قال: «الموسم الصيفي الأنجح خلال السنوات الماضية».. مزارعون يسخرون من حديث وزير الزراعة
سخر مزارعون في مشروع الجزيرة من تصريحات وزير الزراعة والغابات السوداني، أبوبكر البشرى، الذي وصف الموسم الصيفي الحالي بأنه الأنجح في السنوات الأخيرة. وأكد المزارعون أن هذه التصريحات لا تعكس الواقع الذي يواجهونه في الحقول.
وأشار الوزير إلى أن حوالي 139 مليون فدان قد زُرعت بمختلف المحاصيل، بما في ذلك 17 مليون فدان من الذرة، التي تعتبر أساس غذاء المواطنين. كما توقع الوزير أن تصل الإنتاجية إلى نحو 7 ملايين طن، وهو ما يتجاوز احتياجات البلاد المقدرة بخمسة ملايين طن.
في المقابل، أعرب المزارعون عن استغرابهم من هذه التصريحات، مؤكدين أن الوزير إما أنه غير مدرك للواقع الزراعي والأمني أو أن تصريحاته تحمل طابعًا سياسيًا. وأوضحوا أن هذا الموسم شهد تحديات كبيرة، بما في ذلك تعرضهم للتهجير من قبل قوات الدعم السريع، مما أثر سلبًا على حصادهم.
تستمر قوات الدعم السريع في السيطرة على معظم أقسام المشروع الزراعي المعروف بـ “18 قسم”، بينما يظل الجيش مسيطرًا على المناطق المحيطة بالمشروع في المناقل. وقد تحدى حامد إبراهيم، أحد قيادات تجمع المزارعين، الوزير المعني بأن يوضح تفاصيل جميع أقسام المشروع، الذي يعد العامل الرئيسي في تحديد حجم الإنتاج الزراعي للموسم، نظرًا لكونه الأكثر إنتاجية.
وأكد حامد أن حوالي 70% من مساحة مشروع المناقل، الذي يتكون من 8 أقسام، لم يتم زراعتها خلال الموسم الصيفي، مما يثير تساؤلات حول إمكانية نجاح الزراعة في هذا الموسم. كما تساءل عن مدى قدرة المساحات المطرية في القضارف على تغطية إنتاج الجزيرة، بالإضافة إلى ما إذا كانت قوات الدعم السريع قد أفرجت عن إنتاج ولايات دارفور وكردفان.
في سياق متصل، دعا المزارع صديق العاقب إلى ضرورة الإسراع في التحضير للموسم الشتوي لتعويض الخسائر التي تكبدها المزارعون في الموسم الصيفي. وأشار إلى أن أكثر من 70 ألف مزارع من أصل 128 ألف مزارع يعتمدون على الزراعة كمصدر رئيسي للعيش. وأوضح أن المؤشرات الحالية تشير إلى احتمال فشل الموسم الشتوي في العديد من أقسام الجزيرة ما لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة، مشيرًا إلى أن مياه الري تعاني من نقص في بعض القنوات، بينما يحتاج البعض الآخر إلى صيانة عاجلة.