أعلنت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح 481 أسرة من عدة قرى في منطقة الفاشر بشمال دارفور، وذلك يوم الأربعاء. يأتي هذا النزوح في ظل استمرار القصف الجوي المكثف الذي يستهدف مناطق سيطرة قوات الدعم السريع في المدينة، حيث شهدت الاشتباكات والقصف المدفعي تراجعًا ملحوظًا للأسبوع الثالث على التوالي. هذه التطورات تشير إلى تصاعد الأوضاع الإنسانية في المنطقة، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً من المنظمات الإنسانية.
وفقًا لتقرير نشرته إذاعة دبنقا، فقد نزحت الأسر من قرى شقر (أ، ب، ج) إلى مناطق أخرى داخل مدينة الفاشر، بالإضافة إلى مناطق دار السلام واللعيت في شمال دارفور. يعكس هذا النزوح المستمر الأثر المدمر للصراع على حياة المدنيين، حيث يجد الكثيرون أنفسهم مضطرين للفرار بحثًا عن الأمان والموارد الأساسية. الوضع الإنساني في المنطقة يتطلب استجابة سريعة من المجتمع الدولي لتقديم المساعدات اللازمة.
في سياق متصل، تعرضت مدينة الطينة في شمال دارفور لهجمات بطائرات مسيرة غير معروفة المصدر، مما أدى إلى لجوء 91 أسرة عبر الحدود إلى تشاد. وفي منطقة كبكابية، استهدفت الطائرات الحربية يوم الأربعاء مناطق سكنية مثل حي المواشي والسلخانة، مما يزيد من معاناة السكان. لم تتمكن إذاعة دبنقا من تحديد عدد الضحايا أو حجم الخسائر الناتجة عن هذه الهجمات، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتوفير الحماية للمدنيين في ظل تصاعد العنف.
من جهته، صرح مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، أن الهجمات المستمرة من قبل الدعم السريع على الفاشر تهدف إلى معاقبة السكان على رفضهم الخروج من المدينة. وأضاف أن “الفاشر صمدت رغم أن جميع الطرق المؤدية إليها مغلقة منذ عام”، مؤكداً أن الفاشر لا تزال قوية بأطفالها ونسائها ومخيماتها.
وفي جنوب دارفور، نزحت نحو 275 أسرة من نيالا خلال الفترة من الأحد إلى الثلاثاء، بسبب الغارات الجوية التي استهدفت مناطق متعددة، بما في ذلك معسكرات عطاش ودريج للنازحين.
شهدت نيالا سلسلة من الغارات الجوية، كان آخرها يوم الأربعاء، حيث استهدفت الطائرات الحربية مطار نيالا ومواقع أخرى شرق المدينة، مما أسفر عن مقتل 39 شخصًا هذا الأسبوع.
كما أفادت منظمة الهجرة الدولية بأنها سجلت بين 1 ديسمبر 2024 و31 يناير 2025 نحو 50 حادثة أدت إلى نزوح في ولايات شمال دارفور والنيل الأبيض وجنوب دارفور والنيل الأزرق وشمال كردفان وغرب دارفور والجزيرة وشرق دارفور، بما في ذلك حوادث النزاع والفيضانات.
وكان 88% من الحوادث مرتبطة بالصراعات أو الاشتباكات المسلحة، بينما ارتبطت 8% منها بالصراعات القبلية و4% بالكوارث الطبيعية.