السودان الان

يحذر عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني الحكومة الانتقالية من بركان الشعب الخامد، ويقول إن الشعب قادر على تجاوز العسكريين والمدنيين، وسيأتي يوم وينفجر البركان في وجه الحكومة إن لم تحسن التعامل مع الأزمات .. جلد الذات

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

مدني – مهند عبادي
في حراكه نحو تثبيت أركان الديمقراطية داخل أروقة الحزب؛ أنهى المؤتمر السوداني فعاليات مؤتمره الخامس بولاية الجزيرة أمس الأول، في تمرين ديمقراطي شمل فرعيات الحزب محليات الولاية الثماني وحرك ساكن الفعل السياسي في الولاية و وحاضرتها ودمدني، التي تعيش في سبات سياسي عميق لا يشبهها، حيث انعدمت الليالي السياسية والندوات والمؤتمرات الحزبية بفعل الإحباط الذي يسيطر على المكونات والقوى السياسية والمواطنين الذين يعضون بنان الندم على واقع الجزيرة وزينة مدنها ود مدني المتردي وحظها الخائب طيلة الثلاثين عاماً الماضية، والذي تواصل عقب الثورة بتولي أضعف الشخصيات للمسؤولية في الجزيرة، فمنذ سقوط النظام المباد لم تفلح الاسماء المتعددة التي جلست على كرسي والي الجزيرة في إقناع جماهير الولاية وحاضرتها مدني، وكذلك الأمر بالنسبة للوالي الحالي الذي بسببه تمددت حالة اليأس والإحباط في الوصول الى التحول والتغيير المطلوب لانتشال الجزيرة من وهدتها وواقعها المزري، وكاد – بعدم قدرته على اجتراح الحلول ومعالجة الأزمات – أن ينهي آمال مواطني الولاية عامة في فائدة الحكومة المدنية، سيما في ظل استمرار حالة العجز البائنة وعدم قدرته على ملاوة المركز في اقتلاع حقوق الولاية التي تعاني أزمات مستمرة، لايكاد يلوح في سمائها أفق للحل .
ولكن حزب المؤتمر السوداني، وعلى لسان رئيسه المهندس عمر الدقير في حديثه أمس الأول بالندوة الحاشدة في كورنيش النيل بمدني، في ختام فعاليات المؤتمر الخامس للحزب، دعا الى الخروج من حالة الإحباط وعدم الاستسلام لليأس والتشبث بالأمل ، وأقر الدقير بأن الحكومة الانتقالية وحاضنتها السياسية مسؤولة عن الفشل الذي بسببه عم الإحباط الشارع السوداني، وحذر الحكومة من بركان الشعب الخامد، لافتاً إلى أن الشعب السوداني قادر على تجاوز الجميع، عسكريين او مدنيين ، وقال إن المواطنين يمدون حبال الصبر، ولكن سيأتي يوم وينفجر البركان في وجه الحكومة إن لم تحسن التعامل مع الأزمات المعيشية والخدمية التي بسببها تتمدد حالة الإحباط والحنق وسط الناس، مشيراً الى أن وقت الحديث قد ولى وينبغي ترجمة الأقوال الى أفعال وعمل على الأرض ، وأكد عمر الدقير على أهمية الشفافية مع الشعب السوداني وقال إن الأزمات المتعاقبة كانت تحتاج الى مواجهة الناس بالحقيقة وعدم الانزواء في المكاتب، وشدد على أن الحكومة الانتقالية مطالبة بالانفتاح وقيادة حوار حقيقي مع المجتمع بمختلف مكوناته بهدف العبور بالبلاد ، وتابع لقد فشلنا خلال العامين الماضيين بتقديم النموذج الحقيقي لحكومة يفترض أنها جاءت على دماء شهداء؛ ويفترض أن تعمل على تحقيق أهداف الثورة المجيدة، وحان الوقت الآن لتصحيح الأوضاع والعمل من أجل تحقيق الأهداف وتطلعات الشعب ، مشيراً الى أن الفشل مسؤولية الجميع، داعياً الى الرجوع الى الوحدة الحقيقية لكافة الشركاء في الحكم حالياً، وقال: من غير وحدة الأهداف لن نتمكن من العبور بالبلاد، وسيستمر فشل الحكومة الانتقالية لافتاً الى أن قوى إعلان الحرية والتغيير عندما كانت كلمتها وهدفها واحد نجحت في إسقاط النظام المباد ، وشدد الدقير على نبذ الجهوية والمظاهر القبلية وأشكال التحشيد المستمرة هذه الايام، وقال: لابد من وحدة وطنية حقيقية وهذه لن تأتي إلا عبر توافر إرادة وطنية شاملة .

