السودان الان السودان عاجل

جريدة سعودية تكشف عن خريطة السيطرة الميدانية بين طرفي الصراع في السودان، وذلك بعد مرور عام ونصف على بدء الحرب

مصدر الخبر / وكالات

كشفت جريدة الشرق الأوسط السعودية  عن خريطة السيطرة العسكرية بين طرفي الصراع في السودان، وذلك بعد مرور عام ونصف على بدء الحرب، بالتزامن مع اقتراب موعد بدء مفاوضات جنيف التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكية بهدف إنهاء الحرب في السودان.

على الأرض، تهيمن قوات “الدعم السريع” على جميع ولايات دارفور الخمس، باستثناء مدينة “الفاشر” في ولاية شمال دارفور التي تخضع لحصار شديد، حيث تدور معارك حولها ومن داخلها منذ عدة أشهر. كما تسيطر على كامل ولاية غرب كردفان باستثناء العاصمة بابنوسة التي تتعرض أيضاً لحصار مشدد، وتشهد معارك عنيفة منذ أشهر في محاولة للسيطرة عليها، بينما تبقى مدينة “النهود” تحت سيطرة القوات المسلحة.

تسيطر قوات الدعم السريع على ولاية شمال كردفان، باستثناء عاصمتها الأبيض، التي تخضع أيضاً لحصار شديد. وقد شهدت المنطقة معارك عنيفة، ولا تزال الاشتباكات مستمرة بين الجيش في المدينة وقوات الدعم السريع في الخارج، كما تتواصل المشاهدات القتالية بين قوات الدعم السريع وقوات الهجانة المتواجدة في وسط المدينة.

من الجزيرة إلى سنار

لا تزال قوات “الدعم السريع” تسيطر على ولاية الجزيرة الاستراتيجية في وسط البلاد، حيث تقع عاصمتها “ود مدني”، ولا توجد قوات تابعة للجيش إلا في محلية “المناقل” الواقعة شمال غرب الولاية. تشهد المنطقة معارك متقطعة منذ عدة أشهر، وقد تمكنت “الدعم السريع” في المعارك الأخيرة من فرض حصار حول “جبل موية” و”المناقل”.

في المعارك الأخيرة، تمكنت قوات “الدعم السريع” من السيطرة على كامل ولاية سنار، بما في ذلك عاصمتها “سنجة”، باستثناء ولاية سنار التي تعرضت للحصار من جميع الجهات. وتشكل هذه القوات تهديدًا لولاية “النيل الأزرق” القريبة من الحدود مع إثيوبيا وجنوب السودان، حيث تتواجد قوات تابعة لحركة تحرير السودان بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، بالإضافة إلى القوات المسلحة، وتواجه تحديات من قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة جوزيف توكا، التي يُشاع أنها تنسق مع “الدعم السريع”.

فرضت قوات “الدعم السريع” سيطرتها على المناطق الشمالية من ولاية جنوب كردفان، بينما لا تزال عاصمة الولاية “كادوقلي” تحت سيطرة الجيش. في ذات الوقت، تسيطر قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة عبد العزيز الحلو، على المناطق الجنوبية منها في منطقة “كاودا”. وتدور في المنطقة اشتباكات مزدوجة بين الجيش و”الدعم السريع” من الشمال، والجيش وقوات الحركة الشعبية من الجنوب.

منذ الأيام الأولى للحرب، تمكنت قوات “الدعم السريع” من السيطرة على مساحات واسعة في العاصمة الخرطوم، بما في ذلك مدنها الثلاث. ففي أم درمان، استولت على الأجزاء الجنوبية والغربية بشكل كامل، بينما استمرت الأجزاء الشمالية تحت سيطرة القوات الحكومية التي استعادت بشكل أخير منطقة أم درمان القديمة وبعض الأحياء. أما بالنسبة لبقية المناطق، فقد احتفظت بها قوات “الدعم السريع”. وفي الخرطوم بحري، تسيطر “الدعم السريع” على معظم المناطق، باستثناء بعض “الجيوب” التي لا تزال تحت سيطرة الجيش.

في الخرطوم، من المحتمل أن حوالي 80 بالمائة منها لا تزال تحت سيطرة «الدعم السريع»، بما في ذلك وسط المدينة وأجزائها الشرقية والجنوبية والغربية.

توزيع المناطق العسكرية

منذ عدة أشهر، استولت قوات “الدعم السريع” على الفرقة 15 في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، ثم الفرقة 16 في مدينة نيالا، عاصمة جنوب دارفور، والفرقة 21 في زالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، والفرقة 20 في الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور. ولم يتبقَّ في حوزة القوات الحكومية سوى الفرقة السادسة مشاة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

ومنذ أكثر من ستة أشهر، استحوذت “الدعم السريع” على قيادة الفرقة الأولى في مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، وفي الشهر الماضي استولت على قيادة الفرقة 17 في مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار.

