هربت طفلتي الصغيرة من إطلاق النار، لكنها سقطت في الزيت الساخن. الحرمان من العلاج يتسبب في انتحار لاجئة هجوم مسلح يؤدي إلى مقتل زوجين واغتصاب ثلاث فتيات.
منتدى الإعلام السوداني: غرفة التحرير الموحدة. اعداد وتحرير/ صحيفة التغيير
بينما كانت الطفلة الصغيرة التي تبلغ من العمر عامين تلعب مع أطفال آخرين بالقرب من خيمة أسرتها في غابات أولاو بإقليم أمهرا في إثيوبيا، فجأة دوت أصوات إطلاق نار، مما تسبب في إثارة الرعب بين الجميع.
اندفع الأطفال للهرب في كافة الاتجاهات، وأثناء الفوضى، تعثرت الطفلة وسقطت في وعاء من الزيت المغلي الذي كانت إحدى الجارات تستخدمه للطهي. تسترجع الأم وفاء محمد حامد طلحة، البالغة من العمر 32 عامًا، تلك اللحظات الصعبة قائلة: ” هرعت لإنقاذها وسط صراخها ، لكن يدها اليمنى أصيبت بحروق شديدة لدرجة أن أصابعها التصقت ببعضها البعض.”على الرغم من الجهود المبذولة لنقل الطفلة إلى المستشفى، واجهوا صعوبات ومعاملة غير إنسانية من قبل الجهات المحلية. تقول الأم: “أخبروني أن ابنتي بحاجة إلى عملية جراحية، إلا أنهم رافضين تنفيذها بسبب الإجراءات الإدارية المعقدة.
كنت في حالة من العجز التام عن مساعدتها.” لم تكن الحادثة إلا جزءًا من معاناة الاختصاصية النفسية وفاء وبناتها، اللواتي تبلغ أعمارهن 8 سنوات، 6 سنوات، 4 سنوات، وسنتين، بعدما أجبرتهم الحرب في السودان على مغادرة وطنهم.قبل بداية الصراع في منتصف أبريل 2023، كانت حياة وفاء وأسرتها هادئة ومستقرة. كانت تعمل كاختصاصية نفسية في مستشفى، بينما زوجها كان يعمل في مجال التخطيط الحضري. كان أطفالهم يذهبون إلى المدارس ورياض الأطفال، لكن حياتهم تغيرت بشكل جذري بعد اندلاع النزاع، مما أجبرهم على الهروب من منطقة الصالحة في الريف الجنوبي لمدينة أم درمان.
تستذكر وفاء: “كان الوضع فوضويًا للغاية، وكأننا في مشاهد من فيلم رعب. كانت أصوات إطلاق النار تحيط بنا، وكانت القذائف والبراميل المتفجرة تتساقط بشكل عشوائي. كنا نلجأ للاختباء تحت الأسرة من شدة الرعب خوفًا من أن نصاب أو أن يُقتل أحد أفراد الأسرة.” وتقول: “استمر الوضع بهذا الشكل لمدة أسبوعين، حتى قررنا أن نهرب. بدأنا رحلتنا من منطقة الصالحة، مرورًا بشارع النيل الأبيض حتى وصلنا إلى كوستي، ومن ثم انتقلنا إلى شارع سنجة وسنار والقضارف. الرحلة التي تستغرق عادة يومًا واحدًا، أخذتنا أربعة أيام مليئة بالمخاطر والصعوبات.” تحدثت وفاء عن أسباب الرحلة قائلة: “كان هدفنا الأساسي هو السعي وراء الأمان والحماية.”عند وصولهم إلى إثيوبيا، كانوا يتطلعون إلى إيجاد مكان يضمن لهم السلام، ولو لفترة قصيرة، حتى تنتهي الحرب. استقرت الأسرة في البداية في معسكر “ترانزيت” على الحدود، لكن الأوضاع هناك كانت صعبة جداً. “كانت المياه بعيدة، والمواد الغذائية نادرة، والخدمات الطبية غير موجودة، وكان الناس يموتون بسبب الأمراض دون الحصول على الرعاية اللازمة”.حكت وفاء كيف شهدت في أحد الأيام انتحار لاجئة نتيجة لرفض تحويلها لتلقي العلاج في منطقة شهيدي، حيث كان التحويل يشكل أزمة بسبب الاعتقاد السائد بأن اللاجئ إذا دخل المدينة فلن يعود مجددًا. ووفقًا لتحليل وفاء، فإن اللاجئة التي قامت بالانتحار قد تكون تعرضت لنوبة اكتئاب فاختارت شنق نفسها. بعد الأحداث التي عاشها اللاجئون، أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن نقلهم إلى معسكر جديد (أولالا وكومر)، حيث تم تشبيهه بمكان يوفر لهم الأمان والاستقرار. كانت تلك الوعود بمثابة شعاع من الأمل لكثيرين، لكن ما واجهوه في الواقع كان محبطًا.
