السودان الان

نعم ما قاله حسن مكي صحيح.. منسوبو النظام البائد لا زالوا يسيطرون على مفاصل الدولة. الأوضاع الاقتصادية صعبة خلاصة الأمر نحن محكومون الآن بالإنقاذ 3 يقول برمة ناصر ويوقع على حديثه في كونه رئيس حزب الأمة

مصدر الخبر / صحيفة اليوم التالي

الخرطوم ” اليوم التالي
بالنسبة لرئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمه ناصر، فإن البلاد الآن محكومة بالإنقاذ 3 وأن منسوبي النظام البائد لا يزالون في أماكنهم ويسيطرون على مفاصل الدولة وعلى الحكومة التصدي لهم.
في حواره لصحيفة السوداني يقول خليفة الراحل الإمام الصادق المهدي في كرسي رئاسة حزب الأمة القومي؛ نعم حديث حسن مكي صحيح، وعين الحقيقة بأن هذه الحكومة هي النسخة الثالثة من الإنقاذ؛ وكان القيادي الإسلامي حسن مكي قد قال في حوار إن ما حدث في السودان لم يكن ثورة وأننا الآن نعيش النسخة الثالثة من الإنقاذ وهو ذات الأمر الذي أكد عليه رئيس حزب الأمة القومي.
لكن ثمة سؤال يتردد الآن: ما الذي يجعل أصحاب الحكومة هم من يهاجم الحكومة في الوقت الراهن، وما هي الدلالات التي تدفع برئيس حزب الأمة الشريك الأصيل في حكومة الفترة الانتقالية في حقبة ما بعد السلام، يردد مثل هذا النوع من الحديث ؟
الأمر رهين بعملية الأداء العام للحكومة في الوقت الراهن، وهي التي فشلت في عدد من الملفات السياسية والخدمية، وأنه في ذات يوم تصريحات رئيس حزب الأمة القومي كان مسؤول المياه في ولاية الخرطوم يصرح بقوله إنه وبعد فشل هيئة المياه في توفير المياه عبر المواسير فإنها ستقوم بنقلها عبر التناكر وتمنح كل منزل برميل مياه، وهي التصريحات التي كانت مثار سخرية وتندر في الشارع السوداني على ما يرى أنه فشل حكومي مبين، ويحتاج للمزيد من العمل من أجل إنجازه في وقت تزداد فيه الأوضاع المعيشية صعوبة، ويعاود الجنيه هبوطه مرة أخرى أمام العملات الأجنبية بعد استقرار بسبب قرارات تحرير سعره، وهو أمر ارتبط ايضاً بخلل في تنفيذ السياسات المعلنة من قبل المؤسسات الرسمية.
حسناً.. وفي الوقت الذي كان يقرأ فيه البعض تصريحات رئيس الحزب وتوصيفه للحكومة الانتقالية بأنها الإنقاذ 3 كانت نائب رئيس حزب الأمة القومي والناطق الرسمي باسم مجلس شركاء الفترة الانتقالية والسيدة التي تشغل منصب وزير الخارجية في ذات الحكومة مريم الصادق المهدي؛ ترافق رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك لزيارة القيادة العامة وتلتقي هناك برئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، كانت مريم أحد أربعة وزراء قدمهم حزب الأمة للمشاركة في الحكومة، والذي سبق أن قدم في وقت سابق خمسة من منسوبيه لشغل مناصب الولاة في حكومة الفترة الانتقالية، ويخوض ذات الحزب معركته الآن من أجل تعزيز مكاسبه في مناصب البرلمان المعين لذات حكومة الانتقال، وهو الأمر الذي يفترض سؤالاً: إذا كانت حكومة وبكل هذا العدد من مشاركات من حزب الأمة هي مجرد امتداد للإنقاذ التي قال الحزب إنه ظل يواجهها طوال التاريخ فمن أين لنا أن نجد حكومة انتقال لا يمكن توصيفها بأنها حكومة الإنقاذ 3؟
في المقابل فإن ثمة من يرى في تصريحات رئيس حزب الأمة بأنها تعبير عن حالة (التناقض) داخل مكونات الحزب نفسه والتباينات بين مواقفه المعلنة وبين مواقف الحكومة الانتقالية الأخيرة؛ مثلاً الحزب الذي ظل مصراً على موقفه الرافض لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بل إن الحزب يقول بأن هناك شبهة استهداف أدت لوفاة زعيمه السيد الصادق المهدي وأن السبب الرئيسي فيها موقفه الرافض للتطبيع، لكن رغم كل ذلك فإن الحزب يؤكد على تمسكه بالموقف المبدئي ضد التطبيع، بينما نائب رئيسه مريم الصادق تشغل منصب وزير الخارجية في حكومة التطبيع المرفوض من قبل حزبها وهو أمر من شأنه خلق ربكة في ما يتعلق بتحديد مواقف الحزب والفصل بينها وبين مواقف الحكومة الانتقالية،
بالطبع لا يبدو موقف رئيس حزب الأمة منفصلاً عن مواقف قيادات حزبية أخرى في ما يتعلق بتقييم العمل الخاص بالحكومة الانتقالية، فحالة عدم الرضا عن السياسات الحكومية بدت وكأنها السلوك العام الذي تتبناه القيادات السياسية أمر قال به في وقت سابق رئيس حزب المؤتمر السوداني ولا يزال يردده رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل، ودفع بقيادات الحزب الشيوعي لرفع شعار إسقاط الحكومة نفسها فقط لأنها تمثل امتداداً للعهد البائد، وأنه لا فرق بينها وبين الإنقاذ التي أسقطها الشعب قبل عامين.

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة اليوم التالي