السودان الان السودان عاجل

نتائج زيارة حمدوك لجنوب السودان: الاتفاق على فتح 4 معابر واستئناف حركة البضائع والمسافرين

مصدر الخبر / صحيفة القدس العربي

 

الخرطوم ـ «القدس العربي»: عاد رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، إلى بلاده، منهياً زيارة إلى جنوب السودان، كان من نتائجها الاتفاق على فتح 4 معابر بين البلدين، ظلت مغلقة لنحو خمسة سنوات، وكذلك استئناف حركة البضائع والمسافرين، حسب بيان مشترك.

التقدم في السلام

وقالت وزيرة الخارجية السوداني، مريم المهدي، إن «لقاءات رئيس الوزراء مع الرئيس سلفا كير ونائبه رياك مشار، وسفراء دول منظمة الايغاد ودول الترويكا (بريطانيا والولايات المتحدة والنرويج) آكدت على التقدم المحرز في عملية سلام جمهورية جنوب السودان، ومواصلة دفعه وتكريس كافة الإمكانات لتنفيذ ما تبقى منه».
يشار إلى أن عملية السلام بين أطراف الحكم في جوبا تأثرت كثيرا بالانشقاق الذي حدث داخل فصيل نائب الرئيس رياك مشار، ما أعاد الاقتتال بين الأطراف المنشقة الموجودة على حدود البلدين.
وقال مصدر مطلع في جوبا لـ«القدس العربي» دون كشف هويته الأحد: «كانت زيارة ناجحة بكل المقاييس حيث تم تجديد التأكيد بقوة على عدم السماح لأي من أطراف المعارضة في البلدين، باستخدام أراضي أي من البلدين للأضرار بالبلد الآخر. وهذا مهم في ظل تحركات المنشقين من مشار على حدود البلدين، وكذلك تم الاتفاق على المتابعة اللصيقة عبر اللجان الأمنية للوضع في منطقة أبيي، وعلى طول شريط الحدود مع فتح المعابر الحدودية وانسياب حركة التجارة والمواطنين بداية من شهر أكتوبر/ تشرين الأول، وهو أكبر مكسب للبلدين والمنطقة بأسرها».
البيان المشترك الذي صدر عن البلدين مساء أول أمس قال «ركزت الزيارة على القضايا المتعلقة بعملية السلام في جنوب السودان، والعلاقات الثنائية بين البلدين، وعملية السلام في السودان وقضايا إقليمية. وأكد الطرفان على دور السودان كرئيس للإيغاد، في عملية السلام المنشطة في جنوب السودان، ودور الضامنين الإقليميين. وفي هذا السياق انخرط الجانبان في مناقشة الصعوبات التي تواجه تنفيذ اتفاقية سلام جنوب السودان المنشطة، ووافقا على مواصلة الحوارات لحين الوصول في النهاية إلى نتيجة إيجابية».
وتابع البيان : «تمكن الجانبان من الوصول لاتفاقات تقضي بافتتاح أربعة معابر حدودية، الجبلين ـ الرنك، الميرم ـ أويل، برام ـ تمساح، وخريسانة ـ بانكويج، على أن يكون الافتتاح الرسمي في الجبلين في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2021 من قبل الطرفين، مع مواصلة مناقشة اتفاقيات التجارة والمنطقة الحرة الاقتصادية وترتيبات المرور، واستئناف حركة البضائع والركاب عن طريق النقل البري، والنقل النهري، والسكك الحديدية، بجانب إزالة جميع الحواجز التي تعترض التعاملات المصرفية وفتح فروع للبنوك لكل بلد في البلد الآخر، في ظل وضع استراتيجية مشتركة في مجالات النفط والغاز».
وأوضح البيان إنه جرى «الاتفاق على عقد الآلية الأمنية السياسية المشتركة في 4 و 5 سبتمبر/ أيلول 2021 في جوبا» إضافة إلى «تعزيز التعاون في مجالات الأمن والمخابرات لمصلحة شعبي البلدين».
كما أكد الجانبان على «ضرورة مواصلة دور جمهورية جنوب السودان كضامن لاتفاقية سلام جوبا، وأعادا التأكيد على التزامهما بالعمل معاً لدعم وتسهيل تنفيذ اتفاقية السلام، ولحث الأطراف غير الموقعة على الانخراط في عملية السلام».