عند وصولهم، اكتشف اللاجئون أن المعسكر الجديد لا يوفر الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة. كانت الشقوق العميقة في الأرض تشكل خطرًا كبيرًا، حيث يمكن أن تصاب قدم طفل صغير بكسر إذا علقت بها. حتى المانحون الذين زاروا الموقع لاحظوا هذه الظروف الصعبة وأدلى بعضهم بتعليقات حولها. كما كانت الثعابين والعقارب تخرج من تلك الشقوق. وكان الأطفال يشهدون جنازات تذهب وأخرى تأتي نتيجة النزاعات المستمرة بين القبيلتين المحيطتين بالمعسكر. الماء كان بعيدًا عن الوصول، وكانت الطوابير للحصول عليه طويلة جدًا. وبالنسبة للعلاجات، فكانت نادرة للغاية، حيث كانت تُعطى فقط للحالات الطارئة، مما زاد من معاناة المرضى والمحتاجين. لم يواجه اللاجئون صعوبات الحياة اليومية فقط خلال الشهرين والنصف الذين قضوهما في المعسكر، بل كانوا أيضًا عرضة لتهديدات أمنية مستمرة. كانت السرقات والاعتداءات تحدث بشكل متكرر، حتى السوق الصغير الذي كان يُعتبر مكانًا للحصول على الاحتياجات الأساسية أصبح يشكل خطرًا، ولم يعد بإمكان أي شخص الذهاب إليه بمفرده.أحد أسوأ الحوادث، كما ذكرت وفاء، كان إصابة شاب في بداية شبابه برصاصة في رأسه، مما أدى إلى إصابات خطيرة، وهو الآن يخضع للعلاج في أديس أبابا.
كانت تلك الحادثة نقطة تحول للكثير من اللاجئين، حيث أدركوا أن المخيم لم يعد مكانًا آمنًا لهم ولأطفالهم، مما دفعهم إلى اتخاذ قرار بالمغادرة بحثًا عن موقع يوفر لهم الحد الأدنى من الأمان. فتوجهوا إلى مقر مفوضية اللاجئين في قوندر بحثًا عن ملاذ آمن أو فرصة للحصول على الحماية، ولكن تقدُّمهم توقف بعد ثلاثة أميال فقط، حيث اعترضتهم السلطات الفيدرالية ومنعتهم من المضي قدمًا، مما أجبرهم على البقاء في الغابة لمدة مئة يوم في ظروف قاسية وغير إنسانية. كانت من أصعب اللحظات لدى وفاء حادثة حريق طفلتها بالزيت الساخن، ورغم استعجالها في نقل ابنتها إلى المستشفى لتلقي العلاج، واجهت وفاء عائقًا جديدًا، حيث رفضت المستشفيات إجراء الجراحة اللازمة إلا بعد الحصول على إذن رسمي من المعسكر. قالت وفاء: “كنت أركض بين المستشفى والمعسكر للحصول على الإذن، لكنهم رفضوا لأننا تركنا المعسكر. شعرت بالعجز وأنا أرى ابنتي تتألم، بينما لا أحد يولي اهتمامًا لمعاناتنا”.
بعد عودتها إلى الغابة، حاولت وفاء استعادة قوتها لرعاية أطفالها الثلاثة الذين كانوا مع والدهم في تلك الفترة. بالرغم من الظروف الصعبة، شعرت وفاء بشيء من الأمان النسبي مقارنة بالمخيمات التي أقاموا فيها سابقًا. لكن هذا الأمان لم يستمر طويلًا. ففي أحد الأيام، أعلنت المفوضية أنها لن توفر لهم الحماية بعد الآن، وطالبتهم بالعودة إلى المعسكر. لكنهم رفضوا تمامًا، لأنهم كانوا على علم بأن العودة تعني مواجهة نفس المخاطر التي فروا منها. في إحدى الليالي، تعرضوا لهجوم عنيف باستخدام الأسلحة النارية.
ووصفت وفاء تلك اللحظة بقولها في حديثها مع (التغيير): “كان إطلاق النار عشوائيًا وصادمًا. شعرت وكأننا نعيش كابوسًا جديدًا. للأسف، فقد فقد جيراني عمران وزوجته حياتهما في ذلك الهجوم، تاركين وراءهم أطفالًا صغارًا، أصغرهم لا يتجاوز عمره ثمانية أشهر. بعد أن انتقلوا إلى أهاليهم في الجنينة بولاية غرب دارفور، توفي الرضيع بسبب الإهمال وعدم الرعاية.” أكدت وفاء بحسرة: “لقد خسرنا الكثير. الحرب لم تكتفِ بأخذ وطننا، بل سلبتنا الأمان والكرامة. أصبحنا نتنقل من حرب لأخرى، ومن معاناة لأخرى، دون أي احترام لحقوقنا كلاجئين أو حتى كبشر”. على الرغم من المعاناة والأحداث الصعبة التي واجهها اللاجئون السودانيون في الغابة، ظهرت مجموعة من الكوادر الطبية السودانية التي تعمل في ظروف صعبة تفتقر إلى الموارد والإمكانات.
قاموا بتقديم الرعاية للجرحى والمرضى باستخدام أدوات بسيطة وأدوية ليست كافية تمامًا. ومع ذلك، أثناء تواجدهم في الغابة، تعرضوا لثلاثة هجمات عنيفة أدت إلى إصابة عشرات الأشخاص، حيث وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 221، مع تسجيل حالات وفاة مأساوية. بالإضافة إلى ذلك، وقعت حالات اغتصاب مروعة، واضطرت النساء إلى الولادة في ظروف مأساوية باستخدام أدوات بدائية مثل الموس والحبل بسبب نقص المعدات الطبية الضرورية، مما زاد من معاناتهن، كما أفادت وفاء. كانت مهمة الحصول على الماء مرهقة وذات مخاطر، إذ كانت النساء والفتيات يسافرن لمسافات طويلة تصل إلى 20 كيلومترًا للوصول إلى مصادر مياه الشرب. وفي حادثة واحدة، تعرضت ثلاث فتيات صغيرات للاعتداء أثناء استحمامهن في بركة قريبة، مما أثار حالة من الذعر بين العائلات. كان الجوع من أبرز التحديات. لم تصل أي مساعدات غذائية من المنظمات الدولية، مما جعل اللاجئين يعتمدون على تبرعات قليلة من المتطوعين في الخارج.