تواجد “قوات الدعم السريع” في عدد من الولايات التي تخضع لسيطرة القوات المسلحة، حيث تتحكم في المناطق الشمالية من ولاية النيل الأبيض، مما يشكل تهديداً للعاصمة الدويم. كما تلوح تهديدات تجاه مدينتي كوستي وربك من الناحيتين الشرقية والغربية في الولاية الحدودية مع جنوب السودان، بالإضافة إلى سيطرتها على منطقة “حجر العسل” في نهر النيل.

تسيطر قوات “الدعم السريع” على معظم المناطق العسكرية الاستراتيجية في العاصمة الخرطوم، بما في ذلك: منطقة جنوب القيادة العامة للجيش، والمنطقة العسكرية الوسطى، والكتيبة الاستراتيجية، وفرع الرياضة العسكرية، وقيادة قوات الدفاع الجوي، ورئاسة الاستخبارات العسكرية، ورئاسة جهاز المخابرات العامة، وأكاديمية الأمن العام، بالإضافة إلى قيادات هيئة العمليات في الخرطوم والخرطوم بحري، ومنطقة جياد للتصنيع الحربي، ولواء الباقير، والجزء الشرقي من قيادة المدرعات، ومصنع اليرموك العسكري، وقيادة قوات الاحتياط المركزي، ومركز تدريب الاحتياطي المركزي، ومعسكر طيبة، ومنطقة جبل أولياء العسكرية التي تحتوي على مطار حربي وقوات للدفاع الجوي، إلى جانب قيادة المظلات في بحري التابعة لـ “الدعم السريع”، ومقرات هيئة العمليات، ومعسكر السواقة شمال الخرطوم بحري، ومخازن الأسلحة شمال بحري، ومنطقة تدريب المرخيات في أم درمان، ومعسكر خالد بن الوليد في أم درمان، ومعسكر الصالحة في أم درمان.

مناطق سيطرة الجيش

في الخرطوم، لا يزال الجيش يسيطر فقط على الجزء الشمالي من القيادة العامة، والأجزاء الغربية من قيادة قوات المدرعات في الشجرة، بالإضافة إلى منطقة مصنع الذخيرة العسكرية. كما يحتفظ بسلاح الإشارة وسلاح الأسلحة ومعسكر الجيلي ومعسكر العيلفون ومعسكر حطاب، وهي جيوب متناثرة تحيط بها قوات الدعم السريع المنتشرة بكثافة. أما في أم درمان، فقد احتفظ الجيش بسيطرته على سلاح المهندسين، والسلاح الطبي، ومنطقة كرري العسكرية، بما في ذلك مطار وادي سيدنا، وهي المنطقة الرئيسية التي ينطلق منها الجيش في عملياته العسكرية ضد قوات الدعم السريع.

استمرت “قوات الدعم السريع” في محاصرة منطقة سلاح المهندسين والسلاح الطبي ومباني هيئة الإذاعة والتلفزيون، وعزلتها عن منطقة كرري العسكرية. ومع ذلك، تمكن الجيش من استعادتها في مارس الماضي، واستطاع ربطها بقيادة الجيش في منطقة كرري العسكرية.

جسور تحت قبضة الطرفين

مدنيًا، تسيطر “الدعم السريع” على وسط الخرطوم، بما في ذلك القصر الرئاسي والوزارات ومركز المدينة ومطار الخرطوم الدولي. كما أن لديها السيطرة الكاملة على جسر سوبا جنوب الخرطوم، وجسر المنشية الذي يربط الخرطوم بالخرطوم بحري، وجسر خزان جبل أولياء، وجسر توتي، وجسر المك نمر. في حين يسيطر الجيش على جسر النيل الأزرق وجسر الحامداب. ويتقاسم الطرفان السيطرة على جسور النيل الأبيض، والفتيحاب، والحلفايا، بينما تم تحييد جسر شمبات نتيجة لضربة جوية.

ولا زال كل طرف يتحكم في الجزء المخصص له من الجسر.

تظهر حسابات “الميدان” أن “الدعم السريع” يحقق تقدماً بينما الجيش يتراجع. فهل سيأخذ الجيش خطوة للذهاب إلى جنيف، أم سيبقى متمسكاً بموقفه ويفضل استئناف الحرب في انتظار انتصار “عزيز” الذي قد لا يتحقق، أو قد يستغرق سنوات طويلة كما تشير معظم التحليلات العسكرية؟

عن مصدر الخبر

وكالات

تعليق

  • الجيش السوداني ما زال يحمي الصحف السعودية الصدور يا قحاتي

    خلي السعودية تحمي نفسها اولا يا موقع القحاته