أفاد ناشطون في ولاية شمال دارفور بأن الهجمات المستمرة من قبل قوات الدعم السريع أسفرت عن مقتل سبعة نازحين وإصابة 11 آخرين على الأقل، وذلك نتيجة لقصف مدفعي استهدف معسكر أبوشوك وسوق نيفاشا يوم الأربعاء. وقد أكدت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح أنها تمكنت من إحباط هجوم واسع النطاق في المحور الشرقي للمدينة، مما يعكس تصاعد التوترات في المنطقة.
منذ بداية النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، شهدت دارفور تصاعداً ملحوظاً في الأعمال العدائية. الحصار المفروض على مدينة الفاشر منذ مايو 2023 ساهم في تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث تعرضت المدينة لعشرات الهجمات التي أدت إلى تدهور الظروف المعيشية للسكان. الوضع في المنطقة أصبح أكثر تعقيداً مع تزايد أعداد النازحين والجرحى.
في سياق الأحداث، قامت غرفة طوارئ معسكر أبوشوك بنشر قوائم بأسماء الضحايا الذين سقطوا جراء القصف المدفعي، حيث تم تسجيل أسماء سبعة شهداء و11 جريحاً. هذه الأرقام تعكس حجم المعاناة التي يعيشها السكان في ظل النزاع المستمر، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في دارفور.
قال المقدم أحمد حسين مصطفى، الناطق باسم القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، بأن قوات الدعم السريع قامت منذ الصباح الباكر بقصف تجمعات المدنيين باستخدام المدفعية الثقيلة، حيث استهدفت معسكر أبوشوك للنازحين، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة أكثر من اثني عشر آخرين بجروح.
في سياق متصل، أشار مصطفى إلى أن المليشيا حاولت التوغل في المدينة من خلال شن هجوم واسع في المحور الشرقي، إلا أن القوات المسلحة السودانية، بالتعاون مع القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح والقوة الشعبية للدفاع عن النفس، تصدت لهذه المحاولة وقد تمكنت هذه القوات من إلحاق خسائر فادحة بالمليشيا وفق تصريحه.
وأكد مصطفى أن القوات المشتركة تمكنت من تحييد أكثر من 200 عنصر من المليشيا وتدمير عدد من العربات القتالية، بالإضافة إلى استيلاء القوات على معدات عسكرية كاملة. كما دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات ضد الدول التي تزود المليشيا بالسلاح والمرتزقة، مشدداً على أهمية تطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بحظر الأسلحة إلى دارفور، لضمان حماية المدنيين وإنهاء العنف المستمر على حد قوله .
يذكر ان تقرير دولي قبل ايام كشف ان الفرقة السادسة للجيش في الفاشر تحاصرها قوات الدعم وتتواجده قواته على بعد امتار من سور الفرقة حيث أفاد مختبر البحوث الإنسانية في كلية الصحة العامة بجامعة ييل بأن مقر الفرقة السادسة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تعرض لأضرار كبيرة نتيجة الهجمات المتكررة. تأتي هذه الأضرار في وقت تعاني فيه المدينة من حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع، التي تواصل سعيها للسيطرة على المدينة من جهتي الشرق والغرب. منذ بداية الهجمات في العاشر من مايو 2024، تفاقم الوضع الأمني والإنساني بشكل ملحوظ، مما يثير القلق بشأن مستقبل المنطقة.
في تطور آخر، تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على حي شالا، الذي يقع جنوب غرب الفاشر، على بُعد أقل من كيلومتر واحد من مقر الفرقة السادسة و2.5 كيلومتر من الطريق المؤدي إلى مخيم زمزم. هذه السيطرة تعكس التقدم العسكري الذي تحققه القوات في المنطقة، مما يزيد من المخاوف بشأن الأوضاع الإنسانية للسكان المحليين. يعيش هؤلاء السكان في ظروف صعبة، حيث تتزايد الاحتياجات الإنسانية في ظل النزاع المستمر.
الوضع في الفاشر يزداد تعقيدًا مع استمرار الهجمات والحصار، مما يضع السكان في مواجهة تحديات كبيرة. تتزايد المخاوف من تفشي الأزمات الإنسانية، حيث يعاني الكثيرون من نقص في المواد الغذائية والرعاية الصحية. في ظل هذه الظروف، يتطلب الأمر استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لمساعدة المتضررين وتخفيف معاناتهم، حيث أن الوضع الحالي لا يمكن تجاهله أو السكوت عنه.