وأوضحت وفاء أن هذا الوضع أظهر للجميع قيمة التضامن، حيث قاموا بتقاسم ما يمتلكونه للبقاء على قيد الحياة. اعتبرت الأخصائية النفسية أن الأطفال كانوا الضحايا الرئيسيين لهذه الظروف، حيث لوحظت تغيرات كبيرة في سلوكياتهم. وأفادت قائلة: “ابنتي التي تبلغ من العمر أربع سنوات كانت شخصية مرحة وحيوية قبل الحرب، لكنها تغيرت بشكل كامل. لم تعد تتحدث أو تتفاعل مع إخوتها كما فعلت سابقًا، بل أصبحت تجلس في زاوية الخيمة، تراقب بصمت كل ما يحدث حولها. لم يكن ذلك من طبائعها؛ فقد كانت دائمًا تحب اللعب والضحك مع الأطفال.” قالت وفاء بحزن: “كنت أراها تعيش في عالمها الخاص، غارقة في صمتها وكأنها تحمل عبئاً ثقيلاً يفوق عمرها. رغم كوني اختصاصية نفسية، شعرت بالعجز أمام حالة ابنتي. حاولت مساعدتها بكل الطرق الممكنة، لكنها كانت ترفض الحديث أو التعبير عن مشاعرها”. وأوضحت أن الأطفال قد حولوا ألعابهم إلى تقليد للعنف المحيط بهم. بدأوا في صنع نماذج خشبية للأسلحة ويلعبون أدوارًا تجسد الصراعات والهجمات، مما يعكس التأثير العميق للأحداث على حياتهم النفسية.
وأضافت وفاء: “عندما أرى أطفالي يلعبون بهذه الطريقة، ينتابني شعور بالأسى لأنهم فقدوا براءتهم”. وأوضحت أنه من بين العديد من الأحداث التي عاشتها، لم تتمكن وفاء من تخطي حادثة ابنتها الصغيرة، التي تركت أثراً عميقاً في حياتها. تصف هذه الحادثة بأنها “لحظة لا تُنسى” تعود إليها باستمرار وكأنها تعيشها مرة أخرى. وأضّافت: “على الرغم من أنني أخصائية نفسية، إلا أنني لم أستطع حماية نفسي من شعور الذنب. ألوم نفسي كثيراً، وأشعر أنه لو لم أتركها تلعب في الخارج، لما حدث ما حدث. هذا الشعور يطاردني كظل لا يفارقني”. أوضحت وفاء أن الحياة في الغابة علمتهم القسوة والخوف، مشددة على أنها بيئة تفتقر إلى الإنسانية.وتابعت: “لم نتلقَ أي مساعدات إنسانية، ولم يزرنا أي صحفي أو منظمة دولية لتوثيق معاناتنا”. وأضافت: “شعرنا وكأننا منسيون في عالم لا يعترف بما نعانيه”. رأت أن الغابة كانت بالنسبة لهم نقطة فاصل بين الحياة والموت، حيث واجهوا أسوأ لحظاتهم، بينما بقي العالم من حولهم ساكتًا. بعد مرور 100 يوم في غابة إقليم أمهرا الإثيوبي، اجتمع اللاجئون وقرروا ضرورة التحرك نحو نقطة التسجيل على الحدود بين السودان وإثيوبيا رغم المخاطر، حيث كانت المعاناة تتزايد والتهديدات لا تتوقف. ذكرت وفاء: أخبرتنا السلطات بوضوح أنه لن يتم إجلاء أي شخص من إثيوبيا، وعليكم العودة إلى المعسكر. كان ذلك بلهجة صارمة تحمل طابع التهديد، دون أي اعتبار للمخاطر التي دفعتنا لمغادرة المكان. ومع ذلك، أصرّ العالقون على المغادرة. بدأت الرحلة من الغابة سيرًا على الأقدام لمسافات طويلة، حيث كان ضمن المجموعة أطفال ونساء حوامل وكبار في السن وذوو احتياجات خاصة.
