اختار الناخبون في الولايات المتحدة إعادة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب لولاية رئاسية جديدة بعد أربع سنوات من خسارته أمام المرشح الديمقراطي آنذاك، جو بايدن، في انتخابات 2020. تابع السودانيون، كما فعلت شعوب أخرى حول العالم، بحماس الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية نظراً للدور البارز والفعّال الذي تؤديه الدبلوماسية الأميركية في معالجة الأزمة في السودان. كانت الحرب في السودان غائبة تماماً عن الحملات الانتخابية ووعود المرشحين للناخب الأمريكي، على الرغم من أنها تمثل واحدة من التحديات الكبرى التي ستواجه الإدارة الأمريكية المقبلة.
بعد ساعات من انتخاب دونالد ترامب، قام كل من قائد الجيش، الفريق عبد الفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو، بتقديم التهاني للرئيس الجديد.من ناحيته، أشار الدكتور عبد الله حمدوك في رسالة تهنئة قدمها للرئيس دونالد ترامب إلى استعداد تنسيقية تقدم “للتعاون مع الرئيس الجديد من أجل إنهاء الحرب وإعادة السلام إلى السودان”.
هناك قاعدة للعلاقة مع الإدارة الجديدة
في حديثها لراديو دبنقا، أشارت الأستاذة فاطمة غزالي، الكاتبة والصحفية، إلى أن العلاقات بين السودان والولايات المتحدة شهدت العديد من التطورات خلال الولاية الرئاسية الأولى لدونالد ترامب، خاصة فيما يتعلق بتطبيع العلاقات مع إسرائيل ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. ورأت أن ذلك يشكل أساسًا للعلاقة بين إدارة ترامب والسودانيين، مشيرة إلى أن العلاقة خلال الفترة الانتقالية تضمنت جانبًا يتم فيه التعامل مع المكون العسكري وآخر يتم فيه التعامل مع المدنيين.
أوضحت الكاتبة والصحفية أن سرعة قيادات السودان في تهنئة دونالد ترامب قد ترتبط بتعهداته بإنهاء الحروب وتحويل مناطق النزاع إلى أماكن آمنة، بما في ذلك النزاع في الشرق الأوسط والأزمة بين روسيا وأوكرانيا، ما قد يجعله يهتم بالحرب في السودان، وفقاً لما ذكرته. ولم تستبعد أن يتمكن ترامب من تشكيل إدارة قوية تستطيع تحقيق السلام في السودان.
المستشارون سيرسمون السياسة الامريكية
توقعت الأستاذة فاطمة غزالي، خلال حديثها لراديو دبنقا، أن يقوم المستشارون المحيطون بترامب بوضع خطة العمل، خاصة أن الرئيس لا يظهر اهتماماً كبيراً بفهم الأبعاد الداخلية والتفاصيل. وقالت إن العديد من المستشارين وأعضاء السلطة التنفيذية وعدد كبير من أعضاء الكونغرس غير راضين عن الأوضاع في السودان ولا يدعمون العسكريين. أشارت الكاتبة والصحفية إلى أن الأوضاع في الشرق الأوسط لاقت اهتمامًا من الإدارة الأمريكية والمرشحين في سباق الرئاسة، دونالد ترامب وكمالا هاريس، خلال حملاتهم الانتخابية، وتركز الانتباه بشكل خاص على قضية غزة وما يحدث هناك.
وربطت ذلك بالأهمية التي تحتلها إسرائيل في السياسة الأمريكية، فضلاً عن وجود مجموعات ضغط إسرائيلية في الولايات المتحدة تستطيع التأثير على الانتخابات الأمريكية. وأوضحت أن القضايا الأفريقية لم تأخذ حظها من اهتمام الرئيس دونالد ترامب، كما كان الحال مع الإدارة الأمريكية السابقة، مما أدى إلى غياب هذه القضايا عن الحملة الانتخابية.
انتقدت الأستاذة فاطمة غزالي دور الأمريكيين من أصول سودانية، مشيرة إلى أنه لم يكن لديهم نشاط كافٍ للتواصل مع المرشحين في الانتخابات، كما فعلت الجاليات العربية في ولاية ميتشيغان على سبيل المثال. وأشارت إلى أن هذه الجاليات قد أعلنت عن دعمها المبكر للرئيس دونالد ترامب، مما جعله يعطيها اهتماماً كبيراً، بالإضافة إلى اهتمامه بعدد من الأقليات وقضاياها. وهذا الأمر ساهم، ولو جزئياً، في انتصاره، حيث تحولت ولاية ميتشيغان من ولاية زرقاء (تدعم بأغلبها الديمقراطيين) إلى ولاية حمراء (تدعم بأغلبها الجمهوريين).