اخبار الاقتصاد

تدهور الخواص الفيزيائية وأثرها في تدني الإنتاجية بالمشاريع المروية

مصدر الخبر / جريدة التيار

الجزيرة – المناقل – سنار

بقلم :

أ. عوض الكريم المبارك إبراهيم

مراجعة :

د. كمال الفاضل فضل

أ. أحمد رضوان عبد الله

في دراسة أخرى ( خضري وآخرين 2004 ) لأثر الحرث السطحي والمتوسط العميق (0-20) (20-40) (40-60 سم ) في إنتاج القطن بتفتيش الماطوري وجد أن ليس هنالك فرق إحصائي يذكر في الإنتاجية بين الثلاثة أعماق وأن جذور القطن لا تتعدى 25 سم عمقاً (Root Distribution Test) كما وجد معدل التسرب بطئ جداً أقل من (1مم/ساعة) كما وجد أن الجبهة المبتلة 11سم بعد 5 ساعات , وهذا يفسر لماذا منطقة المناقل أكثر تأثراً بالغرق في موسم الأمطار كما الجزيرة عموماً , إن أقل قدر من الأمطار يمكن أن يحيل المنطقة إلى مسطح مائي واسع كما يحدث ذلك في المشاريع الزراعية بولاية سنار.

تم قياس النسبة المئوية للرطوبة المتبقية في كثير من قطاعات التربة (Soil Moisture Profile) بالجزيرة والمناقل وسنار ووجد الحد الأقصي للرطوبة في العمق 40-80سم وتتراوح مابين 36-30% جزء كبير جداً من هذه الماء يعرف بالايجروسكوبي (Hygroscopic) وهو ماء غير متاح للنبات .

بدأت برنامجاً بحثياً بإدارة صيانة التربة سنار لإيجاد علاقة بين كمية الأمطار التي تهطل وكمية الماء التي تتسرب إلى داخل التربة , على أن يتم قياس رطوبة التربة أسبوعياً لمدة عام على الأقل في عدة محليات بالولاية ولكن توقف البرنامج، ولكن من النتائج الأولية لاحظت أنه لا يوجد فرق يذكر للرطوبة في أعماق 20- 40 سم و 40-60 سم قبل وبعد هطول الأمطار.

التربة في الأراضي المروية فقدت كثير من خصائصها التي وردت في تقارير فحص التربة التي بنيت عليها كثير من التوصيات ويمكن إيجاز ذلك :

1- زيادة نسبة الطين السلث (جزئي قطره 2-20 ميكرون ) المحمول بواسطة ماء الري طيلة عقود السابقة .

2- زيادة نسبة الجزئيات الدقيقة (كحجم أقل من 1 ميكرون ) نتيجة التحلل النهائي للمواد العضوية من فضلات حيوانات الرعي وبقايا النباتات داخل التربة أو سطحها .

3-ارتفاع نسب الصوديوم الممتص مع ارتفاع قلوية التربة مما يساعد في تشتت الطين الذي يؤدي لفلق المسارات والمساحات .

4-ترسب كربونات الكالسيوم (غير ذائبة) و المتكونة (in-situ) التي تستهلك عنصر الكالسيوم الذائب المتوفر في محلول التربة مما يترك مجالاً لعنصر الصوديوم ليسود وعليه ارتفاع الصوديوم المدمص SAR ).

5-كل قطاعات التربة التي درست سابقاً وصفت بأن الصرف جيد (Well drain) أو إلى حد ما جيد (Moderately Well drain ) .

لن أبالغ أن قلت إن الغالبية العظمى من قطاعات التربة (Soil profile) التي اشتركت في وصفها بأن بنايتها تحت السطح متضخمة (Massive) , رطبة ولا نشاط إحيائي فيها ولا جذور ولا مسامات .

رداً على ملاحظة فخامة الرئيس فإن ما ذكر أعلاه هي الأسباب التي أدت إلى ما وصف وأيضاً مرتبطة بها ظاهرة المسطحات المائية الواسعة التي أصبحت تكرر كل عام مع هطول الأمطار التي لا يتجاوز مقدارها في الموسم عن 450-400مم ( تساوي 4 ريات فقط للقطن غير الرية الأولى ) .

أصبحت التربة لا تشقق صيفياً ولا تنتفخ خريفياً وبالتالي لا تستوعب الأمطار ولا الري , ثم لاحقاً لا تؤمن الاحتياجات المائية لنمو النباتات , (الآية الكريمة أعلاه).

لا يغيب عنا أن المشاريع المروية في الولايتين (حوالي ثلاثة مليون فدان ) أكثر من 90% منها تكونت فيها طبقة مدموجة في أعماق مختلفة بعض منها من السطح كالماطوري وفحل بالجزيرة , ومايرنو والشفاء وكساب والأخرى تفاوتت الأعماق (40 – 10 سم ) .

تذكرني قضية بذور عباد الشمس التي تفجرت قبل فترة في فشل عباد الشمس بشرق سنار مع أن الإنبات التجريبي شارف 85% (pots trails) والواضح منذ الوهلة الأولى عامل التربة وأثره في هذا الفشل وكأن يمكن إجراء اختبار بسيط لإثبات ذلك .

من تعاريف التصحر هبوط أو تدهور القوة الاقتصادية للتربة، فمثلاً إذا تدني إنتاجها في القطن وأصبحت تنتج ذرة فإن هذا درجة من التصحر ( تدني القوة النقدية ) فإذن لا بديل للقطن وعباد الشمس لقوتهما النقدية العالية عالمياً.

الخلاصة :

لكي نعيد جزء كبير من هذه المشاريع إلى السابق عهدها وقوتها الاقتصادية الكبيرة لابد من استرداد جزء مقدر من خصائصها الفيزيائية ( ممكن) والتي تتحكم في نوعية المحاصيل التركيبة المحصولية وإنتاجها الاقتصادي .

يجب وضع برامج استصلاحية لترب هذه المشاريع يشرف عليها علماء مؤهلون , إيماناً وعلماً بأن لا مستحيل لإعادة هذه الثروة القومية لسابق عهدها قطناً , وعباداً , فول سوداني , ذرة , قمح وهذا حق ودين علينا للحاضر والمستقبل .

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة التيار

عن مصدر الخبر

جريدة التيار