السودان الان

رئيس المكتب السياسي للأمة القومي محمد المهدي حسن لـ( الإنتباهة)(2-2) : نعمل على تشكيل (حكومة ظل)

مصدر الخبر / صحيفة الانتباهة

حوار: هبة محمود
تعكف مؤسسات حزب الأمة القومي على دراسة تشكيل (حكومة ظل) تتابع ملفات الدولة توطئة لفوز الحزب في انتخابات ٢٠٢٣م.
وبرر رئيس المكتب السياسي للأمة د. محمد المهدي حسن في مقابلة مع (الإنتباهة) تشكيل الحكومة كإجراء تمهيدي حال فوز الحزب في الإنتخابات المقبلة حتى يكون أكثر جاهزية للعمل التنفيذي وإدارة الدولة.
قائلاً أنهم يعملون على كسب الإنتخابات القادمة، وأن الغرض من تشكيل حكومة الظل هو تسهيل مهمة الوزراء القادمين، وتابع: الحكومة التي سنقوم بتشكيلها مهمتها متابعة الملفات والتواصل مع الوزارات الرسمية في الدولة، وإكتساب الخبرة إلى حين وصول الحزب للسلطة.
وفي منحىً مختلف أكد المهدي أن الخارطة السياسية المطروحة من قبل الحزب تستند إلى مرجعيات خمس، موضحاً أن حزب الأمة ليس (الألفة) على الأحزاب وإنما هو حزب مبادر وفي سياق آخر أوضح الأسباب التي دفعت الحزب لترشيح مريم لمنصب وزير الخارجية.. الحوار خلال السياق التالي..

*طرحتم خارطة سياسية للخروج من الأزمة، فما هي أبرز ملامحها؟
=الخارطة السياسية تستند إلى خمس مرجعيات، أولاً مشروع تم تقديمه لمجلس الوزراء يسمى مصفوفة الخلاص الوطني، وتسند أيضاً على مشروع العقد الإجتماعي الذي تقدمنا به لتأسيس الفترة الإنتقالية، كما تستند إلى مذكرة مقدمة من رؤساء لجان المكتب السياسي، وكذا مذكرة تم إعدادها من قبل مجلس التنسيق، وتسند أيضاً إلى إتفاق جوبا. هذه هي مرجعيات الخارطة الخمس.

*هل العمل جار الآن على إعداد الخارطة؟
=نعم العمل جار عليه من قبل خبراء وأرجو أن تخلص قبل نهاية الأسبوع.

*هل تعتقد أن الخارطة السياسية يمكن أن تؤتي أكلها؟
=هي مساهمة مبنية على دراسة الواقع عقب تلمس وجهات نظر كل الفرقاء بما فيها قراءة الإتفاق السياسي بين حمدوك والبرهان، على كل حالة هي مساهمة من الحزب ضمن مساهمات كثيرة، لأننا نريد الذهاب إلى مربع يجد الجميع أنفسهم فيه، نحن لا ندعي الكمال ولا ندعي بأن الخارطة منزلة لكن نعتقد أنها إجتهاد بشري قابل للإضافة والحذف والقبول أو حتى الرفض.

*حزب الأمة دائماً   يسعى لتسيد الموقف أو المشهد؟
=كيف؟

*تعتبرون أنفسكم (ألفة) على جميع الأحزاب، فأنتم دائماً ما تسعون لتزعم الأمور  من خلال المبادرات والأطروحات والإصلاحات، على إعتبار أنكم أكبر الأحزاب، ولذلك فإن الكثير يرى ماتقومون به ليس إصلاحاً وإنما محاولةً لإثبات وجودكم؟
=مبتسماً.. هذا غير صحيح. أولاً كون أننا أكبر الأحزاب فهذا أمر لا يستطيع أحد إنكاره، وكون أننا حزب مبتدر فأن هذا أمر معلوم للجميع وكون أننا حزب يقرأ الواقع وفق معطيات محددة أمر لا ينكره أحد، وهذه مسألة منطلقة نابعة من حيوية الحزب. هذه نقطة أما النقطة الثانية فأنه ومن خلال جميع مبادراتنا أرجو أن ينظر الناس إلى القول وليس إلى قائل القول وأن كانوا مختلفين معه، والأسوأ ما في  واقعنا أن هناك من يرى الحديث مقبولاً جداً لكن عندما ينظرون إلى من قائله يعتبرونه غير مجد، وهذه دوافع غيرة وحسد لا صلة لها أصلاً بواقع العمل السياسي. فنحن عندما نطرح هذه المشاريع السياسة لا ندعي الكمال أو نقول أنها منزلة، ولكن نقول أن هذه مساهمة. وأقول لك لو أن (الحرية والتغيير) استمعت إلى العقد الإجتماعي لما حدث ما حدث.

