سنجة – آدم محمد أحمد
يلقب بالشيخ، ليس لتاريخه السابق في الدفاع الشعبي، لكنه يبدو زاهداً في كل شيء، يحاول دائماً أن يسوق الأشياء بالبساطة، قدم نفسه في المؤتمر التنشيطي لحزب المؤتمر الوطني لولاية سنار نهار (الأحد).
أخذ الضو الماحي، والي ولاية سنار، المايك من مقدم البرنامج وبدأ التقديم بنفسه، غنى مع الفنان تلك الأغاني الحماسية القديمة للإسلاميين، وختم البرنامج منشداً (في حماك ربنا). تعد سنار الولاية الوحيدة التي ربما لم تتقاتل فيها عضوية الحزب الحاكم فيما بينها، بما يعرف بالصراع الحزبي الذي وصل في بعض الولايات إلى الاعتداء بالأيدي، كما حدث في بورتسودان مؤخرا. قال الضو الماحي، في حديث سابق لـ(اليوم التالي)، إن سبب هدوء عاصفة الخلافات في ولايته يعود إلى أنه لم يتهم أحداً ولم يحاول معاداة أحد منذ أن تولى زمام الولاية، ويبدو أن ذلك الأمر مكن سنار من تحقيق أكثر من غاية، أولها التربع على عرش الولايات في ما يتعلق بإكمال مؤتمرات الأساس التنشيطية للحزب، والقفز إلى مؤتمر الختام، وكانت سنار قبل عامين هي الأولى أيضاً في المؤتمرات، وكذا الحصول على دعم سخي من القواعد لدعم برامج الحزب.
يقول يوسف الصديق، نائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية، إن العضوية مولت المؤتمرات ودفعت حوالى (4) ملايين جنيه، ولم يدفع المركز مليما واحدا، وأضاف: “ذلك يؤكد التفاف الجماهير حول الحزب”. ويقول إبراهيم محمود حامد، نائب رئيس المؤتمر الوطني، تعليقا على ذلك، إن سنار كانت الأولى في التاريخ ونريدها أن تكون الأولى في الحزب، منوهاً بأن اللقاء يرسل رسالة مفادها أن سنار لا تزال في الموعد.
المعلوم أن المؤتمرات التنشيطية تحمل اسمها تماماً، لكونها تأتي لتنشيط قواعد الحزب والوقوف في منتصف الطريق لمراجعة البرنامج الذي وضع في آخر مؤتمر عام.
ويقول صلاح علي آدم، أمين أمانة الأوسط بالوطني، إن هذه المؤتمرات تأتي بعد كل عامين لتجويد الأداء، وهي مهمة لأن الحزب يستقبل مرحلة جديدة.. وعلى الرغم من أنها لا تختار قيادات لتصعيدهم ولم يكن في جدولها تنافس، لكنها أحياناً تأتي ساخنة وفقاً لخارطة القضايا التي تشغل الساحة.
تحاول قيادة المركز التي تضع الجدولة والفكرة أن تختار شعاراً محدداً على ضوئه يسير النقاش، بغية الوصول إلى توصيات ممكنة التنفيذ والنفاذ، حمل شعار المؤتمرات هذا العام (نحو أمة منتجة)، وذلك اتساقاً مع رغبة الدولة في تطوير الإنتاج والإنتاجية، كرس مؤتمر سنجة لهذا الفهم وحشد جزءا كبيرا من فقراته لقضايا الإنتاج الكثير، حيث ركزت التقارير التي قدمت على ميزات الولاية الإنتاجية. ويقول يوسف الصديق إن برامج الحزب التي وضعت تحولت جلها إلى مشاريع وسياسات على أرض الواقع، يجني منها المواطن الخير..
ويقول الضو الماحي إن مؤتمرات ولايته ركزت على الإصلاح في الدولة والحزب، فضلا عن استحقاقات قواعد الحزب في استكمال برنامج النهضة.
دائماً تمثل هذه اللقاءات سانحة لقيادة الحزب، أن تتحدث وتفتي في الكثير من القضايا التي تظل صامتة أحياناً تجاهها، خاصة بالنسبة لنائب رئيس الحزب الذي يمثل الدينمو المحرك والرئيس الفعلي للحزب، فإبراهيم محمود معروف عنه الجنوح إلى المهادنة بلغة بسيطة ولا يميل كثيراً إلى المصادمة مع الآخرين، يقول في سنجة: “مقبلون على مرحلة جديدة نريد أن نصل فيها إلى دولة الأمن والاستقرار والعدل والمساواة، وبناء المجتمع على الصدق والأمانة والإخلاص”، وبما أن الحديث كله يصب في اتجاه تشكيل الحكومة المقبلة ومن الذي يشارك فيها، استغل محمود الفرصة ليذكر الأحزاب التي ترمي بسهام البحث عن موقع بشروط ومعايير ومطلوبات المشاركة، وقال إن أردنا حكومة قوية يجب أن تشارك فيها أحزاب رشيدة ومسؤولة وقوية ذات مؤسسات وتلتزم الشورى في داخلها، وأضاف: “ينبغي أن تقدم الأقوى والأفضل من قيادات لشغل المواقع، ولا أن تدفع بقيادات وفقاً للنسب ولا الصداقات ولا المجاملات”، منوهاً بأن من شروط الدولة القوية الاتفاق على المصالح الإستراتيجية، وزاد: “مافي زول يقول لينا حلوا الجيش والأمن والشرطة، لأن هذه مؤسسات حقتنا كلنا”، وأشار إلى أن وضع قواعد تلك الدولة ليس مسؤولية الحزب وحده، وإنما مسؤولية المجتمع كله، وأوضح أن أي قيادي في الحزب لا يكمل الخدمات الضرورية للمواطن ببلوغ عام 2020، ولا يوليها اهتماماً، فإنه ليس جديراً بالبقاء في الحزب. وأكد محمود أن السلام في المنطقتين ودارفور مقبل، لأن المواطن سئم الحرب وعرف حقيقة المتمردين، وتابع: “أبشركم بأن السلام قادم، أبى من أبى ورضي من رضي، لأننا نريد مرحلة ليس فيها زول خسران”، لافتا إلى أن كل ما تم من تنمية في الطرق والكهرباء والمياه واستخراج البترول، كان في ظل المقاطعة الاقتصادية، وقال: “بعد رفع الحظر ستنطلق البلاد والعفريت يطلع من القفص، ويملأ الدنيا قيم وكرامة للإنسانية”.
يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من جريدة اليوم التالي