الخرطوم: ولاء الفاضل
يُعتبر سوق الشجرة للأثاث بمنطقة الشجرة جنوبي الخرطوم أحد أهم وأكبر الأسواق للأثاث المصنَّع محلياً، ويُحظى السوق بإقبالٍ كبيرٍ من المشترين نسبةً لأسعاره التي أصبحت في متناول اليد.
من داخل سوق الشجرة للأثاث كانت لنا وقفة مع صاحب أول محل بسوق الشجرة العم محمد أحمد عبد الرحمن.. بدايةً سألناه عن تاريخ السوق في مجال الأثاثات، فقال: بدأ السوق في العام (1981م) بدكاني هذا، ويأخذ اسم (راحة البال) حتى الآن، وفي السابق كان هو الدكان الوحيد بالسوق، وبعدي بمدة جاء إلى السوق محمد موسى، وهو مُستمرٌ للآن في مجال الأثاث (الموبيليا)، ثم تبعه محمد إسماعيل، الذي ترك المهنة، وأضاف: بدأت باستجلاب السراير التقليدية المُصنّعة من “الهجليج” من سنجة ثم تطوّرنا واستخدمنا الفورمايكا وبعدها الموسكي، وبدأت بشراء الأثاث وعرضه في دكاني ثم قمت بعمل ورشة خاصّة بي، وعن أجود أنواع الخشب يؤكّد العم محمد، أنّ أجودها خشب التك يليه الخشب المهوقني والآن يُستخدم بكثرة في السوق خشب (m bf) ويُسمى أيضاً البلاسيد ومنه ثلاثة أصناف: النوع المصري والصيني والماليزي وهو أجودها، والغرفة المصنوعة منه تبدأ أسعارها من (7 – 12) مليون جنيه، وعن الأثاثات التي يصنعها الآن قال: أصنع الدواليب وغرف النوم والسراير.
ومن أحد محلات الأثاثات بسوق الشجرة التقينا بـ (محمد آدم) الذي بدأ حديثه قائلاً لنا: إنّ أكثر الأنواع المُستخدَمة عندهم في التصنيع في دكانهم من الخشب هو المهوقني الذي يمتاز بالمتانة والندرة، ويستمر ضمان الأثاث المصنوع منه لمدة عشر سنوات إلى خمسة عشر عاماً، وأضاف عبيد: إنّ أسعار غُرف النوم المصنوعة من المُهوقني تصل إلى (13) مليون جنيه، وأطقم الجلوس منه تبدأ من ثلاثة ملايين ونصف مليون لطقمٍ يُسمى (نابليون)، وهناك طقم (شيخ زايد) الذي يُباع طقم الجلوس منه بأربعة ملايين ونصف، وأكد عبيد أنّ الإقبال على شراء المصنوع من المُهوقني ضَعيفٌ هذه الأيام، وأضاف: إنّ ارتفاع الدولار يؤثر على أسعار المواد الخام التي تدخل في التصنيع ومن ثم يرتفع سعر الأثاث.
كما التقينا صاحب محل آخر وهو عبد اللطيف محمد، الذي ابتدر حديثه قائلاً: إنّ مُصنِّعي الأثاث المحلي في السودان لجأوا للخشب المضغوط (mbf) وهو صيني أو مصري يُباع اللوح منه بـ (90) جنيهاً، ويُمكن أن تَصنع منه أشكالاً مُختلفة من الدواليب والسراير والطرابيز، ويتم التصنيع في ورشة بها نجّارون سُودانيون مُختصون، وأكّد أنّ أطقم الجلوس يدخل فيها الخشب المَضغوط بنسبة (70%) ومعه الخشب الأبيض بنسبة (30%) والسوداني بنسبة (20%)، وأضاف: يتم اختيار أفضل أنواع الأسفنج والقماش لأطقم الجلوس وأقمشة التنجيد بالنسبة لها تأتي من مصر والسعودية والإمارات، وهي مُتوفِّرة في الأسواق، ويُواصل عبد اللطيف في شرحه لتصنيع الأثاث ليقول: إنّ اختيار تصاميم الأثاث يكون من كتلوجات أو بواسطة بعض الأشكال المتوفِّرة في الإنترنت، وأضاف أنّ بعض الزبائن يأتون بتصاميم مُعيّنة ونقوم بتصنيعها لهم، وعن أسعار أطقم الجلوس والغرف، أكّد أنّها تبدأ من مليونين ونصف، وهذه مدة ضمانها تصل إلى ثلاثة أعوام، وعن أغلى طقم جلوس لديهم، أوضح أنه يصل إلى خمسة ملايين جنيه، أما بالنسبة لغرف النوم، فتبدأ من ثلاثة ملايين جنيه، وصولاً إلى ستة ملايين جنيه، ويتم تَصنيعها من الخشب الماليزي، وأكّد أنّ التصنيع الجيد والتصميم الجميل مُكلِّفٌ ويأخذ مدة أطول في تجهيزه ومن ثَمّ تزيد مدة ضمانه، وعن الزبائن يُؤكِّد عبد اللطيف، أنهم من مختلف الطبقات، وبعض الوزارء من زبائني.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة التيار