*(الحرية والتغيير) لم تكن على وفاق أو تمتلك برنامجاً محدداً، فهي توحدت وإتفقت فقط على اسقاط البشير أما خلاف ذلك فليس هناك رؤية محددة؟
=وهذا ما قلناه، وهو أن يتم وضع برنامج لما بعد السقوط حتى لا يحدث خلاف.

*كان من المتوقع لكم أن تمضي الفترة الإنتقالية على ما مضت عليه؟
= أبداً لكن كنا نرى أن الفترة الإنتقالية تواجهها مصاعب ولذلك كان الإمام عليه رحمة الله يرى ضرورة التفكير في إنتخابات مبكرة لأنه كان ينظر إلى أن الفترة الإنتقالية لن تمضي إلى الأمام.

*يمكن القول إن نبوءته قد تحققت؟
=نعم، وفي أحد الطواف على الأقاليم قال (أي كاني ماني نمشي الإنتخابات على طول).

*لماذا رغم حديث الإمام ونبوءته ظللتم مشاركين في الحكومة، هذا الأمر حسب عليكم، والآن الشارع لم يعد يثق في الأحزاب ويعتبر أنكم أحد أسباب الأزمة، سيما الشباب، فأنتم لم تعودوا تلبون طموحاته؟
=وماهي طموحات الشباب!!… في بداية الفترة الإنتقالية كان يرى حزب الأمة أن لا تشارك الأحزاب، وأن تقتصر مشاركتها في المجلس التشريعي وأن تدار البلاد عبر كفاءات وطنية مستقلة، لكن تفاجأنا بأن هناك بعض القوى قامت بإقحام عناصرها المعروفة جداً داخل مجلس السيادة والوزراء، هكذا كانت تدار الحكومة الأولى، وعندما تم التوقيع على إتفاقية جوبا، تم تعديل الوثيقة الدستورية وسمح للأحزاب السياسية بالمشاركة، على هذا الأساس أصبح حزب الأمة جزءاً من المشاركة والحكومة وكنا نريد أن نمضي قدماً لولا تعسر الفترة الإنتقالية. فإذاً نحن لم نكن نريد الدخول، ثم أضف إلى ذلك أن حزب الأمة لديه قواعد كانت متضررة من بعد الحزب عن السلطة لسنوات حتى أنهم تحفظوا على رؤيتنا بعد المشاركة في البداية، ولكن عندما فتح الباب للمشاركة كانت الضغوط من القواعد وحتى المؤسسات الحزبية أن يتم المشاركة.
*هل تعتقد أن المشاركة كانت خصماً عليكم؟
=بالعكس أنا أعتقد أن وزراءنا كان أداؤهم جيداً جداً، ومميزاً جداً في كل الوزارات، خاصةً على مستوى وزارة الزراعة، فالجهد الذي بذلته الوزارة برئاسة د. طاهر حربي والتخطيط للموسم الزراعي غير المسبوق في السودان كان هو بجهد أحد وزرائنا. لذلك فإن الذي أريد قوله هو أن آداء وزرائنا مرض وأسهموا إسهاماً كبيراً في الملفات التي أوكلت إليهم، و هذا لا يعني إنكار جهد الآخرين.