قالت وفاء: “سرت أنا وأطفالي حوالي 15 كيلومترًا لنصل إلى منطقة كومر، وهي نقطة توقف مؤقتة في ظل الأمطار الغزيرة والبرد القاسي.” كان عليهم النوم في هياكل بالكاد تحميهم من المطر، وكانت الأمراض تتفشى بينهم. بعد ذلك، توجهوا إلى مكة، التي تبعد بضع كيلومترات، حيث واجه اللاجئون تهديدات متكررة، منها إطلاق النار ومحاولات النهب من قبل عصابات الشفتة الإثيوبية. وأشارت وفاء إلى حدوث حالات اختفاء لأشخاص لم يُعرف مصيرهم حتى الآن. واصلت حديثها قائلة: “بعد معاناة طويلة، بلغنا منطقة شهيدي، حيث واجهتنا أمطار غزيرة استمرت لمدة ثلاثة أيام متتالية قضيناها على الطريق العام، دون مأوى يحمي الأطفال من البرد والمطر، وانتشرت الأمراض بيننا بشكل سريع؛ فقد أصيب الكثيرون بالملاريا والإسهال”.
أما بالنسبة للطريق نحو كوكيت، فقد ذكرت الأخصائية النفسية أنه كان قد حفل بالمخاطر. وخلال الرحلة، تعرض اللاجئون للدغات النحل الإفريقي، مما أدى إلى حدوث تورمات شديدة لدى الأطفال والنساء. وبعد معاناة طويلة، وصلوا إلى كوكيت، حيث كان عليهم البقاء لمدة يومين تقريبًا قبل استئناف رحلتهم. عند وصولهم إلى نقطة التسجيل “زيرو بوينت”، كانت الآمال معلقة على أن تكون تلك المحطة آمنة، لكن الواقع كان مغايراً تماماً. قالت وفاء: “واجهنا تهديدات متنوعة من الشرطة الإثيوبية، بدءًا من إطلاق النار وصولاً إلى الأمراض، وحتى إجبارنا على العودة إلى السودان بالقوة”. وأضافت: “كان ذلك اليوم لا يُنسى، إذ قاموا بتهديدنا بالسلاح لإجبارنا على عبور الحدود، وهذا كان أول حادث من نوعه حيث يتم إجبار اللاجئين على العودة قسراً إلى بلادهم”.
تتذكر وفاء: “عانينا من ضرب قاسي، خصوصًا كبار السن. كانت النساء يبكين، والأطفال في حالة من الخوف، بينما كنا نشعر بالألم والظلم. كان ذلك اليوم إهانة لإنسانيتنا، حيث لم يكن هناك أي احترام لحقوق اللاجئين أو كرامتهم”. كانت عائلة وفاء من اللاجئين الذين تمكّنوا من العودة إلى معسكر ترانسيت قرب منطقة المتمة في إثيوبيا. إلا أن الأوضاع في المعسكر كانت كارثية. توقفت المساعدات تمامًا، وكان عليهم السير لمسافات طويلة للحصول على بعض الطعام. قالت: كانت البطاطس والبصل والطماطم التي نحصل عليها فاسدة، وكان يتم توزيعها بطرق مهينة. لم تكن هناك حياة، فقط معاناة مستمرة.
لم تنحصر معاناة اللاجئين فقط في نقص الطعام والمساعدات، بل توسعت لتشمل الاشتباكات المسلحة بين الجيش الإثيوبي ومليشيا الفانو قرب المعسكر، مما زاد من حالة الفزع. وذكرت وفاء: “كنا نشعر بأن الموت يحيط بنا من كل جهة”.اختتمت وفاء حديثها قائلة: “كانت رحلتنا ككفاح دائم بين الحياة والموت، حيث عانينا من الخوف والقهر ولم نشعر بالأمان أو الإنسانية بسبب غياب أي دعم أو اهتمام دولي.” وأضافت: “ما واجهه أنا وأطفالي كان أكبر من قدرتنا على التحمل.”