أحمد السيد البشير
بالرغم من ما نحمله من هم نحو توحيد السودان الشمالي وتوحيد الجيش إلا أن قضايا المرأة تستحق الاهتمام وهنا نحاول أن نساعد الشباب بالتعرف على (الانسوروبوجيا) السودانية وما تكبدته المرأة بسبب الجهل. يقولون الجاهل عدو نفسه :
في الرابعة من عمري شاهدت فريق من النسوة يهجمن على طفلة في السادسة من عمرها وبعد الإمساك بها ألقاها على ظهرها يقمن بفعلهن القاسي . فحين سالت الدماء من عنق الشاة التي ذبحت في هذه المناسبة سالت من بين ساقي هذه الفتاة الصغيرة الدماء
وبعد سنوات تعود نفس فرقة العذاب للنسوة ويمسكن بالفتاة الصغيرة لتكون المرأة حاملة الموس بسلخ كمية لحم من خدي الفتاة تكفي لإشباع قطتين ويغني الفنان :
السلاخة ست العراض الفاتق لجرحي انا ريدي زاد
الآن صارت البنت تصلح بما تكون الزوجة الأولة أو الثانية ( او رباع العمده او احدى الشيوخ ) وقد تكون في الثانية عشرة من عمرها
حتى بعد الزواج هنالك هجمة ثالثة على جسد الفتاة هذه المرة والبنت عروس تحمل إحدى النسوة دستة إبر وتنقض على الشفة السفلى للفتاة التي تسيل من فمها الدماء كدراكولا وينثرن الكحل الأسود مكان أخرام الإبرة ليعطي الخضرة المطلوبة, وهناك أهازيج واغاني مع دق الدفوف تقول .
دقو لها : دقولا بنت الراجل اب شورا
وبعد ذلك صارت الفتاة امرأة كاملة بين النساء وتمارس النميمة باعتبارها زوجة ولكن أيضاً كانت تحفظ بين الحيطان في حوش( الحرملك )الذي أتى به الأتراك إلى السودان
ويبالغ الرجال في حرمان المرأة حيث أذكر أن جدي لأبي في بربر ناظر الخط أيوب بيك عبدالماجد من قراراته منع أي إنسان يكون راكباً على جمل أن يمر عبر مدينة بربر إلا بعد أن ينزل من جمله ويسير على أرجله خوفاً من أن يسترق النظر ويرى امرأة في حين إن حائط الحوش يزيد عن الأربعة أمتار :!
أما تعليم المرأة كان ممنوعاً وعيباً ويقولون البنت زوجها يلمها أو قبرا يضمها حى بدا البدري الكبير أول تدريس للبنات وزاد إرسال الفتيات للمدارس بعد أن ذهب بعض الموظفين إلى أروبا ومبعوثين من الدولة وعادوا وتحسنت الأوضاع قليلاً وأرسلوا بناتهم إلى المدارس
كان إقبال الفتيات كبيراً وتفوقن حتى على الذكور في المدارس وسألني أحدهم عن سبب تفوقهن في العلم والعدد فقلت له إنهن يبحث عن مزيد من الحرية بذكاء فطري .
ثم جاءت الإنفراجة بتكوين الاتحاد النسائي وظهور الزعيمة الشيوعية فاطمة أحمد إبراهيم ودخولها البرلمان بعد حصول النساء على حق التصويت فاستطاعت أن تؤثر في قوانين النساء والأحوال الشخصية وقد كنت قد مجدتها بشعري حين واجهت نميري بشجاعة إبان قوانين سبتمبر :
((حين طاطا الرجال هاماتهم للريح كالخرف
وجئ بالصيات والمدي ودشن السفاح حفله بالقطع من خلاف
نهضت فاطمة المناضله تلعن الحكام والقضاة السياف
وردد السودان بافتخار انها بنيتي فاطمة لا تخاف ))
مع ذلك كنت أتمنى أن أملك إزمير فيدياس وروحاً عبقرية ونحت تمثال لفاطمة أحمد إبراهيم
الأن كان دور المرأة السودانية ( الكنداكه ) كبيراً في ديسمبر وتستحق المكافأة مع ذلك نلاحظ إن هناك من يتردد بالتوقيع على اتفاقية( سيداو) التي تعني تحرير المرأة ومساواتها بالرجل كما تستحق
نحن هنا ندعو بالتوقيع على( سيداو) كذلك إجازة قانون النقابات حتى نطمئن على أن حكومة قحط ومجالسها بإنها تقوم بتنفيذ متطلبات ثورة ديسمبر .
المصدر من هنا