*هذا إذا استثنينا آداء وزيرة الخارجية مريم الصادق وما واجهها من نقد، فهل أنتم راضون عن آدائها، خاصةً أن داخل الحزب قيادات كانت ترفض ترشيحها للمنصب، لمخاوف عدة؟
= أولاً ليس صحيحاً وجود قيادات إعترضت على ترشيح مريم. هناك لجنة تفاوض مع (الحرية والتغيير) كنت أنا رئيساً لها، النقاش داخل اللجنة كان حول  عدد الوزارات وماهيتها، كما أنه داخل الحزب كانت توجد لجنة ترشيحات، وهي لديها بنك معلومات عن كوادر الحزب، وعندما حصلنا على الوزارات التي نريدها، قامت لجنة الترشيحات بتحديد من يكون على رأس الوزارات بناءً على السيرة الذاتية للشخص وقدمتها للمكتب السياسي الذي إعتمدها ثم قام بتسليم الكشف إلى رئيس الوزراء، وبالتالي فأن هذا يعني أن مريم والأحباب الآخرين مروا بمراحل داخل الحزب قبل أن يدفع بهم للتعيين، فكيف لحزب يقدم مريم ضمن قائمته الوزارية، ويكون هناك أشخاص غير راضين.

*يعني القائمة المدفوعة من قبلكم تم التوافق عليها بالإجماع؟
=نعم.
*لماذا دفعتم بمريم الصادق تحديداً لوزارة الخارجية؟ ما هي الخبرة التي تمتلكها حتى تكون في هذا المنصب؟
=مريم كانت مسؤول العلاقات الخارجية داخل الحزب، وبالتالي فأنها تمتلك معلومات عنه، وصحيح أن ملف العلاقات الخارجية ليست وحدها من كانت تديره لكنها كانت نائبة الرئيس للعلاقات الخارجية لفترة طويلة ومساعدة الأمين العام أيضاً للعلاقات الخارجية، وبالتالي من وحي التدريب الذي حصلت عليه مريم دفعنا بها إلى هذا الملف بعد أن حصلنا على وزارة الخارجية، وكذلك الأمر لبقية الوزارات.

*بقية الوزارات لم يصحبها الجدل الذي صحب تعيين مريم، والكثيرون يرون أن الدفع بها لهذا المنصب هو تقديراً لوالدها الراحل؟
=مريم لديها كسب في هذا الملف، وصحيح أنها تدربت على يد والدها الراحل لكن لديها كسب.

*كسب في هذا الملف على نطاق ضيق وهو داخل الحزب، لكن ليس كسباً يؤهل لإدارة ملف علاقات خارجية لدولة كاملة؟
=لكنه ملف علاقات خارجية.

*لكن لحزب، أي في إطار محدد؟
=نعم وكان يرجى أن تدفع بخبرتها في إدارة الدولة.

*عبارة (كان يرجى) هذه هل يمكن إعتبارها أنكم كنتم تأملون أكثر من المتوقع؟
=لا ..ولكن في النهاية أن أية تجربة بشرية فيها النجاح والإخفاق، هناك من يرى أن مريم كانت من أنجح الوزارات وهناك من يرى العكس و…

*مداخلة.. من داخل الحزب من يرى ذلك أم خارجه؟
=من داخل وخارج الحزب .

*أنا أقصد من داخل الحزب تحديداً؟
=كل الحزب راض تمام الرضا عن آداء وزرائه.

*ليس كل الحزب حتى نكون دقيقين دكتور؟
= أنا أتحدث على سبيل التغليب وليس على سبيل الإطلاق. الغالبية داخل الحزب راضية عن آداء مريم. ثم أن آداءها في مخاطبة مجلس الأمن مع وزراء آخرين، كل الناس رأوه  مميزاً وأكثر إحاطةً. وأعتقد أنها أحرزت نجاحات معتبرة للسودان سيما في ملف سد النهضة وغيرها من الملفات.

