السودان الان السودان عاجل

اخرها فجر اليوم.. على مدى 4 أيام متتالية المسيّرات تتساقط على عطبرة …مصدر بالدعم ينفي.. فمَن يقف وراءها؟

مصدر الخبر / صحيفة الشرق الاوسط

تم إنقاذ أطفال أحياء من تحت أنقاض منزلهم الذي تعرض، صباح الأربعاء، لسقوط طائرة مسيّرة “انتحارية” على ما يبدو، في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، شمال السودان. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادثة على الفور، لكن تم توجيه اتهامات لـ “قوات الدعم السريع” التي تخوض الصراع مع الجيش على السلطة منذ حوالي 18 شهراً.

على مدى أربعة أيام متتالية، قامت المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني بإسقاط عشرات الطائرات المسيرة (الدرون) التي كانت تستهدف مناطق مختلفة من الولاية، دون الإشارة إلى المواقع التي انطلقت منها. ذكرت مصادر محلية لصحيفة “الشرق الأوسط” أن طائرات مسيرة هاجمت، فجر يوم الأربعاء، مباني سكنية تتبع المعسكر الشرقي للمدفعية في عطبرة، والذي يُعتبر من أقدم أفرع الجيش السوداني. قال سكان المدينة: «استيقظنا على صوت انفجار قوي هزّ المنطقة». وأضافوا أن الطائرات المسيرة كانت تستهدف «بشكل مباشر وحدة عسكرية تابعة للجيش».

منذ بداية الصراع الراهن في البلاد في 15 أبريل 2023، تم توجيه الاتهامات بشكل متكرر إلى “قوات الدعم السريع” باستهداف المناطق المدنية التي تقع تحت سيطرة الجيش، لكنها استمرت في نفي أي علاقة لها بهجمات الطائرات المسيرة. قال مصدر أمني لصحيفة “الشرق الأوسط”: “لا توجد معلومات كافية حتى الآن بشأن الجهة المسؤولة عن إطلاق الطائرات المسيّرة في فجر الأربعاء أو المواقع التي انطلقت منها”. وأضاف أنه في ضوء الصراع القائم في البلاد، “من الطبيعي توجيه الاتهامات إلى (قوات الدعم السريع)، نظراً لأن المناطق المستهدفة تقع تحت سيطرة الجيش”.

تزايدت الهجمات بالطائرات المسيّرة غير المعروفة على مواقع الجيش في شمال وشرق البلاد؛ حيث شهد قبل أيام المهبط الجوي للفرقة الثالثة مشاة في مدينة شندي بولاية نهر النيل، شمال السودان، هجوماً من قبل أربع طائرات مسيّرة انتحارية. في شهر يوليو الماضي، تعرض قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان لمحاولة اغتيال لكنه نجا منها، حيث قامت طائرات مسيّرة مجهولة بشن هجوم عليه أثناء مشاركته في استعراض عسكري في منطقة جبيت العسكرية شرقي البلاد. أثار هذا الهجوم تساؤلات حول الجهة التي قامت بإطلاقه ومكان انطلاقه، وما إذا كانت الأسلحة قد صدرت عن “قوات الدعم السريع”، أو إذا كان هناك طرف ثالث متورط في محاولة لتصفية قائد الجيش. قبل ذلك بعدة أشهر، قُتل حوالي 15 شخصًا وأصيب آخرون، معظمهم من المدنيين، نتيجة هجوم بطائرة مسيرة استهدف إفطارًا جماعيًا نظمته “كتيبة البراء بن مالك” التي تُعتبر تابعة للإسلاميين، مما أدى إلى تزايد الشكوك في وجود نيران صديقة وراء هذا الاستهداف. وجاء الهجوم على تلك المجموعة بعد أيام قليلة من تصريحات نائب القائد العام للجيش السوداني، شمس الدين كباشي، التي تحدث فيها عن وجود جماعات مسلحة خارج الجيش، مشيرًا إلى أهمية تقنين “المقاومة الشعبية” والمتطوعين المرتبطين بالإسلاميين ضمن معسكرات القوات المسلحة. شهدت عطبرة يوم الأحد الماضي انقطاعاً مفاجئاً في الكهرباء، تزامنًا مع سماع أصوات المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني، ويعتبر هذا الهجوم هو الرابع على التوالي باستخدام الطائرات المسيّرة الانتحارية. ذكر شهود عيان أن الطائرات بدون طيار كانت تستهدف مطار المدينة بشكل مباشر.

لكن مصادر رفيعة في “قوات الدعم السريع” أكدت لـ “الشرق الأوسط” عدم وجود أي صلة لها بالهجمات الأخيرة التي استهدفت ولاية نهر النيل، أو أي مناطق خارج خطوط القتال التي تسيطر عليها.

ذكرت أنها ترى أن ما يحدث هو على الأرجح “تصفية حسابات داخل صفوف الجيش السوداني”، مشيرة إلى أن “هناك تيارات إسلامية تسعى لإرسال رسائل قوية لقادة الجيش لتؤكد لهم أنها من تتحكم في اتخاذ القرار داخل المؤسسة العسكرية”. وأشارت المصادر إلى أنه “هذا ما ناقشنا عنه كثيراً… القادة الحاليون للجيش ليس لديهم أي سلطات. القرار بيد الحركة الإسلامية التي بدأت الحرب وتسعى لاستمرارها من أجل العودة إلى الحكم مرة أخرى”.

قال خبير عسكري طلب عدم الكشف عن اسمه إن “من الممكن أن تكون الطائرات المسيرة تعود لقوات الدعم السريع، لكنها قد تأتي أيضًا من جهة ثالثة”، مشيرًا إلى أن “قوات الدعم السريع” قد تمتلك طائرات مسيرة قادرة على الوصول إلى أي منطقة في البلاد. أشار الخبير إلى أن الهجمات المستمرة على مدى أكثر من 4 أيام متتالية في ولاية نهر النيل قد تهدف إلى إرسال رسالة من “قوات الدعم السريع” بأنها تستطيع نقل النزاع إلى شمال البلاد، وهي المناطق التي ظلت بعيدة عن الصراع منذ اندلاعه في البلاد.

قال الخبير: “أستبعد أن تكون الهجمات بالطائرات المسيّرة من طرف ثالث يدعم الجيش السوداني، لأنه ليس له مصلحة في إرهاب المواطنين وتشريدهم، وهو ما يصب في مصلحة (قوات الدعم السريع)، التي تعتبر العدو الرئيسي لهم”. لكنه أشار إلى إمكانية وجود خرق أمني سمح للجهة التي أطلقت الطائرات بالوصول إلى أهداف عسكرية أو مدنية داخل مدينة عطبرة.

عن مصدر الخبر

صحيفة الشرق الاوسط