الخرطوم – مهند عبادي
ربما لا تضاهي سعادة المزارعين الذين تحررت أراضيهم من قبضة الإثيوبيين أي سعادة هذه الأيام مع تباشير الأخبار السعيدة بعودتها لحضن الوطن، ولاحديث هذه الأيام للمزارعين وأسرهم إلا عن عودة تلك الأراضي التي بذلت فيها القوات المسلحة الغالي والنفيس، وفدتها بتضحيات تظل هي الأخرى فخرا لأبناء الوطن، إن مزراعي الفشقة يبدأون الآن رحلة جديدة للعودة لتلك الأراضي التي طالما منعوا منها بقوة السلاح، وتراخي الحكومة البائدة
يقول حمزة عبد القادر عبد المحسن وهو مزارع في الفشقة الصغرى منطقة شرق سندس، إن هذه الأيام تعم المزارعين بالشريط فرحة كبرى بتقدم الجيش للأراضي المغتصبة لأكثر من ثلاثين عاما،ويقول هذه الأراضي التي فرط فيها النظام البائد حيث استباحها الإثيوبيين بقوة السلاح على مرأى ومسمع من الحكومة، وقاموا بطرد المزارعين السودانيين من أراضيهم، ويؤكد حمزة أن مزارعي الفشقة يقفون خلف القوات المسلحة قلبا وقالبا وأنهم مستعدون للتقدم للخطوط الأمامية، كرد جميل للقوات المسلحة التي تسترد الآن تلك المنطقة
ويقول عبد المحسن أن المزارعين بولاية القضارف استعدوا الآن بنفرة كبرى معنوية ولوجستية لدعم القوات المسلحة ومزارعو الفشقة الصغرى والكبرى يتوقون للعودة لأراضيهم بعد غياب طويل وذلك يتطلب التأمين القوي بواسطة الجيش للخطوط الأمامية ويثمنون دور القوات المسلحة في تحرير الأراضي المغتصبة، ويرى المزارع حمزة أن يصاحب ذلك التقدم عمل معابر على نهر عطبرة وعلى طول الشريط الحدودي حتى لايداهمهم الوقت بفيضان النهر الذي غالبا ما يفيض مبكرا، وحتى لاينعزل الجيش في تلك المنطقة، وأبدى حمزة أمله وأمل المزارعين أن يكتمل تحرير المناطق والأراضي المتبقية جنوب الفشقة الصغرى بمناطق حمراية الرهد وجزيرة الدود والفزرة وتاية، وأن تعود الأراضي لحضن الوطن والمزارعين لأراضيهم السابقة وردد “نحن كلنا ثقة بأن قواتنا المسلحة قادرة على استرداد أي شبر من أرض الوطن، وهي مشهود لها بالكفاءة والروح القتالية العالية”
ويعلن حمزة أن مزارعي الفشقة الصغرى والكبرى ومنطقة باسندة هم جاهزون للعودة إلى أراضيهم في أسرع وقت ممكن وأنهم ينتظرون هذه العودة بروح معنوية عالية وجاهزون لسد هذه الثغرة في الحدود، بالتنسيق مع الجهات الحكومية لإعمار هذه الأرض، ويطالب بعودة آمنة وفقا لخطة استراتيجية يشارك فيها المزارعون على كيفية استزراع المنطقة، وهو يحتاج لجهد كبير من المزارعين والحكومة، حيث يشير إلى أن غياب منطقة الفشقة من دائرة الإنتاج قاد لدمار في البنية التحتية، وطالب أيضا بتكثيف الوجود الإداري السوداني في هذه المنطقة وعمل مشروعات مشتركة بين المزارعين والجهات المختصة في الحكومة بتمويل الزراعة وفق شروط ميسرة للمزارعين المتضررين باعتبار أنهم كانوا خارج دائرة الإنتاج، وكثير من المزارعين فقدوا أرواحهم وممتلكاتهم، وتأثروا بغيابهم عن الزراعة
فيما يرى المزارع معاوية الزين وهو مزارع من منطقة الفشقة أن القوات المسلحة أعادت للمزارعين كرامتهم أولا قبل أن تعيد أراضيهم، ويقول “المزارعون فقدوا أراضيهم بقوة السلاح، وتم احتلالها أمام أعينهم بسبب تهاون الحكومة السابقة في هذا الملف”، وثمن الزين الجهود الكبيرة للقوات المسلحة في خطوات التحرير التي تقودها الآن وقال إنها عودة لحياة فقدناها لثلاثة عقود، وحول عودة المزارعين قال الزين إنهم كمزارعين متضررين جاهزون لاستلام أراضينا إذا أمنت تأمينا شاملا وتكون موجودة حتي نعمل بأمان لما نمتلكه من آليات، ويضيف بقوله “أي منطقة زرعناها ونحفظها شبر شبر”، وقال إن هذا حق مسلوب دفع المزارعون سببه السجون وتضررت معيشتهم وقال الآن حان وقت أن نعود للزراعة وأردف بحديثه “هذه الأراضي تم الاستيلاء عليها بقوة السلاح والآن الجيش وراء الإثيوبيين العين الحمراء ونحن مطمئنون لخطواته”، وقال إن الجيش الآن يعمل لمصلحة البلد والمصالح العليا وليس من أي منطلق حزبي وسياسي لذلك فإن مساندة الجميع له تظل قائمة والثقة في استعادته لكل الأراضي أيضا
فيما يشير المزارع عز الدين جالو بمنطقة الفشقة إلى أن دور القوات المسلحة في استعادة أراضيهم يعد دورا عظيما ظل مفقودا طوال الثلاثين عاما الماضية، وقال إن المزارعين لم يشعروا بالقوة والأمان إلا عندما عبرت سرايا من القوات المسلحة للنهر في شهر يونيو الماضي مما منح المزارعين أملا في عودة أراضيهم وقال جالو هاهو قد تحقق بالفعل وقال إنها خطوة وطنية عظيمة لاستعادة تلك الأراضي التي قام بالاستيلاء عليها “عمال” كانوا يعملون فيها أثروا الآن منها وكونوا رؤوس أموال ضخمة، وقال المزارع جالو نحن الآن على كامل الاستعداد لفلاحة أراضينا وبزيادة نشاطنا في المنطقة وكل ما توجه به الدولة مستعدين له، ورأى أن المناطق المستردة كانت مساهمتها كبيرة في الدخل القومي، مذكرا بأن آباءهم كانوا يقطعون النهر في الوصول لأراضيهم بالبراميل، رغم الممارسات التي كان يلجأ لها الأحباش وطبيعتهم في السلب والنهب واستخدام السلاح وقال إنهم مطمئنون الآن لعودة سالمة وغانمة لأراضيهم.
المصدر من هنا