها عندما تقرر تحرير حلايب وشلاتين، هل ستقفون معنا في ذلك الوقت؟؟؟ أم ستجدون سببا آخر للهروب من الواجب الوطني.
عند(تراب الحدود) لا تنقسم الوطنية على اثنين وهي دائماً واحد صحيح مهما كانت كلفته وتحدياته، هذا ما تعلمناه من شموخ الوطنية السودانية وعزتها، في لحظات الحسم إما في معسكر الوطن أو في معسكر الخونة، لقد تصدينا بالعزم العسكري للاحتلال الداخلي للنظام المخلوع وعلى أتم الاستعداد أن نتصدى بذات السلاح لكل من تحدثه نفسه طمعاً في أراضينا.
لقد تحررت الفشقتين الصغرى والكبرى بحمدلله، وبقوة ثورة ديسمبر وعزم قوات الشعب المسلحة سيتحرر كل التراب الوطني، لنغني مع الراحل الشريف زين العابدين (جاهزين نهشق فيك ونملاك دم لمن ترضى ودور مناك ينتم)، الجيش شغله يحمي تراب الوطن وحدوده، وليس الحكم الآن نحن شركاء معه في مرحلة انتقالية استثنائية، تنتهي بالانتخابات الحرة وتحكم إرادة الشعب، ويذهب جيشنا الوطني بعد الإصلاحات الضرورية سيداً على الحدود عندما يزأر تزأر خلفه كل الغابة، مهاب يحفظ الكبرياء ويصون الأرض، الذين لم يدعموا قوات شعبهم وأهدروا الوقت في الأعذار، لقد وقف ذات الموقف جدود لهم ودعموا جيش الغزاة، وما زال ذاك العار يلاحقهم نتمنى لهم أن يتعظوا من التاريخ، المثل بيقول (الفي والدك بقالدك)، وكل زول بيعمل البشبهو .
ختاما
اليوم تاريخ إعلان الاستقلال من داخل البرلمان وعيد ثورة ديسمبر العظيمة الثاني. لنائب دائرة عِد الغنم عبدالرحمن دبكة مقدم مقترح الاستقلال، نقول إننا على العهد براً بالوطن أنصارا مع مهاجرين، ونهديكم في الخالدين تحرير الفشقتين، وبقية الأرض الشرف تأتي تباعاً لا إفراط ولا تفريط، بناء جدودي ومأوى أبي وتاريخ شعب كريم أبي.