أمر رئيس جنوب السودان سلفا كير الأربعاء بوقف القتال بين القوات الموالية لنائبه ريك مشار وفصيل منشق في محاولة لإبعاد شبح الحرب عن البلد الأفريقي الذي يرزح تحت وطأة الفقر.
وقال مشار إن الاشتباكات التي اندلعت هذا الشهر في منطقة أعالي النيل بين أنصاره والموالين لللفتنانت جنرال سايمون جاتويش دوال بعدما حاول الأخير أن يحل محل مشار رئيسا للحزب الذي ينتميان له، تهدف إلى عرقلة عملية السلام الهشة أصلا في البلاد.
ووصف حلفاء مشار الحراك داخل حزبهم بـ”انقلاب فاشل” منددين بـ”أعداء السلام”، ومعربين عن دعمهم الكامل لنائب رئيس دولة جنوب السودان.
والخميس الماضي اتهم مشار، الذي لعب دورا كبيرا في التوصل إلى اتفاق سلام في عام 2018 مع الرئيس كير، القادة العسكريين المنافسين له بمحاولة عرقلة عملية السلام في البلاد ما يعني انزلاقها مجددا نحو الحرب الأهلية.
واندلعت الحرب الأهلية في جنوب السودان بعد عامين من الانفصال عام 2011 عندما اشتبكت قوات موالية لكير مع أخرى تابعة لمشار في العاصمة جوبا. وأودى القتال بحياة 400 ألف شخص وأدى إلى أزمة لاجئين كبيرة.
وقال مكتب كير في بيان “الرئاسة توجه بقوة إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية بين القوات التابعة لقيادة الدكتور ريك مشار تيني والقوات الانفصالية بقيادة الجنرال سايمون جاتويش دوال”.
وذكر لام بول غابرييل المتحدث باسم مشار أن جماعته مستعدة للمحادثات بعد الاشتباكات في ماجينيس. وأضاف “نأمل أن يعود الوضع إلى طبيعته بعد بيان الرئاسة”. ولم يتسن بعد الوصول إلى متحدث باسم جاتويش للتعقيب.
وبالرغم من أنه من المبكر تحديد عواقب الانقلاب الداخلي على مشار الذي يُعدّ شخصية محورية في السياسة عاصر سنوات من الحرب الأهلية وتعرّض لمحاولات اغتيال ولفترات نفي، إلا أن الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) حذرت الاثنين من أن الاشتباكات تتجاوز حزب مشار وتشكل تهديدا لبقية أنحاء جنوب السودان.
المصدر من هنا