السودان الان

أزمة المواصلات.. “كورونا” العاصمة المتجددة!

مصدر الخبر / جريدة التيار

 

 

تحقيق:  نوال عبد القيوم

في ظل التضخم  والأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وفي ظل هذه الأوضاع يعيش المواطن أسوأ كارثة اقتصادية  صعبة بكل المقاييس تتمثل في الارتفاع الكبير في أسعار  السلع ومعاناة المواطنين في المواصلات، وتعتبر مشكلة المواصلات مشكلة قديمة متجددة لم  تجد لها حلاً كل الحكومات التي تعاقبت على حكم البلاد فضلاً عن إنه لم تهتم هذه الحكومة أو الحكومة السابقة بهذا الملف ولم تضع له حلولاً جذرية.

ومن الملاحظ أن كل الحكومات المتعاقبة كانت تدير هذا الملف بطريقة عشوائية  غير مدروسة وفي ظل غياب كامل لوضع الخطط والاستراتيجيات  لإدارة هذا الملف الحيوي، ومن نتاج هذه العشوائية والفساد الذي كان يدار به هذا الملف هذه الكارثة التي يعيش فيها اليوم المواطن السوداني ويدفع ثمنها.

ثورة ديسمبر

والمتتبع للمشهد العام يلحظ أن مشكلة المواصلات العامة  ظلت تمثل  هاجساً كبيراً  يؤرق مضجع المواطنين وهي كانت من أهم أسباب الثورة التي أطاحت بالنظام البائد الذي ظهرت في أواخر أيامه هذه المشكلة بقوة كبيرة على المشهد وكان المواطن يعاني أشد المعاناة أزمة المواصلات والنقل بسبب زيادة تعرفه الترحيل والنقل.

هزائم اقتصادية

وتعتبر هذه من أكبر الهزائم الاقتصادية التي فيما بعد أطاحت بالنظام ولأهمية هذه القضية قامت “التيار” بجولة صحفية  للمواقف الرئيسية “جاكسون، الاستاد، شروني” لمعرفة الوضع على أرض الواقع.

تجمهر وسخط

“التيار” داخل موقف جاكسون من أهم الملاحظات التي لفتت الانتباه وجود أعداد كبيرة جدآ من المواطنين داخل الموقف وخارجه يتناثرون في انتظار ما يقلهم إلى وجهتم من حافلات أوبصات وهؤلاء المواطنين  من مختلف القطاعات طلاب شباب موظفون و نساء ورجال من  مختلف الأعمار يقفون بالساعات الطوال من أجل الحصول على المواصلات.

فوضى التعريفة

والتيار مازالت في تجوالها داخل جاكسون حيث رصدت كذلك ندرة وشح وارتفاع لأسعار تذاكر المركبات، وكان من الملاحظت التي لحظتها “التيار” أيضاً  الانسحاب الكامل للحافلات في الأوقات المسائية أو وقت الذروة ويكون البديل لهذه الحافلات أو الباصات “الهايس والأمجادات والتأكسي” مع ملاحظة أن سائقيها يعملون على استغلال هذه الأزمة استغلالاً بشعاً برفع أسعار التذاكر، حيث تكون الأسعار في الفترة الصباحية لهؤلاء (أمجاد وهايس والتكاسي) ١٥٠جنيهاً أما في الفترة المسائية يكون هناك ارتفاع كبير ومتفاوت بينهم، وفي ظل هذه الأزمة ظل هذا الجشع قائماً من قبل هؤلاء مما يضطر المواطن لدفع الثمن وحده من غلاء الأسعار بصورة عامة من أجل المعيشة وكذلك الغلاء الذي أرهق المواطن مادياً وجسدياً.

هذا هو حال الشعب السوداني يعيش في سلسلة من الأزمات الطاحنة في كل ضروريات الحياة، ولتسليط المزيد من الضوء على هذه المشكلة ولمعرفة الأسعار استطلعت “التيار” عدداً من أصحاب المركبات العامة والخاصة  وكذلك قامت باستطلاع عدد من المواطنين.

صف الوقود

وفي استطلاع لأحد السائقين عن انسحاب الحافلات في الفترة المسائية وفي أوقات الذروة، أجاب بإنه في هذه الأوقات يكون متواجداً في صف  الوقود لجهة إنه لايوجد تنسيق مع مؤسسات البترول، وأضاف كان من المفترض أن تخصص طلمبات معينة للحافلات لأن هذه الحافلات تعمل على نقل المواطنين، أما بالنسبة لارتفاع التذكرة من٥٠جنيهاً   قال نحن بالنسبة لنا غير مجزية، وفي سؤالنا له عن المعاناة التي يعاني منها أصحاب المركبات أجاب أن هنالك  عدة معاناة بالنسبة لهم تتمثل في، ارتفاع أسعار الوقود، الطرق غير منظمة، أسعار التذاكر غير مجزية، وعن الرقابة أكد إنه لاتوجد أية جهات رقابية بالمواقف.

معاناة اقتصادية

والتقينا في تجوالنا بالطالبة  نسرين خليل عبدالله، التي قالت في إجابتها حول معاناة المواصلات أن الشعب السوداني بكافة شرائحه يعاني معاناة اقتصادية حادة وبجانب ذلك يعاني من مشكلة المواصلات التي أصبحت مرهقة بالنسبة لنا وأصبحت باهظة التكاليف وأضافت في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة أصبح ألمواطن يعاني أشد المعاناه، معاناة في تأمين ضروريات الحياة وكذلك معاناة في انعدام وندرة كافة الخدمات من مياه وكهرباء ومن مشكلة المواصلات التي أصبحت عصية عن الحل ويتساءل المرء عن  العقبة الكؤود التي حالت دون وجود حلولٍ جذرية لهذه المشكلة التي ترحلت ونقلت من مشكلة بسيطة إلى أن تراكمت دون وجود حلول لها ، وبذلك أصبحت أزمة وترحلت إلى أن أصبحت كارثة عصية عن الحل والمواطن هو الوحيد الذي يدفع ثمن فشل الحكومات  في أدارة الملفات التي تلامس حياة المواطنين.

اتفاق الطراحين

من جانبه قال السائق، عمر عبدالقادر عمر، الذي يعمل في خط الصحافة زلط الميناء البري، في إجابته حول ارتفاع الأسعار، إنهم يتفقون مع الطراحين لتحديد سعر التذكرة وفي سؤال حول من هو الطراح، قال إنه كان في السابق من أفراد النقابة لكن “هسي مافي نقابة”، وعن الضوابط والرقابة أكد إنه لا توجد الآن أية رقابة أو ضوابط، كان في النظام البائد توجد رقابة وكانت توجد ضوابط في سعر التذكرة، وفي ظل هذه الفوضى، فوضى أسعار التذاكر وفي ظل غياب كل الضوابط يعيش المواطن معاناة قاسية في المواصلات العامة بين انعدام وندرة وزيادة في ارتفاع التذاكر.

ومازالت التيار متجولة لتسليط الضوء على هذه القضية  وفي تجوالنا لاحظنا كمية كبيرة من المواطنين يصطفون داخل المواقف  الرئيسية بحثاً عن المواصلات.

وكذلك الحال بالنسبة لموقف بحري  وشروني وأم درمان حيث تتواجد إعداد كبيرة وجمع غفير من الجمهور يقفون في انتظار  المواصلات، بينما في موقف أم درمان لاحظنا تدافع المواطنين  نحو الحافلات بقوة وشراسة الكل يريد أن يحجز له موقعاً لكي ينقله إلى وجهته التي يقصدها بعد معاناة ووقوف لفترات طويلة.

ندرة وانعدام

وفي موقف بحري إلتقينا بالطالبة، آسيا عوض، التي ذكرت لنا معاناتها مع المواصلات حيث قالت نحن كطلاب نعاني معاناة شديدة من المواصلات بين الندرة والانعدام، وأوضحت إنها تسكن أم درمان إسكان البشير، وفي سؤال “التيار” لها عن بطاقة الطلاب و أسعار التذاكر، قالت نحن لا نمتلك بطاقات للترحيل نحن  نعاني من سعر تذكرة الحافلات التي تبلغ ١٥٠جنيهاً، وأضافت أتمنى من الحكومة أن تحل لنا مشكلة المواصلات، ومازالت التيار تتجول  في المواقف الرئيسية حيث انتقلنا إلى موقف بحري ووجدنا ازدحاماً وأعداداً كبيرة من الجمهور، والتقينا بمواطن أرجع أسباب هذه المشكلة لعدم الرقابة والجشع والطمع لدى أصحاب المركبات، وكذلك التقينا بالسائق، إسماعيل مختار، الذي أوضح أن التعرفة تكون في الفترة الصباحية ١٠٠جنيه وفي المساء ١٥٠جنيهاً، وفي سؤال للتيار له لماذا؟ ، قال في المساء تكون هناك زحمة كبيرة فضلاً عن الأسباب الأخرى المتمثلة في ارتفاع الوقود.

هذه كانت حصيلة “التيار” التي قامت بها في المواقف الرئيسية لرصد معاناة الناس ورصد أسعار التذاكر، وما خلصت منه “التيار” أن هنالك  وفي جميع المواقف تنعدم الرقابة وتزدهر الفوضى الكبيرة في أسعار التذكر ، مع الاستغلال البشع من أصحاب المركبات الخاصة لهذه الأزمة بارتفاع سعر التعرفة من٢٥٠ إلى (٥٠٠) جنيه في بعض الأحيان، هذا هو الحال في قضية المواصلات التي أرهقت المواطنين مادياً وجسدياً.

 

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

جريدة التيار