الخرطوم – مهند عبادي
عاد الى البلاد مساء أمس الجمعة رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك بعد زيارة ناجحة لجمهورية مصر العربية استغرقت يومين، ووصف وزير رئاسة مجلس الوزراء المهندس خالد عمر يوسف – في مؤتمر صحفي بمطار الخرطوم – الزيارة بالناجحة؛ والتي أعقبت زيارة المملكة العربية السعودية والتي كانت ناجحة أيضاً، واعتبر الزيارتين لكل من مصر والمملكة العربية السعودية تأتيان في إطار التعاون والتكامل مع دول الجوار وإقامة علاقات جيدة مع جيراننا، وقال إن الزيارة لجمهورية مصر العربية تناولت عدداً من الملفات، لافتاً إلى أنه تم الاتفاق خلال الزيارة مع الجانب المصري على مد السودان بـ 240 ميقاواط من الكهرباء مع التخطيط للربط الكهربائي مستقبلاً، وأكد خالد اتفاق البلدين على التعاون المشترك في مجال أمن منطقة البحر الأحمر ومكافحة جائحة كورونا وتبادل الزيارات بين رجال الأعمال والمستثمرين، مبيناً تطابق وجهات نظر البلدين في مسألة الملء الأحادي لسد النهضة الإثيوبية، مشيراً في هذا الخصوص إلى اتفاق الخرطوم والقاهرة على أن يتم الملء وفق اتفاق ملزم للدول الثلاث، وأن أي خطوة في هذا الاتجاه يجب أن تتم باتفاق، مؤكداً دعم الجانب المصري للوساطة الرباعية التي اقترحها السودان ، وقال: تم التواصل في هذا الخصوص مع رئيس جمهورية الكونغو الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.
وكان رئيس الوزراء عبدالله حمدوك قد طالب رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، بفتح ملف حلايب وشلاتين، المنطقة المتنازع عليها مع مصر، من أجل التوصل إلى تفاهم، ونادى بضرورة الحديث عن ما وصفه بـ”المسكوت عنه في العلاقات بين البلدين”، خلال لقاء جمعه مع باحثين في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على هامش زيارته إلى مصر، ويعتبر رئيس الوزراء حمدوك أول مسؤول سوداني يتطرق لقضايا المسكوت عنها أمام الشعب المصري، وقال: لازم يكون هناك حل جذري لهذه القضايا، وناقش حمدوك – خلال الزيارة – ملفات سياسية واقتصادية وعسكرية مع مصر، من بينها سد النهضة الذي أبدى الطرفان توافقهما حوله.
وجددت الحكومة السودانية الشهر الماضي شكوى سابقة في مجلس الأمن الدولي ضد مصر بشأن منطقة حلايب وشلاتين، ودأبت الحكومات السودانية المتعاقبة على تجديد الشكوى، في الوقت الذي قالت فيه الخارجية المصرية – أكثر من مرة – إنها تعمل على حل النزاع الحدودي مع السودان من خلال التفاوض الثنائي بين البلدين وفق قواعد احترام السيادة وحسن الجوار.
وتقع منطقة مثلث حلايب وشلاتين وأبورماد على الحدود بين مصر والسودان، في أقصى الجنوب الشرقي على ساحل البحر الأحمر، وتبلغ مساحتها نحو 20.6 ألف كيلومتر مربع، وتشير بعض الدراسات الجيولوجية وصور الأقمار الصناعية إلى أنها قد تحتوي على ثروات معدنية ثمينة.
وكان القائد العام للقوات المسلحة السودانية ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، قال إن القوات المسلحة “لن تفرط في شبر” من أرض السودان.
وطبقا لتسريبات نقلتها العربي الجديد قبل أشهر أن تحدثت المصادر عن مشاورات جرت بين الجانبين المصري والسوداني أخيراً، حول ملف مثلث منطقة حلايب وشلاتين المتنازع عليها بين البلدين، قائلة إن الخرطوم حصلت على وعد مصري، بفتح نقاش جاد بين البلدين حول هذا الملف في الفترة القريبة المقبلة، بما قد يسفر عن اتفاق يحمل مكاسب كبيرة للخرطوم. بالنظر الى أن القاهرة باتت تحارب في هذا الملف على أكثر من جبهة، فبدلاً من توحيد الجهود نحو أديس أبابا، فإنها تقاتل على جبهة أخرى لضمان بقاء السودان معها في نفس الخندق، سيما وأن رئيس الوزراء الإثيوبي يحاول تضييق الخناق على القاهرة من ناحية، ومن ناحية أخرى يسعى لتشتيت جهود صانع القرار المصري، لإطالة أمد الأزمة لأطول فترة ممكنة حتى يكون تشغيل السد بنسبة 100 في المائة أمراً واقعاً”.
ويتوقع البعض أن تشهد الفترة المقبلة تطوراً هو الأول من نوعه في ما يخص مسألة النزاع حول منطقة حلايب وشلاتين، مؤكداً أن فتح الملف أخيراً بين جهات عليا مصرية وسودانية، شمل رؤى قد تُسفر عن إجراءات على الأرض لصالح الخرطوم، في ظل تجاوب مصري، أرجعه المصدر إلى المحاولات المصرية للإبقاء على الموقف السوداني إلى جوارها في أزمة السد..
وفي السياق؛ أكد وزير المالية السوداني دكتور جبريل إبراهيم، لدى لقائه نظيره المصري، على ضرورة تقوية العلاقات الثنائية وتبادل المنافع المشتركة بين السودان ومصر، وأكد أن النجاحات التي تتحق في أي بلد تنعكس على الطرف الآخر.
وقال وزير المالية على هامش زيارته إلى القاهرة برفقة رئيس الوزراء؛ قال: إنه ناقش مع وزيرة التعاون الدولي المصرية، العلاقة مع المؤسسات الإقليمية والدولية في التعامل مع برنامج الدول المثقلة بالديون وكيفية معالجة مشكلة ديون السودان.
وأشار جبريل – في تصريح صحفي لـ”سونا”- إلى أنّ وزيري مالية البلدين تفاكرا حول إمكانية الدخول في مؤتمر باريس خلال مايو المقبل وكيفية الاستفادة من الموقف القوي لدى جمهورية مصر العربية لدعم هذا المؤتمر.
الى ذلك ثمن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بزعامة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني، نتائج زيارة دكتور عبدالله حمدوك، رئيس الوزراء إلى مصر ، ولقائه مع كبار المسؤولين لبحث تعزيز العلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط البلدين الشقيقين، مجددًا تمسكه بثوابت العلاقات السودانية المصرية.
وأكد مولانا السيد محمد عثمان الميرغني أنّ الدور المصري بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي ظل دورًا داعماً للسودان وحريصاً على تحقيق أمنه واستقراره ، ودعا الميرغني الى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين السودان ومصر وصولاً الى إنجاز مشروعات استراتيجية مشتركة تسهم في تيسير العقبات الاقتصادية بما ينعكس إيجاباً على نجاح الفترة الانتقالية بالبلاد، وصولاً إلى إجراء الانتخابات العامة.
ومن جانبه؛ قال حاتم السر علي، القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي، إن نجاح زيارة حمدوك لمصر تقف شاهداً على تطور العلاقات بين الخرطوم والقاهرة ، ووصولها الى درجة عالية من التنسيق بين الحكومتين، مشيراً إلى أن السودان ومصر تربط بينهما العديد من المصالح والقضايا المشتركة.
وقال السر إن علاقة السودان بالشقيقة مصر لها بُعد تاريخي طويل جداً لما يوجد بين البلدين من علاقات ومصالح مشتركة تجعل البلدين يسيران في نهج واحد بتناغم وانسجام ، حيث تمثل مصر قلب العروبة النابض ، مؤكدًا رضا الحزب ودعمه لهذا المسار الجيد.
المصدر من هنا