نظرية قديمة نصها يقول :- من السهل أن تقود شعباً في زمن الحروب .. ولكن من الصعب بمكان أن تقود ذات الشعب في زمن السلم و السلام .
والسبب معروف فإن الشعوب ترضى بكل المبررات والأعذار لنقص ( الخدمات والرفاهية والتعليم والصحة الخ الخ) في زمن الحرب ،، فيصبح فكر قيادات الدول التي بها حروب مرتكزاً على تنمية قياداتها ورفع أرصدتهم المالية بتأصيل قوانين فساد وذلك تحسباً لو تم كشفهم ،، أو لو تم إبعادهم من سدة الحكم فيكون لديهم رصيد ،، وبشرط الأرصدة المالية الضخمة الخاص بفسادهم دوماً تكون في دول أخرى ولا تكون في أوطانهم فهم من سرق أوطانهم .
لذلك فإن سارق أموال الشعوب يعلم جيداً بأن وجود ماله المسروق من الشعب في بلاده سوف يصبح عليه دليل فساد،، وبالتالي هو يسرق شعبه ويقوم بتنمية اقتصاديات دول أخرى وشعوب أخرى ،، وذلك ايداع الأموال المنهوبة في بنوك تلك الدول ، وتزيد تلك البنوك الأجنبية حركاتها التجارية وترتفع نسبة أرباحها ،، بينما هو قد دمر بلاده ودمر شعبه وأفسد دولة القانون والمؤسسات في بلاده لصالح تنمية بلاد الآخرين ليهرب إليها إذا وقعت الواقعة .
وفي زمن الحرب تصبح الحرب نفسها (شماعة ) ويصبح التعليل دوماً لباقي الشعب بأن الحرب هي سبب عدم توفر الإمكانيات للجميع لجعل حياتهم أفضل فتبلع الشعوب ( حبة بندول المشحون بالاكاذيب والنفاق في زمن الحرب) .
ولكن في زمن السلم الكل يرتقب لك الأكاذيب بدقة ،، والتجاوزات والنفاق ،،والفساد وتخرج له الشعوب ( القديم والجديد مما صنع من خداع لها ) وبالعامية يعني (يطلعوا لمن يحكم بدكتاتورية القديم والجديد) ،،
لذلك تعتبر الأزمات العالمية والمحلية الأمنية والتهديدات على الوضع الأمني و الوطني الداخلي في دول العالم الثالث هي (نعمة وليست نقمة ) في حسابات الحكومات الدكتاتورية في العالم الثالث .. وبالتالي فن صناعة الأزمة أصبح علم أساس من علوم السياسة ومن أهم أدوات بقاء النظم الدكتاتورية في العالم الثالث هي ثلاثة شروط وهي كما يلي :-
1- كيف يتم صناعة الأزمة بمهارة ! ! ؟
2- كيف تقنع الشعوب أن تتعايش برضا تام مع الأزمة بدون تذمر.
3- كيف تحل الأزمة جزئياً ليفرح بعض صغار العقول يقودون الرأي العام ليسطروا على الرأي العام بشكل شامل .
4- كيف تحل الأزمة محل أزمة ليستمر حال الأزمات ويشعر الناس صانع الحلول بينما أنت صانع الأزمات ! !
وبالطبع فإن قاتل الدكتاتورية الأول عالمياً هو التمسك ( بالدين الإسلامية) فهو السبيل الوحيد لكشف صناع الأزمات ونفاقهم ، وأكاذيبهم للشعوب ، خاصة لشعوب العالم الثالث نسبة لتفشي الأمية والجهل والمرض والكسل عن الإنتاج وكثرة التنظير بين شباب شعوب العالم الثالث بلا إنتاج ولا أهداف لها قيمة .
تخصصت بعض الأنظمة في دول العالم الثالث ( خاصة العالم الافريقي) بأن تؤخر انتشار العلوم وتقفل أبوابها وتمنع دخول التكنلوجيا الحديثة ،،بمعنى أن تقوم بتأخير شعوبها لمستويات متخلفة من الجهل العلمي والمعرفي وذلك بإشعال الفتن والحروب والنعرات القبلية والجهوية لتزيد من تخلفها العلمي ويرتفع في سكانها نسبة الفاقد التربوي من أجل أن تظل تلك الفئة الحاكمة فيها إلى أن يأخذ الله أجلها بالموت ويرثها من بعدهم نفس أصحاب المصلحة المستدامة في بقاء الشعوب جاهلة إلى ما شاء الله ..
في معظم دول العالم الثالث انتشرت ظاهرة تعرف بالحروب الداخلية المفتعلة والتي تهدف لترسيخ مفهوم قيادة أشخاص بعينهم إلى الأبد ثم تخلدهم ليكونوا أساطير في نظر الأجيال المتلاحقة ,,, وبعض الدول وصل بها الحال أن تؤسس لصناعة رموز فكرية وما هي بفكرية ورموز علمية و ما هي بعلمية
وظهر لنا فكر وأساطير مفكرين من نوعية قول فرعون ﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) حتى تصبح بعض شعوب العالم الثالث تدور كما نقول مثل ساقية جحا ,, من البحر وإلى البحر ترمي ,, والأرض بجوارها بل تقف عليها الساقية وهي بور لا ماء يصلها ولا زرع فيها قد غرس ،، ولا تيراب فيها قد شتت و زراع ،، ولا ضرع عاش عليها قد أنتج منها ولا شرب منها الناس ماء .،، لتصبح بعض شعوب العالم الثالث في تلك البلاد ( كالعير في البيداء يقتلها الظمأ ,, والماء على ظهورها محمول )
المصدر من هنا