اجتماع للجنة الأمنية الشهر المقبل… ومتابعة الوضع في منطقة أبيي

وناقش «الجانبان الوضع الإقليمي الحالي وأكدا التزامهما بالسلام الإقليمي والاستقرار، كما أكدا على دور الإيغاد في ضمان التعاون الإقليمي وتطوير الجهود المشتركة لمجابهة التحديات الحالية التي تواجه الإقليم».
وكان حمدوك رئيس الدورة الحالية لمنظمة إيغاد، عاد إلى الخرطوم مساء أمس الأول، بعد زيارة رسمية لمدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان استغرقت ثلاثة أيام، وصفها رئيس الوزراء بـ«الزيارة التاريخية، وقد رافقه خلالها وزراء الدفاع، والخارجية، والتجارة والتموين، والنقل، ومحافظ بنك السودان المركزي، وعدد من المسؤولين.

خلق علاقة استراتيجية

وقال حمدوك، عقب لقائه نائب الرئيس الجنوب سوداني، تعبان دينق، أمس الأول، إن «واجب الجيل الحالي الذي يقود السودان وجمهورية جنوب السودان خلق علاقة استراتيجية بناء على الصلة التاريخية بين البلدين، ولو لم يحدث ذلك الآن فسنواجه صعوبات أكبر في المستقبل لتحقيقه».
وبيّن خلال اللقاء حسب البيان الصادر من مكتبه، أن «عدم نجاحنا في إبقاء البلدين موحدين لن يمنع أن تصبح العلاقات بحدود لا نهائية بل لا بد أن يكون ذلك دافعاً إضافياً، ونتطلع إلى بناء الطرق والمعابر والسكك الحديدية لربط كل مدن السودان وجنوب السودان من بورتسودان والخرطوم إلى جوبا وغيرهما من المدن في الدولتين».
دينق أكد أن مقولة حمدوك «شعب واحد في دولتين هي حقيقة، فالسودانان يعانيان من الضائقة الاقتصادية وأن الحل يكمن في داخل البلدين الشقيقين، وأن فتح المعابر بين السودان وجنوب السودان سيكون له مردود عظيم على المواطنين في الجانبين ويجب أن تنطلق مشاريع لتسهيل الحركة بما في ذلك تنظيف مجرى النهر لاستعادة النقل النهري».
فيما وصفت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، زيارة حمدوك إلى جوبا بـ«التاريخية».
وقالت في تصريحات إن «الزيارة حققت فتوحات مهمة خاصة فيما يخص العلاقات الثنائية بين البلدين» معلنة عن توقيع ثلاث مذكرات تفاهم متعلقة بالنقل والتجارة والبترول.
كما أوضحت أن «السودان ودولة جنوب السودان رجعا للعمل باستراتيجية واحدة فيما يخص البترول بواقع أن البنى التحتية فيما يخص البترول للبلدين هي حقيقة لبلد واحد، وأن البلدين يمضيان في تحقيق شعار شعب واحد في بلدين» وفق قولها. وأعلنت المهدي عن انعقاد اجتماع اللجنة السياسية الأمنية المشتركة يومي 4 و5 من شهر سبتمبر/ أيلول المقبل في جوبا.
وقالت إن «البلدين يمضيان بخطى ثابتة وواثقة نحو علاقة استراتيجية قائمة على تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه على أرض الواقع» موضحة في هذا الجانب أن «وزارتي الخارجية في البلدين، أوكل لهما وضع خريطة طريق بتواقيت محددة لتنزيل كافة الاتفاقيات على أرض الواقع لتكون في خدمة الشعبين تحقيقاً لشعار شعب واحد في بلدين».

محطة جمركية

وفي السياق، قال وزير النقل ميرغني موسى، عقب لقائه نظيره الجنوب سوداني، على هامش زيارة الأول لجوبا إن «اللقاء تناول البروتوكول التشغيلي الذي يستهدف في مجال النقل البري إقامة محطة جمركية في العمق السوداني في مدينة الجبلين، ومثيلها في عمق جنوب السودان بمدينة الرنك تشمل الجمارك والمواصفات والحجر الزراعي والصحي والنقل البري، وهناك ضرورة نقل العلاقات خلال الوقت الحالي من تاريخ البلدين من علاقات أشقاء وإخوان وشعب واحد في بلدين، لعلاقات اقتصادية ذات مصالح مشتركة من خلال التبادل التجاري وتفعيل البروتوكول التشغيلي».
وكشف عن «وجود خريطة طريق لمقترح إعادة تأهيل وصيانة الخط السككي الواصل بين بابنوسة الميرم أويل واو».
وقال «السودان ودولة جنوب السودان دخلتا مراحل التنفيذ في مجال التبادل التجاري من خلال النقل البري عبر طريق الجبلين الرنك» مؤكداً أنهم «سيعملون جاهدين على صيانة هذا الخط في جانب النقل السككي».

 

عن مصدر الخبر

صحيفة القدس العربي