حاورته : أسماء سليمان
يعتبر الباحث الاكاديمي عبد الله الشيخ أبو إمام بمثابة شاهد عصر على المغتربين، خاصة وأنه عاش بالمملكة العربية السعودية لأكثر من (30) عاماً، وهو من المبادرين بطرح دراسة تاريخ العلاقات السودانية السعودية أبان تعاونه مع جامعة الملك عبد العزيز في (2004) ، (آخر لحظة) جلست إليه في دردشة تحدث من خلالها عن أحوال و هموم المغتربين بالخارج، خاصة بدول الخليج خرجنا منها بالآتي:
شاركت في مؤتمر العلماء و الخبراء المغتربين فما هي انطباعاتك؟
لم أتمكن من متابعة ما دار، ولكن في اعتقادي المؤتمر يخدم الجانب الحكومي فقط ، فلم أتمكن من عرض أي من الأوراق العلمية، ومن ضمنها آلية حفظ الأمن والسلم، والتي تقدمت بها لمنظمة التعاون الإسلامي بجدة .
و بالرغم من أن الكثيرين لم يتم تكريمهم، إلا أنني اعتبر تكريمي كضيف شرف من جيش المملكة الأردنية الهاشمية، بحضور ضباط من دول عربية وإفريقية، و يكفيني فخراً أن أرى بعض أعمالي التي نوقشت في مجلس الأمن والأمم المتحدة، قد اخذت حيزها.
وماذا عن مؤتمر الجاليات ؟
لم نأخذ الوقت الكافي، لقد كان هناك تتضيقاً في الوقت ، و طالبت أن نجلس مع مسؤول لمدة أطول- كما حدث في المرة السابقة – حيث تحدثنا مع المسؤولين حتى الصباح، ولكن (نصف ساعة) لم تكن كافية لشريحة المغتربين، و لكن الحكومة أهملت هذه الشريحة . لذلك أخشى ألا يقدم المغتربون على العودة إلى بلادهم، سيما أنهم لا يجدون أراضي أو أوضاع معيشية جيدة، بل كثيراً ما يكونون مثاراً للسخرية.
* أنت ترى أن المغتربين يعانون من كثير من المشاكل الاجتماعية، حدثنا عن ذلك؟
غالبية المغتربين لا يجيدون إدخار الأموال التي يجنونها كما تفعل الشعوب العربية الأخرى، فهم يصرفونها في الاثاثات الفخمة والتسوق واقتناء أشياء لا فائدة منها، وشراء الذهب بصورة غريبة، و بصراحة ربما تعتبر المرأة السودانية ضمن عوامل الاخفاق للمغترب.
* ولكن الذهب مورد و إدخار على المستوى الاقتصادي؟
أنا شاهد عصر وأقول لك إن الأقلية من يدخرون أموالهم، ليستفيدوا منها عند عودتهم.
* ولكن هناك مشاكل أكبر من ذلك؟
نعم لقد صرح رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان من قبل بأن (100) ألف أسرة في السعودية تعيش من غير عائل ولا سند، و لقد تعرض أبناؤهم لإنحرافات ، وهذا طبيعي للظروف القاسية التي يتعرضون لها، مما أدى إلى أن تتبناهم جهات خيرية، تعمل على تأمين المؤن الغذائية و دفع إيجارات منازلهم، وهناك من يدفع للغارمين بالسجون .
* وماهو الحل ؟
الحل يكمن في الآلية الشعبية، بحيث تضم بعض قدامى المغتربين السودانيين خاصة في دول الخليج، ممن حصلوا على جنسيات تلك البلاد، وآخرون من رجال البر و الإحسان، مع اختيار شخصيات معروفة من الداخل ذوي علاقة طيبة مع تلك الدول.
* لقد طالبت بترفيع جهاز المغتربين إلى وزارة، و لكن صدر قرار بأن يكون مفوضية ؟
نعم، مهما كان فالأمين العام للجهاز يشغل وظيفة تنفيذية، و لكن نريد وزارة مركزية تدير أمورنا، كما في دولة بنغلادش، لأنهم يعتبرون المغتربين مورداً اقتصادياً، فهم يتحصلون منهم سنوياً على مالا يقل عن (8) مليار دولار بالرغم من صغر هذه الدولة .. بينما نحن عائدنا يعادل مليار دولار فقط، لأنهم لا يثقون في الحكومة السودانية .
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة آخر لحظة