*عن أي نجاح تتحدث وهي تحدثت عن استعمار الأراضي السودانية للمصريين؟ ما تفوهت به مريم أكد للمصريين أحقيتهم في مثلث حلايب وزاد من أطماعهم في الأراضي السودانية، فهل هذا نجاح من وجهة نظرك ؟
=مريم نجحت في كثير من الملفات، لكن يمكن القول إن هناك ملفات أخفقت فيها ( يعني لو قلت ليك أنها نجحت في كل الملفات بنسبة ١٠٠ ٪بكون جافيت الحقيقة) هي أحرزت نجاحات معتبرة جداً جداً وأخفقت في بعضها وهذه مسألة معلومة.

*يمكن أن نعتبر ما ذكرت إجابة رغم أن إدارة ملف علاقات خارجية لحزب لا يمكن أن يدير دولة؟
=هو في النهاية ملف علاقات خارجية. في بريطانيا عندما يفوز حزب المحافظين مثلاً، يقوم حزب العمال على الفور بتكوين حكومة ظل، هذه الحكومة تقوم بمتابعة ذات الملفات التي يديرها الحزب الحاكم، وبالتالي تلاحظون في بريطانيا أن الحزب الفائز تنتقل فيه على الفور حكومة الظل إلى الحكومة الرسمية في البلاد (فدا الحاصل) ونحن الآن داخل حزب الأمة ندرس تكوين حكومة ظل.

*حكومة ظل؟
=نعم وهذا الأمر كان مطروحاً ضمن آخر إجتماعاتنا وسوف ننظر فيه. حتى أننا إذا فزنا في الإنتخابات المقبلة ندفع بالأشخاص الذين تم إختيارهم ويكون لديهم خبرة.

*واثقون من إكتساح الإنتخابات لهذه الدرجة؟
=يجب أن  تعمل على أساس الفوز، ونحن نعمل على أساس الفوز في الإنتخابات القادمة، لأنه إذا أنا منذ البداية لا أثق في الفوز فعلى ماذا أعمل إذاً.

*متى سيتم تشكيل حكومة الظل؟
=الأمر مازال قيد الدراسة والنظر.

*بعيداً عن مريم الصادق، دعني أسألك عن عبد الرحمن المهدي، أين هو ؟
=عبد الرحمن موجود.

*ما وضعيته داخل الحزب؟
=عبد الرحمن ليس لديه أية وضعية في الحزب.

*بعض التسريبات خرجت عقب لقائه بالفريق البرهان، حول إعداده لرئاسة حزب الأمة، وترتيبات حول ذلك؟
=وما علاقة البرهان بحزب الأمة؟ حزب الأمة حزب مؤسسي والإمام عليه الرحمة ترك حزباً مؤسساً، ونحن الآن نتحدث عن حزب مركزي به مكتب سياسي منتخب وأمين عام منتخب وبه مجلس تنسيق، بالإضافة إلى هيئة مركزية منتخبة، وعلى مستوى الولايات فحزب الأمة موجود، وهذه المؤسسات التي ذكرت منتخبة وسوف ندير الحزب لحين إنعقاد المؤتمر العام، وفي المؤتمر الأمر مفتوح لكل من يريد أن يترشح لأي منصب قيادي في الحزب.

*وهذا ما يشير إليه الجميع أن عبد الرحمن سوف يأتي لرئاسة الحزب عبر المؤتمر العام؟

=عندما يأتي المؤتمر فأن العبرة ستكون بما يختاره الناس سواءً كان عبد الرحمن أو غيره، لا حجر على الإختيار.

*هل تم تحديد موعد للمؤتمر العام؟
=نحن إتخذنا قراراً بتكوين لجنة تحضيرية للمؤتمر العام، تتم بين رئيس الحزب والمكتب السياسي والآن تجري المشاورات بينهم لتقديم مقترح للجنة التحضيرية للمؤتمر العام للمكتب السياسي، وعندما يتم إعتمادها سوف يتم الشروع على الفور للبحث في البدء للإعداد للمؤتمر.

*تتوقع كم كفترة زمنية لعقده؟
=نأمل أن لا تتعدى ثمانية أشهر.

 

المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

صحيفة الانتباهة