ودعا رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر يوسف الدقير لقيام المحكمة الدستورية لتحقيق العدالة وتحقيق أحد شعارات الثورة (حرية – سلام- وعدالة)، وقيام المجلس التشريعي بتمثيل من جميع قوى الثورة، وخاطب مساء أمس الأول بمدني الندوة التي أقيمت على شرف ختام فعاليات المؤتمر الولائي الخامس لحزب المؤتمر السوداني تحت شعار: (لسنا ممن يعود من منتصف الطريق)، ودعا لإصلاح المؤسسات العامة التي دمرت خلال حقبة النظام البائد، وقال إن البداية ينبغي أن تكون بإصلاح المؤسسات الأمنية لتواكب التغيير الذي حدث عقب الثورة، ونادى الدقير بضرورة المسارعة في قيام المحكمة الدستورية والمجلس التشريعي، وقال إن الدستورية تحقق أحد شعارات الثورة (حرية، سلام، عدالة) وأدى غياب الدستورية إلى إخلال في سلم التقاضي بالبلاد، وطلب الدقير من السودانيين، التفرغ للعمل، وأضاف: الوقت للعمل حتى لا تتفاقم الأزمات تباعاً على الشعب السوداني، بيد أنه عاد وناشد الحكومة بالإصغاء للشعب وأن تحس بمعاناته في جميع جوانب الحياة، خاصة في معاشه، مع العمل على معالجة أزمات الوقود والكهرباءوتضرب البلاد أزمة قطوعات واسعة للكهرباء، تصل إلى 10 ساعات يومياً وحثّ الدقير الحكومة، على اتخاذ جملة من الإصلاحات، بالتزامن مع قرارها القاضي بتوحيد سعر صرف الجنيه مقابل سلة العملات الأجنبية، وأشار إلى أن خطوة توحيد سعر الصرف أظهرت النقص الهيكلي الموجود في البنوك .
وقال إن الوقت للعمل حتى لا تتفاقم الأزمات تباعاً على الشعب السوداني، وحيا نضال جماهير ولاية الجزيرة طيلة الثلاثين عاماً الماضية، ودلف إلى أن هذه التضحيات ظهرت جلية إبان ثورة ديسمبر، حيث وقفت الجماهير سداً منيعاً أمام آلة البطش التي استخدمها النظام المباد .وعلل انتصار الثورة بوحدة الهدف إسقاط النظام؛ ووحدة القيادة المتمثلة في قوى إعلان الحرية والتغيير .
وأوضح بأنه لا يمكن الوصول إلى تحول ديمقراطي حقيقي ما لم تكن هنالك أحزاب ديمقراطية. وقطع الدقير بأن خطوة توحيد سعر الصرف التي خطتها الحكومة مؤخراً لابد من أن تتبعها حزمة إصلاحات؛ على رأسها استغلال الموارد المحلية التي يتمتع بها السودان وتغليبها على الواردات، ومضى بالقول بأن خطوة سعر الصرف أظهرت النقص الهيكلي الموجود في البنوك وعدم قدرتها على استيعاب هذه الخطوة، واشار إلى أن على الحكومة أن تحسن الإصغاء للشعب وأن تحس بمعاناته في جميع جوانب الحياة خاصة في معاشه، إضافة للوقود والكهرباء وكان المؤتمر قد انتخب نصر الدين عمر أحمد رئيساً للحزب بولاية الجزيرة.

.

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي