السودان الان

يعترف رئيس وزراء إثيوبيا بارتكاب فظائع في إقليم التقراي؛ لكن أبي أحمد يؤكد على أن بلاده لا ترغب في دخول حرب مع السودان. حالات شد وجذب ثلاثي والصورة نفسها توتر حدودي

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

 

الخرطوم – بهرام عبد المنعم
في تطور لافت؛ أكد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أمس الثلاثاء، أن بلاده “لا تريد حرباً مع السودان”، رداً على التوترات الحدودية مع الخرطوم في منطقة متنازع عليها.
وقال أحمد – خلال مشاركة آبي أحمد في جلسة مع نواب البرلمان الإثيوبي، بثت على صفحته على موقع “تويتر،” “لدى إثيوبيا العديد من المشكلات، ولا استعداد لدينا للدخول في معركة، لا نريد حرباً، من الأفضل تسوية المسألة بشكل سلمي”.
وعادة ما تشهد فترات الإعداد للموسم الزراعي والحصاد بالسودان في المناطق الحدودية مع إثيوبيا اختراقات وتعديات من عصابات مسلحة خارجة عن سيطرة سلطات أديس أبابا؛ بهدف الاستيلاء على الموارد.
وتشهد منطقة الفشقة، البالغ مساحتها 251 كم، أحداث عنف بين مزارعين من الجانبين خصوصاً في موسم المطر يسقط خلالها قتلى وجرحى.
وفي ما يتعلق بسد النهضة، جدد آبي أحمد إصرار إثيوبيا على الاستمرار في ملء السد بما لا يضر بمصالح مصر والسودان.
وأردف بالقول: “إثيوبيا ليس لديها أي رغبة على الإطلاق في إلحاق الضرر بمصر أو السودان. لكنها لا تريد أن تعيش في الظلام. سنستمر في مسار سد النهضة الخاص بنا دون أي ضرر لكلا البلدين”.
وكان وزير الري والموارد المائية ياسر عباس، قد قال الاثنين، إن إثيوبيا لا تملك حججاً قوية للاعتراض على مقترح “الوساطة الرباعية” بشأن سد النهضة.
وأوضح عباس – على هامش الاحتفال بـ”يوم المياه العالمي” الموافق لـ22 مارس من كل عام – “إثيوبيا ليس لديها حجج قوية للاعتراض على مقترح الوساطة الرباعية (..) الخرطوم كانت تصر على منح فرصة لخبراء الاتحاد الإفريقي لتقريب وجهات النظر، لكن أديس أبابا رفضت ذلك”.
وأضاف: “نندهش من اعتراض إثيوبيا على مقترح الوساطة الرباعية (..) نعتقد أن هذا المقترح ممتاز لتقريب وجهات النظر”.
وتابع قائلًا : “ندعو إثيوبيا لقبول مبدأ الوساطة، للوصول إلى اتفاق عادل وقانوني وملزم في مفاوضات سد النهضة، لتلبية متطلبات الدول الثلاث وتغليب التعاون بدلاً من النزاعات”.
وفي 9 مارس الجاري، رفضت إثيوبيا مقترحاً سودانياً، أيدته مصر، بتشكيل وساطة رباعية دولية، تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحادين الأوروبي والإفريقي، لحلحلة المفاوضات المتعثرة على مدار 10 سنوات.
كما قال عضو فريق التفاوض الإثيوبي في ملف سد النهضة، إبراهيم إدريس، السبت الماضي، إن فكرة الوساطة الرباعية بشأن مفاوضات سد النهضة “خدعة بهدف إطالة أمد الملء الثاني للسد”، وفق وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية.
وأعربت الخارجية المصرية، في بيان، الخميس الماضي عن أسفها حيال استخدام المسؤولين الإثيوبيين “لغة السيادة” بشأن سد النهضة، مؤكدة أن “الأنهار الدولية ملكية مشتركة لجميع الدول المتشاطئة لها ولا يجوز بسط السيادة عليها”.
وتصر إثيوبيا على ملء السد بالمياه في يوليو المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع القاهرة والخرطوم، فيما تتمسك الأخيرتان بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي، حفاظاً على حصتهما السنوية من مياه نهر النيل ومنشآتهما المائية.
وفي سياق آخر اعترف آبي أحمد، للمرة الأولى بوقوع فظائع ضد المدنيين في إقليم تيغراي، أثناء النزاع الذي اندلع في نوفمبر الماضي مع عناصر “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي”.
وقال أحمد: “تشير التقارير إلى ارتكاب فظائع في منطقة تيغراي”.
وأضاف أن “الجنود الذين اغتصبوا النساء أو ارتكبوا جرائم حرب أخرى أو نهبوا (ممتلكات) سيتحملون المسؤولية”.
وهذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها آبي بارتكاب جرائم خطيرة في تيغراي.
وتأتي تصريحات آبي احمد بعدما أوفد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس الماضي، النائب الديمقراطي بمجلس النواب الأميركي كريس كونز إلى إثيوبيا لبحث الوضع في إقليم تيغراي، بعدما وصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ما يجري في الإقليم الإثيوبي بأنه “تطهير عرقي”.
وكانت ترفض الحكومة الإثيوبية اتهامات بلينكن بالتطهير العرقي، ووصفتها بأنها “حكم زائف لا يستند إلى دليل ضد الحكومة الإثيوبية”.

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي