تقرير: علي ميرغني
مع بداية شهر رمضان خفتت أصوات مولدات الكهرباء الخاصة في المنازل والمواقع التجارية، في العاصمة السودانية الخرطوم. وأصبحت برمجة قطوعات الكهرباء اكثر رحمة وانخفضت ساعات القطوعات إلى حدود الثلاث ساعات في اليوم.
وشهد السودان في ديسمبر الماضي العام 2020 انخفاض كبير في توليد الكهرباء بقطاعيه الحراري والمائي، الشئ الذي دفع الجهات المختصة لإعلان برمجة لقطوعات الكهرباء وصلت لأثني عشر ساعة في اليوم.
الفجوة بين التوليد والاستهلاك
في الأسبوع الماضي كشف وزير الطاقة والنفط السوداني، جادين علي عبيد، عن أن استهلاك الكهرباء بالبلاد يبلغ حوالي 4.5 ألف ميقا واط، فيما يبلغ التوليد 1820 ميقا واط. مما يعني أن السودان ينتج حوالي 54.5 بالمائة من استهلاكه من الكهرباء.
وساق وزير النفط السوداني مبررات لهدا الوضع، وارجعه إلى عدم توفر الوقود للمحطات الحرارية بسبب عدم توفر العملات الحرة الكافية لتوفيره، بالاضافة إلى عجز وزارة المالية عن توفير التمويل اللازم لتوريد قطع الغيار الخاصة بمحطات التوليد الحراري.
منشاءات التوليد الكهرباء
يحصل السودان على الطاقة الكهبائية من ثلاث موارد، عبر التوليد المائي من سد مروي على النيل الرئيس في اقصى الشمال، وسد الرصيرص على النيل الأزرق قرب الحدود الجنوبية الشرقية مع اثيوبيا، سد أعالي نهر عطبرة وستيت على نهر عطبرة، احد روافد النيل، فيما ينتج سدا جبل اولياء على النيل الابيض وسنار على النيل الأزرق كميات قليلة من الكهرباء.
النوع الثاني هو التوليد الحراري وتأثر سلبا اثناء عهد الرئيس السابق البشير نتيجة لتركيز الحكومة على التوليد الكهرومائي واهمال التوليد الحراري. وتوجد محطات حرارية في منطقة ام دبيكرات جنوب البلاد، ومحطة بحري الحرارية ومحطات ثلاثة في منطقة قرى شمال الخرطوم بحري.
ويحصل السودان ايضا على 300 ميقا واط من اثيوبيا وايضا 300 ميقا واط اخرى من مصر بعد إكمال الربط بينهما. فيما تم استئجار سفينة من شركة تركية، لتوليد الكهرباء راسية في البحر الأحمر وتم ربطها بالشبكة القومية. فيما توجد مولدات حرارية صغيرة في بعض المدن السودانية غير مربوطة بالشبكة القومية.
سعات التوليد
الخميس الماضي، الثامن من ابريل، اتفق السودان وتركيا على زيادة التوليد من السفينة التركية الراسية في البحر الأحمر قبالة بور تسودان من 150 إلى 250 ميقا واط ابتدأ من شهر مايو المقبل.
وكان وزير الطاقة والنفط جادين علي عبيد، كشف عن أن العجز في الإمداد الكهربائي سينخفض بصورة ملحوظة تنتهي بعدها برمجة القطوعات، بعد أن تدخل الشبكة القومية ما بين 700 إلى 800 ميقا واط . وبشر بزيادة التوليد في سد مروي إلى 900 ميقا واط، وارتفاع توليد محطة امدبيكرات الحرارية إلى 100 ميقا واط، و80 ميقا واط من خزان الرصيرص، و120 واط من محطتي بحري وبري الحراريتين. فضلا عن سدي ستيت وأعالى نهر العطبرة
قف التوليد الآن
تحسبت الحكومة السودانية لتوفير الكهرباء في فترة شهر رمضان الكريم. وأعلنت أن قطوعات الكهرباء ستنخفض بصورة كبيرة في شهر رمضان.
وفي الأول من شهر ابريل الحالي، أعلنت السلطات تفريغ بحيرة خزان جبل أولياء تزامن دلك مع وقف ضخ المياه من خزان سنار في ترعتي الجزيرة والمناقل الشيء الذي يعني ضخ30 مليون متر مكعب يوميا.
وقال للتيار أحد خبراء السدود أن الخطوة تجئ لرفع منسوب المياه في بحيرة سد مروي لزيادة التوليد المائي. موضحا أن وصول المياه الى هناك يستغرق ما بين 12 الى 13 يوم وهي فترة توافق الأول من شهر رمضان.
وبحسب قراءات للتوليد بسد مروي يوم 13 ابريل ارتفع التوليد إلى 1210 ميقا واط، وهدا يعني ارتفاع التوليد من مروي بنسبة 100 بالمائة، مما يؤكد أن انخفاض التوليد كان بسبب انخفاض ارتفاع المياه في بحيرة السد، يشار إلى ارتفاع ارتفاع مياه بحيرة سد وصل 293.14 في اليوم الأول من رمضان ووصل تدفق المياه في التوربينات إلى 3213 متر مكعب في الثانية.
نجحت الحكومة بدرجة كبيرة في إحداث زيادة في التوليد الكهربائي، ويحسب لها انها وضعت اجراءات احترازية جيدة، مثل حجز اكبر كمية ممكنة من المياه لاستخدامها في زيادة التوليد المائي في شهر رمضان.
لكن هناك تحديات جدية تواجه التوليد المائي متمثلة في إمكانية حدوث انخفاض كبير في تدفق مياه النيل الأزرق في شهر مايو بعد ان أعلنت وزارة الري والموارد المائية السودانية ان تشرع السلطات الاثيوبية في الملء الثاني بسد النهضة في شهر مايو المقبل.
المصدر من هنا